46 % من الأطفال وزن حقائبهم يزيد على 10 كيلوغرامات
أكد 46% من ذوي طلبة شاركوا في استطلاع خاص بوزن الحقائب المدرسية، أن حقائب أطفالهم يزيد وزنها على 10 كيلوغرامات، إذ تُشكل الحقيبة المدرسية هاجساً للطفل ولأسرته لثقل وزنها، ما دفع الأسر إلى الشكوى المتكررة مما وصفوه بـ«رحلة المعاناة اليومية التي يحملها الأطفال على ظهورهم».
وتفصيلاً، أظهر استطلاع رأي أجرته «الإمارات اليوم» على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، شارك فيه ما يزيد على 500 شخص، أن 30% من المشاركين أكدوا أن وزن الحقيبة الدراسية لأطفالهم يراوح بين 10 و15 كيلوغراماً، فيما أشار 16% من المشاركين إلى أن وزنها أكثر من 15 كيلوغراماً، فيما بلغ وزن الحقيبة المدرسية لأطفال 54% من المشاركين أقل من 10 كيلوغرامات.
وأبلغت «الإمارات اليوم»، دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي بشكاوى ذوي طلبة في مدارس خاصة من ثقل وزن الحقائب المدرسية الخاصة بأطفالهم ما يعرضهم لأضرار صحية، وتساؤلاتهم عن سبب عدم ترك الكتب في المدارس، وهل يوجد أي سياسة لدى الدائرة خاصة بمعايير الحقيبة، إلا أنه لم يتسنَّ الحصول على رد.
وأكد ذوو طلبة في مدارس خاصة بأبوظبي، أن مشكلة الحقيبة المدرسية وعدم قدرة الأطفال على حملها تظهر في عدد أولياء الأمور الذين يصطحبون أطفالهم يومياً حتى باب الصف لحمل الحقائب عنهم، مشيرين إلى أن العديد من الأسر توقفت عن الاشتراك في حافلات النقل المدرسي بسبب صعوبة حمل الطفل للحقيبة من موقف الحافلات وحتى الصف، لأن الطفل يحتاج إلى صعود الدرج، وشددوا على تخوفهم من أن يؤثر ثقل وزن الحقيبة لأبنائهم في بنيتهم الجسمانية.
وقال والد أحد الطلبة، أبوخليفة: «كتف وظهر الطفل لا يتحملان وزن خمسة كيلوغرامات، متسائلاً: هل لاحظ خبراء التعليم الجهد العضلي عند حمل أربعة كيلوغرامات لمدة 10 دقائق؟».
وأضافت ولية أمر طالبة في الصف الأول بإحدى المدارس الخاصة في أبوظبي، ابتسام خلف: «توفير الحقيبة ذات العجلات لا تحل المشكلة، بل يزيدها، وذلك لكون الكثير من الفصول الدراسية تكون في الدور الأول، ويحتاج الطفل إلى حمل الحقيبة والصعود بها ما يزيد على 20 درجة، ما يشكل عبئاً عليه، بالإضافة إلى وجود عمودين من الحديد في خلفية الحقيبة يؤثران في الظهر والعمود الفقري ويزيدان انحناءه».
فيما أشارت والدة طفلة في الصف الأول، مي السيد، إلى أن «وزن حقيبة ابنتها يصل إلى 12 كيلوغراماً، حيث تحمل الطفلة يومياً في حقيبتها كتابين للغة العربية وكتابين للتربية الإسلامية، وكراسات العلوم والرياضيات، واللغة الإنجليزية والتربية الإسلامية، والتربية الوطنية، وفي بعض الأيام يتم إرسال قصص باللغتين العربية والإنجليزية لقراءتها في المنزل وإعادتها، لافتة إلى أن كثرة الكتب اضطرتهم لإضافة حقيبة صغيرة خاصة بصندوق الطعام».
وأفاد والد طالب في الصف التاسع، محمد خالد، بأن ابنه يعاني حالياً آلام الظهر، التي تضاعفت بصورة كبيرة خلال آخر عامين بسبب حمل الحقائب المدرسية المملوءة بالكتب، خصوصاً مع زيادة المتطلبات الأكاديمية، وما ترتب عليها من زيادة عدد الكتب التي يحملها الطلبة، وأيده في الرأي والد الطالب سامح عبدالكريم، مشيراً إلى أن الحقيبة المدرسية باتت تمثل عبئاً على الطالب بسبب حمولتها التي تفوق قدرته كطفل، مؤكداً أن الشخص البالغ يشعر بثقلها ويتحسس كتفه بعد أقل من ثلاث دقائق من حملها.
