خطط تعليمية لإحياء «الأسبوع الميت».. والطلبة يبدأون الغياب الجماعي
أفاد معلمون وإداريون، في مدارس حكومية وخاصة، بتنفيذهم خططاً تعليمية فردية، لمواجهة ظاهرة الغياب السنوي للطلبة، أو ما يعرف بـ«الأسبوع الميت»، الذي بدأ أمس (الإثنين)، عقب الإعلان عن عطلة عيد الفطر، حيث وصلت نسبة الغياب إلى 50%، مشيرين إلى أن الغياب الجماعي للطلبة قبل العطلات الطويلة، والامتحانات، بات ظاهرة سلبية تتكرر كل عام بين جميع الصفوف الدراسية باختلاف مراحلها، وذلك من خلال تنسيق الطلبة بينهم وبمباركة من ذويهم وبعض المعلمين، فيما أرجع ذوو طلبة غياب أبنائهم إلى طول السنة الدراسية، ما يشعر الطلبة بالإرهاق والملل، وصعوبة الدراسة في رمضان، إضافة إلى تشجيع المعلمين للطلبة على الغياب.
وتفصيلاً، أكد معلمون وإداريون، في مدارس حكومية وخاصة، أن نسبة الغياب في صفوف الطلبة بالحلقة الأولى راوحت بين 50 و60%، أمس، فيما راوحت في الصفوف الأعلى بين 40 و50%، مشيرين إلى أن السمة المشتركة في كل المدارس منذ بداية الأسبوع، هي حضور المعلمين، وارتفاع أعداد الغياب بين الطلبة، وأرجعوا تكرار هذا الأمر للعام الثالث على التوالي إلى ثقافة الطلبة في الغياب، خلال الفترة التي تسبق الأعياد، بحجة الإرهاق من الصيام.
وقال محمد عمر، وأيمن نصر، ويوسف حسن، ومها ربيع، وناهد شوقي، إن مشكلة الغياب الجماعي أنه يحول المدارس إلى صفوف خالية ومقاعد فارغة، ويوقف عملية استكمال شرح المنهاج وفق الجدول المحدد مسبقاً، حيث يضطر المعلمون إلى إيقاف خطة تدريس المنهاج، واستغلال هذه الأيام في تقديم شروحات ومراجعات للطلبة الحاضرين، حسب احتياجاتهم الفردية.
وأكدوا أن المحاولات التي تم اتخاذها، منذ بداية شهر رمضان، لإنقاذ هذا «الأسبوع الميت» باءت بالفشل؛ ودليل ذلك مؤشرات الغياب التي بدت جلية منذ بداية الأسبوع الجاري، وارتفاعها بصورة ملحوظة عقب الإعلان عن إجازة العيد، حيث لا يوجد فصل دراسي إلا ويسجل غياباً ملحوظاً عن الأيام السابقة، لافتين إلى أن غياب الرادع القوي، وتكاسل الأهل عن إلزام الطلاب بالدوام المدرسي، إضافة إلى تشجيع معلمين بشكل مبطن للطلبة على الغياب، أسهمت في ترسيخ ظاهرة «الأسبوع الميت».
فيما أوضحت المعلمات: ناديا سليم، وغادة علي، ومريم فتحي، وليلى إبراهيم، أنهن شرحن المناهج خلال النصف الأول من شهر رمضان، لتفادي ظاهرة الغياب الجماعي خلال هذه الفترة، خصوصاً أن الاختبارات ستبدأ عقب العيد مباشرة، فيما ستستكمل المدارس الفترة المتبقية من العام الدراسي في التدريبات.
وأكدت المعلمات أهمية استمرار الدوام المدرسي وفق التوقيت الزمني المعتمد، سواء في دخول الطلاب وخروجهم، مع استمرار المعلمين في تنفيذ الدروس بشكل فاعل، والتأكيد على الطلاب وأولياء الأمور بضرورة استمرار الحضور في جميع الأيام، وتنفيذ اختبارات شفهية وتحريرية وعملية في جميع المقررات خلال هذا الأسبوع، تصاحب ذلك متابعة إشرافية من إدارات المدارس.
وأشارت المعلمات إلى أنه في السنوات الماضية كان المصطلح الدخيل على العملية التعليمية «الأسبوع الميت» يستخدم فقط لوصف أسبوع ما قبل الاختبارات، ولكن هذا العام تكرر أكثر من مرة، سواء في أسبوع الاحتفالات الوطنية باليوم الوطني، أو في رمضان وإجازة العيد، لافتات إلى أن «الأسبوع الميت» بات يتكرر من أربع إلى خمس مرات في العام الأكاديمي، ما يستلزم مواجهة هذه الظاهرة بحزم عبر وضع خطط تربوية عاجلة لتحويل هذه الأسابيع المهدرة إلى أسابيع حية ونشطة، بحيث تزيد فيها فرص التعلم، ويتحسن عبرها التحصيل الدراسي.
وأكدن أن المعلمين ينفذون خططاً فردية لتشجيع الطلبة على الحضور للمدرسة في هذه الفترات، منها تشجيعهم على تولي زمام الشرح وإدارة الصف، وعمل مسابقات بين الطلبة في المنهاج، وتوزيع مكافآت رمزية عليهم، والتواصل مع أولياء الأمور بشكل فردي عبر البريد الإلكتروني، وجماعي عبر قروبات الواتس أب، لتأكيد أهمية كل يوم دراسي، وما قد يترتب على الغياب من عدم الإلمام بالمنهاج، وضياع وقت المراجعة في استكمال شرح الدروس المؤجلة.
5 أسباب لـ «الأسبوع الميت»
حدد معلمون وإداريون خمسة أسباب لتكرار ظاهرة «الأسبوع الميت» في كل فصل دراسي، أبرزها وجود بيئة مدرسية غير جاذبة للطلبة، وإهمال بعض المعلمين وتكاسلهم عن تقديم الشرح أو مراجعة الدروس، بجانب إهمال وتساهل الوالدين في متابعة أبنائهم وإلزامهم بالدوام المدرسي، وعدم الالتزام بخطة توزيع المنهاج لآخر أسبوع، وشغله بالمراجعة والشرح، إضافة إلى ضعف المراقبة الذاتية للمعلمين.
وأكدوا أن القضاء على ظاهرة غياب الطلاب عن المدارس، في الأسابيع الأخيرة قبل الاختبارات أو الإجازات، يحتاج إلى عودة تفعيل نظام المحاسبة (الثواب والعقاب)، وليس العقاب فقط، ومراقبة المعلمين والمدارس والمشرفين، إضافة إلى نشر الوعي الثقافي في الأوساط الاجتماعية، وخلق حوار مجتمعي للخروج بنتائج قابلة للتطبيق، للقضاء على هذه الظاهرة.
معلمون وإداريون:
«العملية التعليمية تتراجع بسبب عدم تطبيق واحترام الوقت، وعدم القضاء على ظاهرة الغياب الجماعي، ما يتطلب حواراً مجتمعياً، للخروج بنتائج قابلة للتطبيق».