ذوو طلبة يعانون زيادة التكليفات المنزلية على أبنائهم
أبلغ ذوو طلبة «الإمارات اليوم» أن مدارس تثقل على أبنائهم بالتكليفات والمشروعات المنزلية، ما يضع الطالب تحت ضغط مستمر طوال اليوم، ويجعل من رب الأسرة تلميذاً غير نظامي، لافتين إلى أن اليوم الدراسي يتجاوز 15 ساعة، إذ إنه يبدأ من الخامسة صباحاً عندما يستيقظ الطالب من نومه ليستعد للذهاب إلى المدرسة، ويستمر حتى الثامنة مساء عندما يأوي إلى فراشه.
من جانبها، شدّدت وزارة التربية والتعليم، على ضرورة تنفيذ المشروعات الطلابية داخل المدرسة.
إلى ذلك، قالت لطيفة الشربيني، والدة أمر لثلاثة طلبة، إن المدارس ترهق الطلبة بكثرة الواجبات التي تحتاج إلى مدة زمنية طويلة لحلها، ما يدفع الأهالي إلى مساعدة أبنائهم لإنهاء التكليفات المنزلية، لافتة إلى أن الأم تتحول إلى تلميذة مجبرة على أداء التكليفات المدرسية مع ابنها بسبب كثرتها.
وذكرت لبنى صلاح الدين، والدة طالبة، أن الأم التي تنجز التكليفات المدرسية بدلاً من ابنتها، لا تضيف إليها، بل إنها تضرها، لأنها لن تؤدي الامتحانات النهائية بدلاً منها، كما أن الطالبة بهذه المساعدة ستكون اتكالية، ولن تستطيع الاعتماد على نفسها في اكتساب المعلومة.
وطالب عبدالعزيز النويري، والد طالب، المعلمين بتكليف الطلبة بواجبات يقدر الطالب على حلها بمفرده، دون الاعتماد على غيره، لافتاً إلى أن الهدف من التكليفات المنزلية تثبيت المعلومة وترسيخها وغالباً لا يحتسب عليها أي درجة، ومن ثم فإن أداء الأب أو الأم لها لن يحقق الهدف المطلوب.
وتابع أن تأثير الواجبات المنزلية لا يقتصر على إرهاق الطلاب بعد يوم طويل في المدرسة، بل يقلل من الوقت الذي يقضونه في اللعب والتواصل مع العائلة، وكليهما ضروري لنمو الطفل في المراحل المبكرة.
من جهته، قال معلم في إحدى المدارس الخاصة، عبدالحي إبراهيم، إن التكليفات المنزلية التي يقررها المعلم على الطلبة هي آلية لقياس فهم الطالب للمادة الدراسية، لافتاً إلى أنه يجب ألا تقتصر مهمة المعلم على تصحيح الواجب، وإنما الوقوف على كيفية حل الطالب، وإن أخطأ يساعده على الفهم، لا أن يحاول لومه، مشيراً إلى أن والد الطالب الذي يؤدي هذه التكليفات نيابة عن ابنه يتسبب في إحداث فجوة بين مستواه الحقيقي وما يظهر في كراسة الواجب. وأضاف: «بعض الطلبة يجعلون الخادمة تحل لهم مسائل الواجبات المنزلية، ونكتشف ذلك بمقارنة الخطوط، الأمر الذي يكرس ثقافة الاعتماد على الآخرين».
من جانبها، دعت وزارة التربية والتعليم، في تعميم أصدرته أخيراً، إدارات المدارس إلى توجيه الهيئات التدريسية بتنفيذ جميع الأنشطة داخل المدرسة والغرفة الصفية وعدم تحويلها إلى أنشطة لا صفية منزلية، وتكليف الطلبة بتنفيذها خارجياً ما يثقل كاهل ذويهم.
وشدّدت على ضرورة عدم قبول أي مشروع ينفذ خارج إطار المدرسة، وعدم احتساب درجات لمثل هذه المشروعات والأنشطة.
خطوة مفيدة
قال اختصاصي اجتماعي في إحدى المدارس الحكومية، فضل عدم ذكر اسمه، إنه يفضل عدم تأدية الطلبة أية أعمال مدرسية في منازلهم بعد انتهاء الدوام المدرسي، ولذلك أسباب وجيهة تجعل إلغاء التكليفات المنزلية خطوة مفيدة لعملية التعلم، وهي العجز الذي قد يشعر به الطلبة الذين يواجهون صعوبات في هذه المواد التعليمية عند تركهم لحل الفروض المنزلية بمفردهم، إضافة إلى أن الوالدين ربما لا يكونان متعلمين بشكل كافٍ، ما يجعلهما عاجزين عن مساعدة أبنائهما بالطرق السليمة، إضافة إلى ذلك فإن الطلبة المتفوقين لا يجدون أي حافز على هذه التكليفات المنزلية.