نقطة حبر
بالقراءة نرتقي بأطفالنا
نعم بالقراءة نرتقي بأطفالنا، وعندما نرتقي بأطفالنا سنرتقي بدولتنا، وسنتفوق على الأمم، وسنجعل من المجهول معلوماً، ومن المستحيل ممكناً، لأن القراءة هي مفتاح للولوج إلى العوالم والحضارات، ومفتاح لتقدم وتطور أي أمة في العالم.
بالقراءة نستطيع أن نعبر البحار والمحيطات، ونتجول في عقول الأدباء والمفكرين والمخترعين والكتاب والشعراء والعلماء، دون الحاجة إلى تذكرة أو دفع مال أو ترحال.
ولقد جاءت أهمية القراءة في حياتنا لأن أول آية نزلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تحث على القراءة «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، إذ حثه الله على القراءة، نظراً لأهميتها في حياتنا، فاكتساب العلوم والمعارف لا يأتي إلا بالقراءة، فالقراءة هي زاد العالم والمتعلم، وهي أفضل وسيلة للتعرف إلى ثقافات الشعوب المختلفة، وتبادل الأفكار والمعلومات، ومن هذا المنطلق، وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن يكون شهر مارس من كل عام شهر القراءة الوطني للدولة، تحت شعار «الإمارات تقرأ.. الإمارات ترتقي»، بهدف ترسيخ عادة القراءة لدى الطلبة، ولإعداد وتنشئة جيل قارئ واعٍ.. جيل مفكر ومخترع.. جيل يبحث عن المعرفة والثقافة.. جيل ينمّي مهاراته وقدراته بذاته.. جيل يحقق قفزات تنموية ويعشق التنافسية، ليضمن تفوق دولته على دول العالم.
إن اعتماد دولتنا هذا الشهر للقراءة يدل على مدى اهتمام قيادتنا الرشيدة ببناء هذا الإنسان الذي يعد الثروة الحقيقية، وهذا لن يتحقق إلا إذا بدأنا بتعويد الطفل على ممارسة القراءة من مرحلة الطفولة المبكرة، من عمر سنتين وأقل، وهو في البيت قبل التحاقه بالروضة، مرحلة الحضانة، فنعوّده على الاطلاع، وتصفّح الكتب، ولغة الحوار، وكلما استطعنا أن نجعل القراءة جزءاً من سلوكه اليومي نجحنا في أن نجعل منه عاشقاً للقراءة، لأن القراءة لها أهمية كبيرة في حياة كل طفل، فهي تعمل على تطوير قدراته، وتقوية شخصيته، وتنمية ثروته اللغوية، ومستواه في التركيز، وزيادة قدراته التأملية والبصرية، وتنشيط ذاكرته وقدراته الابداعية، لذا يقع على الأسرة الدور الأكبر في بداية تنشئة هذا الطفل، وذلك من خلال تهيئة البيئة الملائمة الجاذبة، التي تحفّزه على البحث والاطلاع والاستكشاف، وذلك بتخصيص مكتبة صغيرة، مزودة بمجموعات قصصية، وكتب تعليمية مختلفة، باللغتين العربية والإنجليزية، تناسب المرحلة العمرية لهذا الطفل.
وتعتبر إمارة الشارقة نموذجاً رائداً في مجال نشر ثقافة القراءة والاطلاع بين أطياف المجتمع عامة والأطفال خاصة، إذ أدرك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مبكراً ومنذ طفولته، أهمية قيمة القراءة في حياة الإنسان، وفي بناء الأمم، لذا عمل جاهداً، خلال أربعة عقود، على تأسيس جيل ومجتمع قارئ، فأطلق العديد من المبادرات والبرامج التي أسهمت في أن تصبح الشارقة مدينة الثقافة، التي جعلت من القراءة أسلوب حياة.
مستشار تربوي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news