في استطلاع لـ «الإمارات اليوم» صوّت فيه 54 ألف شخص.. 88% من الآباء والمعلمين يفضلون العودة إلى «الفصلين»
أهالٍ ومختصون: الفصول الدراسية الثلاثة إرهاق للطلبة والأسر ذهنياً ومالياً
أظهر استطلاع رأي أجرته «الإمارات اليوم»، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أخيراً، وشارك فيه 53 ألفاً و992 شخصاً، أن السنوات التسع الماضية لم تكن كافية لإقناع الطلبة وذويهم والمعلمين بنظام الفصول الدراسية الثلاثة في المدارس، إذ أيد 88% من المشاركين العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين، مؤكدين أن النظام الحالي (الفصول الثلاثة) السبب في زيادة الضغط النفسي عليهم، إلى جانب أنه يقلص عدد أيام الإجازة الصيفية إلى النصف.
وبيّن الاستطلاع، الذي أجرته الصحيفة لمعرفة رأي الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين في استمرار تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة، الذي بدأ تطبيقه في العام الأكاديمي «2010-2011»، أو العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين، أن 7% من المشاركين أيدوا استمرار تطبيق نظام الثلاثة فصول، فيما اختار 5% من المشاركين أن يكونوا محايدين.
وبلغ عدد المشاركين في الاستطلاع 53 ألفاً و992 شخصاً من الخبراء والتربويين والأسر والمعنيين بالعملية التعليمية داخل الدولة، ويعتبر الاستطلاع الأكبر من نوعه في الصحف المحلية حول موضوع الفصول الدراسية الثلاثة، ما يؤكد أن الموضوع قضية مجتمعية تشغل الأسر، خصوصاً من لديها طلبة في صفوف الدراسة بالتعليم العام.ولم يتسن الحصول على رد من وزارة التربية والتعليم، حول تقييم تجربة نظام الفصول الدراسية الثلاثة، وتحديد النجاحات التي حققتها، وأبرز التحديات التي تواجهها، وسبل تذليل هذه التحديات.
اقترح جمعة الحوسني (معلم)، العودة إلى نظام التقويم المدرسي القديم (الفصلين)، لتخفيف الضغط والإرهاق الذي يسببه النظام القائم (الفصول الثلاثة) على المعلم خلال العام الدراسي، بما فيه من تعدد الإجازات، وتدريب المعلمين، ما أثر بصورةٍ كبيرة في أدائهم داخل الصفوف، وتالياً في التحصيل الدراسي للطلبة، بسبب الإرهاق والضغط الذي عايشوه، مضيفاً: «الإبقاء على النظام الدراسي القائم يتطلب تقليص مدة إجازة الفصل الدراسي الأول، حتى يمكن الانتهاء من العام الدراسي مبكراً».
وقالت ذكرى أحمد (معلمة)، إن «الطلبة وذويهم لا يفضلون الدراسة خلال شهر رمضان المبارك، ومن ثم يتأثر تحصيلهم الدراسي بشكلٍ سلبي، لأن لهذا الشهر الفضيل له خصوصية في العبادة والزيارات العائلية المتبادلة، ما يشغل الآباء عن متابعة أبنائهم، فضلاً عن الصوم وارتفاع درجة الحرارة».
وأضافت: «المعلم مجبر على الانتهاء من المنهاج الدراسي، سواء انتظم الطلبة في دراستهم أو لم ينتظموا، لأنه محاسب على عدم إنجاز المنهاج في الوقت المحدد، فالفترات الزمنية المحددة للفصول الدراسية الثلاثة غير مناسبة، وتضع المعلمين تحت ضغط (ضيق الوقت) دائماً، وهذا يختلف عن الفصلين الدراسيين، إذ تكون فيهما المرونة الكافية لإنجاز الخطة الدراسية بشكلٍ جيد».
وقال مدير لإحدى المدارس الحكومية، فضّل عدم ذكر اسمه: إن «تمديد إجازة الفصل الدراسي الأول إلى أربعة أسابيع يؤدي إلى تقليل دافعية الطلبة، إذ أنها طويلة، ويحتاج الطالب بعدها إلى وقت للعودة إلى نشاطه في الفصل الدراسي الثاني، الذي تعتبر مدته الزمنية قصيرةً نسبياً، إذ لا تتعدى الـ69 يوماً شاملةً أيام الدراسة الفعلية وإجازة نهاية الأسبوع، وما يطرأ خلال هذه المدة من ظروف قد تدفع الطلبة إلى التغيب عن الحضور إلى المدرسة».
وأضاف: «من المفيد العودة إلى نظام التقويم المدرسي القديم، الذي يتكوّن من فصلين دراسيين فقط، لأنه أسهل في توزيع المناهج وتحسين المخرجات التعليمية، وينتهي العام الدراسي قبل فصل الصيف، إضافة إلى أنه الأنسب لخوض المعلمين والإداريين في الميدان التربوي الدورات التدريبية المطلوبة».
