مطاعم مطالبة بسداد 8000 درهم سنوياً للسماح لها بإيصال الوجبات
«رسوم» تتسبب برفع أسعار وجبات الطعام في جامعة الشارقة
أثار قرار إدارة جامعة الشارقة تحصيل مبالغ مالية (رسوم) نظير دخول المطاعم إلى حرمها الجامعي، ردود فعل مختلفة بين الطلبة وأصحاب المطاعم، على الرغم من تأكيد الإدارة أن المبالغ التي تحصلها ستودع في صندوق «مساعدة الطالب»، إذ طالب أصحاب مطاعم وكافتيريات بتخفيض الرسوم المفروضة عليهم للسماح لهم بتوصيل طلبات الطعام للطلبة داخل الجامعة، فيما قال طلبة إن ارتفاع الرسوم يحول دون توفير خيارات أمامهم تتناسب وإمكاناتهم المالية (المصروف اليومي)، مطالبين الإدارة بفتح الباب أمام عدد أكبر من المطاعم والكافتيريات، بما يضمن حصولهم على قائمة طعام أكبر وخيارات أكثر في النوع والسعر.
ووفقاً لأصحاب مطاعم وكافتيريات، فإن إدارة الجامعة تفرض رسوماً سنوية عليهم تصل إلى 8000 درهم نظير مرور الوجبات الى داخل الجامعة، وهو «مبلغ كبير مقارنة بنسبة الأرباح التي تحققها الكافتيريات، خصوصاً الصغيرة منها».
وردّت الجامعة بأن هدف الرسوم هو ضمان توفير وجبات صحية لطلابها، لافتة إلى أنها مؤسسة تعليمية لا ربحية.
وتفصيلاً، قال عبدالله حسن عيسى، صاحب كافتيريا في الشارقة، إنه يتلقى يومياً عشرات الطلبات لتحضير وتوصيل الوجبات الغذائية لسكني الطلاب والطالبات في جامعة الشارقة، إلا أنه لا يتمكن من ذلك بسبب ارتفاع الرسوم السنوية التي تفرضها إدارة الجامعة على المطاعم نظير السماح لها بتوصيل الطلبات إلى داخل الجامعة.
وأوضح أن «الرسوم لا تتناسب مع الربح المالي الذي تحصل عليه المطاعم، لاسيما الصغيرة منها»، لافتاً إلى أن «غالبيتها - خصوصاً تلك القريبة من الجامعة - تفقد زبائنها خلال الإجازات الموسمية، ولا تحقق عائداً يكفي لسداد إيجار المحل، ما يتطلب بذل مجهود مضاعف لتحقيق معدل ربح يعوض الخسارة في الفترات التي تشهد نشاطاً جامعياً»، مطالباً إدارة جامعة الشارقة بتخصيص رسوم رمزية لأصحاب المطاعم مقابل السماح لهم بتوصيل الطلبات إلى السكن الداخلي للطلبة.
وأيده الرأي المواطن عبدالله عبدالغني، وهو صاحب أحد مطاعم المندي في الشارقة، مؤكداً أن «الرسوم التي تفرضها الجامعة على المطاعم مقابل السماح لها بتوصيل وجبات الطعام للطلبة، وهي أشبه بـ(جواز مرور)، تشكل عبئاً مالياً على أصحاب المطاعم». وقال: «تردنا اتصالات كثيرة من طلبة السكن الداخلي في الجامعة، إلا أنه يتعذر علينا توصيلها لهم نظراً لعدم وجود (تصريح) لدينا، ما يعد عائقاً أمام تطور المشاريع الوطنية، لاسيما المطاعم التي تقدم وجبات شعبية صحية بأسعار مناسبة».
بدورها، شرحت الطالبة أصيلة عبدالرحمن، وهي من جنسية خليجية ومقيمة في السكن الداخلي للجامعة: «بحكم وجودنا شبه الدائم في السكن نضطر إلى طلب الوجبات الغذائية من المطاعم، إلا أن محدودية الخيارات المتوافرة تجعلنا نضطر لطلب المتوافر منها، على الرغم من أن معظمها تقدم وجبات بأسعار مرتفعة لا تتناسب ومصروف الطالب، لاسيما المقيم داخل السكن».
وأشارت إلى أهمية إفساح المجال للكافتيريات الصغيرة لتوصيل الطلبات إلى السكن، لخلق نوع من التنافس بين المطاعم يسهم في تحسين الوجبات وإعادة النظر في أسعارها، مؤكدة أن وجبات المطاعم الكبيرة، التي يصل سعر الواحدة فيها إلى 45 درهماً، مكونة من «برجر» و«بطاطس مقلية» وعلبة مشروب غازي، فيما يصل سعر العصير الطازج متوسط الحجم إلى 40 درهماً، ما يشكل عبئاً إضافياً على الطالب وأسرته يضاف للمصاريف الأخرى المتعلقة برسوم الدراسة والسكن والمواصلات.
وذكرت رضوى المالكي، وهي طالبة في جامعة الشارقة، أن بعض الطلبة المقيمين يضطرون إلى إعداد وجباتهم في المطابخ الملحقة بغرفهم، لتوفير سعر الوجبة التي يطلبونها من المطاعم، وهو يفوق قدرة الطالب الذي يأخذ مصروفه من والديه.
وتابعت: «عند اتصالنا هاتفياً ببعض المطاعم المعروفة بجودة وجباتها وبأسعارها المناسبة لطلب وجبة منها نفاجأ برد العاملين فيها بالرفض، كونه غير مصرح لهم بدخول الجامعة، بسبب عدم وجود اشتراك».
في المقابل، قال نائب مدير جامعة الشارقة لشؤون العلاقات العامة ماجد محمد الجروان، إن فرض رسوم على المطاعم للدخول إلى حرم جامعة الشارقة يأتي ضمن سياسة الجامعة لعدد من الأسباب، تتمثل في عملية انتقائية للمطاعم التي تستوفي المعايير الصحية المطلوبة، لضمان جودة الأطعمة المقدمة للمقيمين داخل الحرم الجامعي، سواء كانوا من الطلبة والطالبات أم من العاملين داخل الحرم الجامعي، علاوة على أن جامعة الشارقة هي مؤسسة تعليمية غير ربحية، ولذلك فإن المبالغ التي يتم تحصيلها نظير دخول المطاعم المختارة يتم إيداعها بشكل كامل في صندوق مساعدة الطالب.
وأضاف الجروان أن هذه البنود تعد نوعاً من الانضباط الأمني لعملية دخول وخروج المطاعم من خلال تحديد هوية المطاعم التي تدخل الحرم الجامعي، فضلاً عن أنها ضمان إعطاء امتياز للمطاعم المتعاقدة مع إدارة الجامعة الموجودة داخل الحرم الجامعي، والمستوفية للشروط الصحية المطلوبة.
• الجامعة: المبالغ المحصلة تودع بصندوق مساعدة الطالب.
• 45 درهماً سعر وجبة مكونة من «برجر» و«بطاطس مقلية» ومشروب غازي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news