اللغة وعاء الفكر والثقافة
في خطوة مهمة، أعلنت وزارة التربية والتعليم أنها تعتزم اعتماد تدريس اللغة الصينية لطلبة مدارسها، بدايةً من العام الدراسي المقبل (2019/2020)، وتكتسب هذه الخطوة أهميتها من أهمية هذه اللغة، التي تعد إحدى أبرز اللغات الحية في العالم، والتي ينطق بها أكثر من أكثر من 1.3 مليار نسمة، وتحمل حضارة معاصرة لها جذور ضاربة في التاريخ.
وهنا لابد من التأكيد على أن اللغة وعاء الثقافة والفكر والعلوم، وترتكز أهمية أيِّ لغة على أمرين مهمين، أحدهما أنها تمثل هوية وتراث وتاريخ الشعب الناطق بها، والأمر الثاني أن اللغة تكتسب أهميتها، بالنسبة للشعوب غير الناطقة بها، من خلال ما تحمله من علوم وثقافة وحضارة شعبها، لنقلها إلى غيرهم.
واستناداً إلى هذين الأمرين، تأتي أهمية تدريس لغة مثل «الصينية» في مدارسنا، فهي تعبر عن دولة كبيرة متقدمة علمياً واقتصادياً، ولديها واحدة من أقدم حضارات العالم، كما يمكن تنويع اللغات التي يدرسها الطلبة، لتحقيق التنوع الثقافي لديهم، وإثراء معارفهم وتجاربهم.
وفي الوقت ذاته لابد أن نصقل لدى طلبتنا ملكة لغتهم الأم (اللغة العربية) أولاً، عبر أساليب تعليمية أكثر تطوراً، ترغبهم في تعلمها، وتدفعهم إلى المحافظة عليها سليمة نقية بجمالياتها وعذوبتها، حيث إنها لغة هويتنا العربية والإسلامية، وتراثنا، ووعاء ثقافتنا، فضلاً عما تمتاز به من سمات في الأسلوب والمترادفات والألفاظ والجماليات البلاغية، التي تجعلها أكثر رحابة لاستيعاب العلوم ومتغيراتها.
وفي هذا الشأن أكدت قيادتنا الرشيدة على ضرورة الاهتمام باللغة العربية، والعناية بترسيخها في نفوس الشباب والنشء، وفي هذا الصدد نرى العديد من مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تعزز مكانة لغة الضاد، والتي تخطت حدود الوطن لتشمل الدول العربية، ومنها «جائزة محمد بن راشد للغة العربية»، و«تحدي القراءة العربي».
وفي هذا الإطار، فإن جهود وزارة التربية والتعليم واضحة في مناهجها وخطط تدريسها، فضلاً عن ذلك فإن طرح وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، موضوع تدريس اللغة العربية وتطوير محتواها التدريسي، للنقاش المجتمعي، عبر منصة التواصل الاجتماعي «تويتر»، مبادرة جديرة بالاحترام والتقدير.
خبير تربوي
تنويع اللغات التي يدرسها الطلبة يحقق التنوع الثقافي لديهم ويثري معارفهم وتجاربهم.