من جهة أخرى، ناشد ذوو طلبة وزارة التربية والتعليم، رفع الضغط النفسي والإرهاق المادي والارتباك الأسري الذي يعيشه الأهالي بسبب نظام التعليم على فصول دراسية ثلاثة، حيث زادت فترة الدراسة إلى أكثر من 10 أشهر، وذلك بالعودة إلى نظام الفصلين الدراسيين، الذي يتيح فرصاً أكبر للتعليم والتعلم من دون أي ضغوط.
وقالت مريم المنصوري (إحدى الأمهات): «لا نشعر بالراحة خلال عام طويل من الدراسة، إذ نعيش مع أبنائنا تحت ضغط نفسي كبير، طال حتى المعلمين وإدارات المدارس»، مضيفةً أن النظام لم يحقق غير هدر للمال والوقت، وتقليص إجازة الصيف».
وعلقت سارة عادل، على استطلاع «الإمارات اليوم» قائلة: «نظام الفصول الثلاثة غير منطقي»، موضحةً أن طالب الصف الثاني عشر (متقدم) امتحن الفصل الأول بكتاب واحد لكل مادة من المواد الـ10 المقررة عليه، ثم يُمتحن في مقررات الفصلين الثاني والثالث معاً في نهاية العام الدراسي، ومن ثم يذاكر كتابين في كل مادة، متسائلةً: «كيف يمكن الإلمام بالقدر الكبير من المنهاج في مده قصيرة؟».
ولفت وجيه إسماعيل (ولي أمر) إلى أن نظام الفصول الثلاثة جعل الأسر والطلبة في حالة امتحانات مستمرة طوال العام الدراسي، فلا يكاد يمر شهر في الفصل الدراسي الواحد يدرس فيه الطلبة، حتى يظل الجميع في حالة تأهب للامتحان بقية الفصل.
فيما رأى محمود غريب أن الطلبة لا يطيقون الدراسة لفترة طويلة، خصوصاً في فترة الصيف، لذلك فإن نظام الفصول الدراسية الثلاثة، الذي يتيح لهم الترويح عن أنفسهم بما فيه من إجازات متعددة، يعتبر أفضل من نظام الفصلين، إذ تصل المدة الزمنية في الفصل الدراسي الواحد منهما إلى نحو خمسة أشهر.
وقال عمر محمود: «أؤيد الفصول الثلاثة، ولكن من الضروري تقليص مدة إجازة الشتاء إلى أسبوعين، ومدة إجازة الربيع إلى أسبوع واحد، حتى يتم تمديد إجازة نهاية العام إلى ثلاثة أشهر كما كانت».
وأكد مسؤولون جامعيون أن النظام الجامعي يطبق الفصلين الدراسيين، حيث يبدأ العام الأكاديمي في منتصف أغسطس، وينتهي منتصف مايو، على أن تتم إتاحة الفصل الصيفي للراغبين في استكمال دراسة بعض المواد.
وأوضح مدير جامعة زايد، الدكتور رياض المهيدب، أن الجامعة تطبق نظام الفصلين الدراسيين، إضافة إلى الفصل الدراسي الصيفي، الذي يعد نظاماً اختيارياً للطلبة الراغبين في استكمال دراستهم خلال فترة الإجازة الصيفية، وذلك ضمن استراتيجية الجامعة التي تحرص على توفير برامج تعليمية متطورة للطلبة، تتواءم أوقاتها بمرونة مع استعداداتهم للتحصيل الدراسي في مختلف فصول السنة، وتعمل على تنمية مهاراتهم، وتسهم في ترشيد مساراتهم المهنية.
وقال: «تبدأ السنة الأكاديمية في جامعة زايد 20 أغسطس، وتنتهي 20 مايو، 32 أسبوعاً، مقسمة على فصلين دراسيين، 16 أسبوعاً لكل فصل، إضافة إلى فصل صيفي اختياري مدته خمسة أسابيع»، مشيراً إلى أن نظام الفصلين يعطي مرونة أكبر لتدريس المواد، ومجالاً أوسع للطلبة لفهم المادة».
فيما أفادت كليات التقنية العليا بأن الفصل الدراسي الأول يبدأ في 26 أغسطس، وينتهي 23 ديسمبر، فيما يبدأ الفصل الدراسي الثاني في 18 يناير وينتهي 21 مايو، فيما يكون الفصل الدراسي الصيفي من 22 مايو حتى أول يوليو، مشيرة إلى أن الفصل الدراسي يعد فصلاً اختيارياً يتيح لطلبة الكليات معالجة أي نقص أو تأخر في خطتهم الدراسية، أو من يرغبون في إنجاز عدد أكبر من موادهم الدراسية.
وأشارت جامعة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن العطلة الصيفية للعام الأكاديمي 2018-2019، بدأت أول من أمس، (19 مايو)، لافتة إلى أن الفصل الدراسي الأول بدأ في 26 أغسطس، وانتهي في 20 ديسمبر، فيما بدأ الفصل الدراسي الثاني، في 13 يناير وانتهي 16 مايو الجاري، فيما بدأ الفصل الصيفي للطلبة الراغبين في الدراسة في فصل الصيف أمس، على أن ينتهي في الأول من يوليو المقبل.