ودعا ذوو الطلبة دائرة التعليم والمعرفة، إلى البحث عن أساليب وحلول ناجعة ومفيدة وممكنة التطبيق علمياً على أرض الواقع، تسهم في تنظيم حصص اليوم الدراسي، والجدول المدرسي والواجبات المنزلية، التي من شأنها كلها أن تسهم بفاعلية في تقليل وزن الحقيبة المدرسية، واقترحوا أن تلزم الدائرة المدارس بتجزئة الكتاب المدرسي وطباعته في ثلاثة أجزاء، كل جزء خاص بفصل دراسي، بحيث لا يتكلف الطالب حمل كتاب كبير وإنما يحمل جزءاً من كل كتاب، بالإضافة إلى اختيار نوعية الأغلفة والأوراق الخفيفة المناسبة لتقليل وزن الحقيبة.
فيما اقترح ذوو طلبة تخصيص يوم في الأسبوع لكل مادة بحيث يحمل الطالب كل يوم كتب وكراسات مادة واحدة، أو الاتجاه للحلول التقنية، أو إلزام المدارس الخاصة بعمل دولاب خاص لكل طالب لحفظ كتبه.
من جانبهم، حذر أطباء عظام وأطفال، من مخاطر ثقل الحقيبة المدرسية على جسم الطلبة وتأثيره في الكتف والعمود الفقري، والتسبب في تشوّه بنية الجسم، لافتين إلى أهمية ألا يواجه الطفل صعوبات عند رفع الحقيبة.
وقال استشاري جراحة العظام، الدكتور يعقوب الحمادي، إن وزن الحقيبة المدرسية يؤثر في العمود الفقري للطفل، لذا لابد من أن يتناسب حجم ووزن الحقيبة مع وزن الطالب وطوله، لأن الوزن الزائد يؤدي إلى اعوجاج في العمود الفقري، وضغوط كبيرة على الفقرات، مشيراً إلى أن خطورة هذه المشكلات أنها لا تظهر إلا بعد تقدم العمر، حيث يكون الطفل في هذه المرحلة غير قادر على التعبير عن المشكلة.
فيما أشارت أخصائي طب الأطفال، في أحد المستشفيات الخاصة، الدكتورة هالة حبيب، إلى ضرورة أن تكون هناك نسبة وتناسب بين وزن الطفل وسنة وبين وزن الحقيبة المدرسية، بحيث لا يتجاوز وزن الحقيبة 10 إلى 15% على الأكثر من وزن الطفل حتى لا يتأثر العمود الفقري، لافته إلى أن الدراسات العلمية حذّرت من التداعيات الصحية على طلبة المدارس بسبب حمل الحقيبة المدرسية ذات الأوزان الثقيلة، حيث يؤدي وزنها الزائد إلى مشكلات في الضلوع وعضلات العنق وأعلى وأسفل الظهر، والكتفين والساقين والقدمين.
وأجمع اختصاصيو عظام وأطفال، أمجد رشدي، وباسل علي، وأسامة محمد، ومها حامد، على أن حمل الحقائب المدرسية الثقيلة يؤثر في الحالة الصحية، ويتسبب في وجود اعوجاج في العمود الفقري.
محاولات لتخفيف الأعباء
أكد مسؤولون في مدارس خاصة، أن فكرة تحويل الكتب الدراسية إلى رقمية واستخدام أجهزة «آي باد»، بديلاً عن الورقية، تحتاج إلى كلفة مالية كبيرة لتجهيز بنية تحتية مؤهلة، وتحويل مناهجها إلى إلكترونية، أو ولي الأمر الذي سيتكفل بشراء الأجهزة، إضافة إلى قدرته على متابعة الطالب خلال المذاكرة الإلكترونية.
وأشاروا إلى أن أغلبية المدارس لديها موقع إلكتروني يتم تحميل الواجبات المنزلية عليه، ليطبعها الطالب ويجيب عنها، كما تتاح عليه نسخ من كتب بعض المواد، إضافة إلى المواد اللا صفية، إضافة إلى محاولة الإدارات المدرسية توزيع حصص الجدول الأسبوعي بتوازن يخفف الأعباء الدراسية على الطلبة.