اختفاء ظاهرة الغياب الجماعي للطلبة أول أيام رمضان
أفاد تربويون، في مدارس حكومية وخاصة في أبوظبي، بأن حضور الطلبة، أمس، في اليوم الأول من شهر رمضان، فاق المتوقع ولم تسجل حالات غياب جماعي، حيث راوحت نسبة الغياب بين 20 و30%، خصوصاً في الحلقة الأولى ومدارس الطلاب.
وأعلنت دائرة التعليم والمعرفة أن توقيت الدوام المدرسي، خلال شهر رمضان، يبدأ بين الساعة الثامنة صباحاً، وحتى الثامنة والنصف، وينتهي بين الواحدة والنصف والثانية ظهراً، فيما عدا طلبة رياض الأطفال ينتهي دوامهم الثانية عشرة والنصف ظهراً، فيما أرسلت المدارس رسائل إلى ذوي الطلبة، تؤكد فيها ضرورة حضور الطلبة لصفوفهم الدراسية خلال أيام شهر رمضان، لمتابعة تدريس المناهج حتى لا تتأثر العملية التعليمية. فيما أكدت المعلمات: منار خالد، وعلياء البلوشي، ومريم منصور، وريم حامد، أن نسب الغياب بين الطلبة الصغار كانت الأعلى في أول أيام رمضان، مشيرات إلى أن القضاء على ظاهرة غياب الطلاب عن المدارس قبل المناسبات وإجازات الأعياد والامتحانات، يحتاج إلى تفعيل نظام المحاسبة، بجانب نشر الوعي الثقافي.
وأوضحت المعلمات أن صفوف رياض الأطفال والحلقة الأولى شهدت النسبة الكبرى من الغياب، والتي وصلت إلى 30%، فيما تفوقت الطالبات في الصفوف الأكبر في الالتزام والحضور، حيث راوحت نسب الغياب بين الطالبات في الحلقة الثالثة بين 10 و15%، وهي نسبة عادية تتكرر في أيام الدراسة العادية، مؤكدات أن غياب الطلبة يحبط المعلمين، ويقلل من حماستهم في شرح الدروس المقررة.
فيما أشار معلمون وأخصائيون اجتماعيون: محمد عبدالله، وناصر إبراهيم، ومجن علي، وأسامة محمد، إلى عدم تلقيهم ملاحظات تذكر حول وجود غياب جماعي للطلبة، مشيرين إلى أن العملية الدراسية كانت منتظمة، ونسب الغياب طبيعية وجيدة في مناسبة مثل أول أيام شهر رمضان، حيث راوحت بين 20 و25% بين الطلاب، لافتين إلى تنفيذ المدارس العديد من النشاطات والفعاليات، لتحفيز الطلبة على الحضور وعدم الغياب في مثل هذه المناسبات.
ولفتوا إلى وجود لائحة واضحة للسلوك، تشمل آلية الحضور والغياب التي تطبقها المدارس، وتُلزم ذوي الطلبة والمعلمين والعاملين في المدارس بتحمُّل مسؤولية التأكد من التزام الطلبة بالحضور إلى مدارسهم، والالتزام الكامل بمواعيدهم المدرسية، كما تطالب المدارس بتحقيق معدلات حضور مرتفعة للطلبة، عن طريق توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة.
في المقابل، أكد ذوات طلبة: مها صادق، ومي عبدالله، ونورا أحمد، وأماني عبدالرحمن، أنهن غيبن أطفالهن عن رياض الأطفال والمدارس، بسبب سهرهن مع بقية أفراد الأسرة احتفالاً بقدوم رمضان، مشيرات إلى أن الأمهات على قروبات ذوي الطلبة أكدن أنهن يعتزمن تغييب أطفالهن، بالإضافة إلى أن اليوم الأول من الشهر غالباً تكون نسبة الحضور فيه ضعيفة جداً، كما أن الأطفال الصغار لن يتأثروا بغياب يوم أو يومين.
مسؤولية الأسرة
أكد معلمون، في مدارس حكومية وخاصة، أن عدم وعي الأسر بالآثار السلبية للغياب، يعد من الأسباب الرئيسة لكثرة غياب الطلبة عن مدارسهم، مشيرين إلى أن ذوي الطلبة لا يرون أي تطبيق عملي أو أي أثر سلبي ملموس لغياب أبنائهم، بالإضافة إلى عدم اقتناعهم بأهمية الانتظام وحضور الطلبة للمدرسة.
وحددوا عدداً من الأضرار والسلبيات المترتبة على غياب الطلبة عن المدرسة، تضمنت انحداراً في مستوى الطلبة الدراسي، خصوصاً في المواد التي يعتمد فهمها على التحصيل التراكمي للمعلومات، وضعف ارتباط الطالب بالمدرسة والمعلمين وبقية الطلبة، كما يضعف الغياب قدرة الطالب على التركيز عند حضوره للمدرسة، بالإضافة إلى أن أثر الغياب يمتد إلى المعلمين، وإدارة المدرسة في عمل خطط دعم فردية للطلبة المتغيبين.