من جانبه، قال أستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية رئيس مركز القوى الناعمة للاستشارات والتدريب، الدكتور سيف راشد الجابري: «يلتمس أولياء أمور الطلبة العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين، لما له من إيجابيات متعددة، خصوصاً بعد أن بات نظام الفصول الثلاثة عبئاً زائداً، وكلفة إضافية، كما أنه يتسبب في إرباك الأسر، خصوصاً الموظفين، نتيجة عدم استطاعتهم تقسيم إجازاتهم إلى ثلاث مرات، تفقدهم متعة العيش مع ذويهم فترات طويلة خلال الإجازة المدرسية».
وأشار إلى أنه لا يتم استيفاء الدروس خلال الفصول الدراسية بالقدر المطلوب، إلى جانب قلة استيعاب الطلبة، نتيجة الضغط وكثرة الاختبارات والتقييمات، كما أنه يحرم المعلمين الراحة التي يحتاجونها في نهاية العام، إضافة إلى ما يسببه من ضغط نفسي على الأسر، لافتاً إلى أن الغالبية من أولياء الأمور ترغب في العودة إلى نظام الفصلين.
وأوضح الجابري، أن الجامعات وضعها مختلف، فعلى الرغم من الفرق العمري والذهني بين طلبة الجامعات وأطفال المدارس، إلا أن الجامعات تطبق نظام الفصلين، وتتيح لطلابها الاختيار بين الدراسة في الفصل الصيفي أو لا، بما يفتح أمامه الاختيارات لإنهاء العام الدراسي في مايو أو يوليو، مشيراً إلى أن طول السنة الدراسية في التعليم العام يخلق حساسيات داخل الأسرة، ويجعل الطلبة الصغار يعزفون عن التعلم، عندما يشاهدون أخوتهم الكبار أنهوا دراستهم.
وقالت الخبيرة التربوية، نورة سيف المهيري: «من التحديات التي تواجه نظام الفصول الدراسية الثلاثة تعدد المناهج المقررة وكثافتها، ما يزيد من إرهاق الطلبة في دراستها ومراجعتها، ولذلك من الضروري إعادة النظر في التجربة لمعالجة تلك التحديات».
من جانبها، حددت عضو المجلس الوطني الاتحادي، ناعمة الشرهان، سبعة تحديات أساسية أفرزها نظام الفصول الدراسية الثلاثة، تؤثر في الطالب والمعلم والأسرة والمنهاج، وهي أنه يتسبب في إهدار الوقت، وخلل في تقييم الأداء، حيث لا يسعف الوقت المعلمين لإجراء التقييم المناسب لهم خلال الفصل الدراسي الواحد.
وأضافت: «يتسبب نظام الفصلين في إرهاق المعلمين والطلبة في فترة تزيد على 10 أشهر من العام، إضافة إلى أن توزيع المناهج الدراسية على الفصول الثلاثة أنتج تكدساً في المناهج بهذه الفصول التي تقلصت مدتها الزمنية، كذلك يجعل النظام الأهالي في حالة ارتباك طوال العام، خصوصاً الأسر التي عندها طلبة في الصف الثاني عشر، لأنها تفرض الطوارئ داخل البيوت طوال العام، لامتحان الفصل الدراسي الأول، والامتحانات الشهرية، وامتحان الفصل الدراسي الثاني».
الأول من سبتمبر بداية العام الدراسي المقبل
أوضح التقويم المدرسي الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم، أخيراً، على موقعها الإلكتروني، أن نهاية دوام الطلبة للعام الدراسي الجاري ستكون في الرابع من يوليو المقبل، فيما ينتهي دوام الهيئتين التدريسية والإدارية في 11 من الشهر نفسه، ومن المقرر أن يبدأ الطلبة العام الدراسي الجديد (2019/2020) في الأول من سبتمبر المقبل.
7 سلبيات للفصول الثلاثة
حدد طلبة ومعلمون وأولياء أمور وإداريون في أبوظبي، سبع سلبيات لنظام الفصول الدراسية الثلاثة، تضمنت طول السنة الدراسية، وما تشكله من عبء نفسي وذهني على الطلبة، وزيادة كلفة التعليم على الأسر، وزيادة الإقبال على الدروس الخصوصية، والأعباء الوظيفية على المعلمين، وأعداد الاختبارات والتقويم المستمر، ووضع الطلبة في حالة تأهب دائم للامتحانات، ما يجعلهم في قلقٍ دائم، إضافة إلى عدم الاستفادة من الإجازات، وقصر فترة الإجازة الصيفية الفاصلة بين الأعوام الدراسية بشكلٍ ملحوظ.
ذوو طلبة لـ«التربية»:
«لا نشعر بالراحة خلال عام طويل من الدراسة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news