نورا تهجر الرياضيات للبحث في «علوم الكواكب»
قررت المواطنة الشابة نورا راشد عبدالرحمن السعيد، منذ طفولتها، أن تحذو حذو والدها في طلب العلم ونيل المعرفة، فوالدها كان أول أستاذ جامعي مواطن في الدولة، ووقع الاختيار عليه بالدورة الأولى لمبادرة أوائل الإمارات عام 2014، حيث كان من أوائل الإماراتيين الذين نبغوا ودأبوا في الدراسة والتحصيل والتدريس في مجالات العلوم المتخصصة.
لذا حرصت نورا ذات الـ22 ربيعاً، فور تخرجها في الجامعة الأميركية بالشارقة، بدرجة البكالوريوس في الرياضيات بتقدير امتياز، على الالتحاق بمرحلة الدراسات العليا لنيل درجة الدكتوراه في «فيزياء الفضاء وعلوم الكواكب»، لدعم خطط الدولة في قطاع الفضاء.
وإلى جانب والدها «المثل الأعلى والداعم الأكبر»، تأثرت نورا ببروفيسور في الجامعة، غرس فيها حب المعرفة في مجالٍ جديد، وألهمها شغف الإبحار فيه، والتعرف إلى أسراره وسبر أغواره، والبدء بإنجاز بحوثٍ علمية متخصصة فيه، حتى نجحت في الوصول إلى مرحلة تؤهلها لدراسة الدكتوراه، وكان لها ما أرادت بالحصول على منحة من مركز محمد بن راشد، للفضاء للتخصص في فيزياء الفضاء وعلوم الكواكب، في جامعة كولورادو بولدر بالولايات المتحدة.
ومن «الرياضيات» إلى «فيزياء الفضاء وعلوم الكواكب»، ولد طموح جديد لنورا، تمثل في الإسهام في تأسيس قطاع الفضاء الوطني بالإمارات، كإحدى دعائم اقتصاد المعرفة على أرضية راسخة والتنمية المستدامة في الدولة، فالمركز هو مؤسسة علمية متخصصة في علوم الفضاء والتقنيات المتقدمة، يطلق المشروعات العلمية الطموحة في قطاع الفضاء، ويؤهل أجيالاً من المهندسين الإماراتيين، وفق أعلى المستويات العلمية.
وتتطلع نورا، التي تقضي عامها الثاني في دراسة الدكتوراه، إلى الإسهام في تحقيق تطلعات مركز محمد بن راشد للفضاء، بتحقيق إضافات جديدة في علوم الفضاء والتقنيات المتقدمة، بهدف إثراء المعرفة والخبرات الإنسانية، والإسهام بدعم المعرفة والتطور العلمي على مستوى العالم، في تخصصات قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة كافة، وذلك في ظل تمتع المركز بعلاقات وثيقة على مستوى العالم مع المؤسسات المؤثرة في قطاع الفضاء عالمياً، ويبني علاقات مع وكالات الفضاء وأعرق الجامعات والكليات العلمية العالمية، المتخصصة في علوم الفضاء.
وحول الغربة، التي اختارتها نورا في هذه السن الصغيرة، لتحقيق طموحاتها الكبيرة، تذكر أنها «صعبة لكن بفضل دعم عائلتي وثقتها بي، بدأت أراها بشكلٍ مختلف، لاسيما بعد أن نجحت في تجاوز صعوباتها، والتكيف والتأقلم مع كل ما هو جديد عليَّ في مجتمع الغربة، إلى جانب الدعم الكبير الذي حظيت به من الصداقات التي اكتسبتها كذلك في الغربة»، متابعة أن التكنولوجيا لعبت دوراً في تخفيف شعورها بالوحدة، وذلك من خلال التواصل والاتصال مع الأهل والأحباء في الوطن.
ضغوط الدراسة
قالت المواطنة الشابة نورا راشد عبدالرحمن السعيد إن «مرحلة الدكتوراه صعبة، ومعظم وقتي أقضيه في الدراسة والبحث بمجال تخصصي، وللترفيه والتقليل من الضغوط والتوتر الناجم عنها، أحرص على ممارسة رياضة الملاكمة والتسلق في النادي الرياضي وفي الجبال، إلى جانب الرسم بالألوان المائية، وبين الحين والآخر أحب ممارسة رياضة المشي، في الغابات وبين الجبال».
وأشارت إلى أن ممارسة الرياضة ساعدتها في خلق صداقات، خارج نطاق الجامعة.