نور تدرس الآثار لترصد حضارات تعاقبت على الإمارات
تستثمر المواطنة الشابة نور ناصر المرزوقي (22 عاماً) أوقاتها في الغربة في أعمال تطوعية توظف فيها تخصصها الأكاديمي في علم الآثار، منها «تصنيف اكتشافات تاريخية وأثرية في منطقة (تنسلي) البريطانية».
وأوضحت نور، التي تدرس ماجستير علم الآثار في جامعة شيفيلد: «يتمحور دوري كمتطوعة في تصنيف هذه الآثار بترقيمها وترتيبها، على حسب أنواعها، كالفخاريات وغيرها، فعلم الآثار يُعنى بدراسة البقايا المادية التي خلّفتها الحضارات الإنسانية في العصور المختلفة، وعلى مدى الرقعة الجغرافية التي امتدت فيها، وتحليل البيئة الثقافية والإنسانية التي كانت تقوم عليها هذه الحضارات».
وتعزو المرزوقي، المبتعثة للدراسة إلى المملكة المتحدة من قبل وزارة التربية والتعليم، ارتباطها بـ«علم الآثار»، وإصرارها على إكمال دراستها العليا فيه كتخصص جديد عوضاً عن تخصصها الأكاديمي الأول في «بكالوريوس الدراسات الدولية» من جامعة زايد؛ إلى «محاضرتين علميتين عُقدتا حوله في الجامعة، أدركتُ من خلالهما أن هذا التخصص هو الشغف الذي لطالما بحثتُ عنه، وتيقنتُ أنه المسار الأبرز لتحقيق هدفي في التعرف أكثر إلى تاريخ الدولة، والمحافظة على تراثها والإسهام في الترويج له».
وأضافت لـ«الإمارات اليوم»: «تعاقبت على الإمارات الكثير من الحضارات خلال عصور متعدّدة، وتركت آثاراً ساعدت الباحثين على كشف أسرار حياتهم القديمة، الأمر الذي ظهر جلياً إثر اكتشاف موقع (ساروق الحديد) الذي يُعد واحداً من أهم الاكتشافات الأثرية في دبي والمنطقة، كونه يقدّم الكثير عن الماضي العريق للدولة، خصوصاً خلال العصرين الحديدي والبرونزي، وأتمنى أن أسهم في الكشف عن بعض أسرار هذه الحضارات».
وترى نور، التي ستحصل على شهادة الماجستير في علم الآثار الصيف المقبل، أن هذا التخصص «يتيح أمامي خيارات واسعة للعمل، ويفتح أبواباً أكثر في وجهي للعمل الذي يرتبط بالأماكن الأثرية، فبإمكاني العمل في المؤسسات المعنية بالتنقيب وحماية الآثار المحلية والدولية، والمشاركة في رحلات التنقيب عن الآثار في مناطق مختلفة، أو العمل في المتاحف، وفي القطاعات السياحية الأثرية».
وتعتبر نور تجربة الغربة «ثرية وممتعة للغاية، تملؤها المفاجآت والتحديات التي تزيد من قوة المغترب وصلابته، لا العكس، وتمنحه فرصة كبيرة لإثبات الذات وتنميتها وتحقيق استقلاليتها، إلى جانب التعرف إلى الآخر وكسب ثقته واحترامه».