مبتعثة إلى المملكة المتحدة لدراسة الشؤون الدولية والقانون الدولي في جامعة إدنبرة
الشحي: الثانوية الفنية سهلت اختيار التخصص الأكاديمي.. وتجربتي مبنية على اكتشاف الذات
أدركت المواطنة الشابة شيماء الحرش الشحي (19 عاماً) أن التحاقها بصفوف الثانوية الفنية، سيعبّد الطريق أمامها، نحو اختيار التخصص الأكاديمي الأفضل، الذي سيترجم ميولها العلمي، ويعكس طموحها العملي في المرحلة الجامعية.
وقالت الشحي المبتعثة إلى المملكة المتحدة من قبل وزارة التربية والتعليم: «بعد دراستي للمواد في الثانوية الفنية، بدءاً من الهندسة بأنواعها والطب والإعلام، وصولاً لإدارة الأعمال، لم أجد نفسي في أي من هذه التخصصات، وأيقنت أني أميل للأمور السياسية، وكل ما يتعلق بتاريخ العلاقات الدولية، وعليه وقع اختياري على تخصص الشؤون الدولية والقانون الدولي، أكاديمياً، كونه يجمع ما بين تخصصين مختلفين، إلا أنهما يكملان بعضهما بعضاً».
وأضافت الشحي، التي تستعد للسنة الدراسية الثانية بجامعة إدنبرة: «تتيح الشؤون الدولية الفرصة نحو فهم العلاقات المعقدة بين الدول، ويعتبر القانون الدولي أحد أفرع القانون الذي ظهرت أهميته في العصر الحديث، كقواعد لتنظيم العلاقات بين الدول وبعضها، وتحديد العوامل التي تحفظ حقوق كل دولة في إطار علاقاتها مع دولة أو الدول الأخرى، وينظم العلاقات الدولية التي تحكم المصالح المتبادلة للدول في علاقاتها ببعضها بعضاً، وأحكامه تتمتع بالصفة الإلزامية بما في ذلك المعاهدات والاتفاقات التي تبرمها الدول في ما بينها».
وحول تقييمها لتجربة الغربة، تقول الشحي: «أستطيع أن أقيّم تجربتي في الغربة، ولكن تقييمي يرجع لشخصيتي، لأن المغترب هو الذي يصنع تجربته بنفسه، وقد تختلف التجارب والآراء».
وتابعت: «حرصت على أن تكون تجربتي مبنية على اكتشاف الذات، وصقل وبناء المهارات والخبرات، والأهم تكريس وقتي للدراسة والعمل على الاستفادة من أساتذتي وزملائي الجامعيين، بقدر المستطاع. لهذا أنصح الشباب المقبلين على خوض غمار الغربة بأن يضعوا أسساً صحيحة لهذه التجربة».
أمّا صعوبات الغربة، فتمثلت بالنسبة للشحي في «تنظيم الوقت الذي كان من أشد المصاعب التي واجهتها في غربتني التي علمتني أن الوقت ثمينٌ جداً، وأن الدقيقة فيه أهم من الساعة، حيث إن طبيعة حياة المغترب تُبنى على الاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية، ومنها مسؤولية تنظيم الوقت بشكلٍ جيد لتحقيق الموازنة المطلوبة ما بين الحياة الشخصية والدراسية. وعليه جربت العديد من الطرق لتحقيق ذلك وبعد فترة نجحت في تنظيم وقتي وتقسيم مسؤولياتي، لإنجازها في التوقيت الصحيح، الأمر الذي جعلني ممتنة جداً لأني تعلمت من خلال هذه التجربة الكثير من الدروس وفي مقدمتها ترتيب الأولويات».
وتحرص الشحي على المشاركة في الاحتفالات والفعاليات الخاصة بالدولة قدر المستطاع، لترك بصمة في نجاحها، أسوةً بأقرانها من المبتعثين. ومن مشاركاتها، التطوّع في تنظيم المبادرة العالمية لشباب الإمارات في فبراير الماضي، والمشاركة في تقديم حفلها، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويشرف على تنفيذها المؤسسة الاتحادية للشباب، وذلك بهدف تعزيز دور الشباب عالمياً في التعريف بقيم دولة الإمارات الأصيلة وثقافتها وتجربتها الحضارية في التسامح والتعايش وبناء الإنسان وتمكين الشباب، إضافة إلى مد جسور التواصل الإنساني والمعرفي والعلمي بين شباب الإمارات والعالم، والتي شارك فيها أكثر من 20 من قيادات الدولة والخبراء، الذين اجتمعوا لتعريف المبتعثين المواطنين بمسؤولية تمثيل الدولة وإلهامهم لاستثمار وتوظيف قدراتهم وإمكاناتهم في الخارج ليقدموا أجمل الصور وأكثرها فخراً.
وتقضي الشحي أوقات فراغها في العديد من الأنشطة، وعنها تقول: «أعمل على تطوير وتنمية هوايتي في ركوب الخيل، وفي قراءة الكتب وغالباً العربية السياسية والقانونية. فضلاً عن زيارة المدن التاريخية في المملكة المتحدة، للتعرف إلى ثقافتهم وتاريخهم بشكلٍ أكبر».
ولا تستطيع الشحي مقاومة مشاعر الشوق للوطن «الذي ترعرعت في كنفه، وتأصل حبه في قلبي، ولعائلتي سندي الأول في كل شيء، خصوصاً والديّ اللذين سأظل شاكرةً لهما فضلهما ما حييت لتربيتي وأخوتي على حب العلم وخدمة الوطن ونفع الناس».
وشدّدت الشحي التي ترتقب تخرجها بشهادة البكالوريوس في «الشؤون الدولية والقانون الدولي» عام 2022، على أن «ما يخفف من هذه المشاعر هو الغاية السامية من وراء الغربة، التي تتمثل في تحصيل العلم من أجل أن أنفع به وطني الذي منحني الكثير من الفرص التي لابد من استثمارها وتكريس الجهود للرقي باسم الدولة لأعلى مراتب العلم والمعرفة، وهذه مسؤولية وفخر لكل شاب إماراتي».
وتتغلب الشحي على مشاعر «الشوق والحنين الدائم للوطن»، بالتجمع بمواطنيها من المبتعثين عن طريق «جمعية الطلبة الإماراتيين في إدنبرة»، التي أنشأتها بالتعاون مع الملحقية الثقافية ومجلس الشباب العالمي في المملكة المتحدة ومع زملائها الأعضاء، والتي تستعد فيها لإطلاق «مبادرة عام التسامح في إدنبرة» مع بداية العام الدراسي المقبل، وذلك استجابة لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عام 2019 في دولة الإمارات عاماً للتسامح، يرسخ الدولة عاصمة عالمية للتسامح، ويؤكد قيمة التسامح، باعتبارها عملاً مؤسسياً مستداماً من خلال مجموعة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة، بما تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع بصورة عامة.
- الشحي أسست جمعية الطلبة الإماراتيين وتستعد لإطلاق مبادرة عام التسامح في إدنبرة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news