حمد اليحيائي: المدرس في «المدرسة الإماراتية» نموذج لمعلم المستقبل
أكّد وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع المناهج والتقييم، الدكتور حمد اليحيائي، أن «معلم المدرسة الإماراتية» نموذج لمعلم المستقبل، إذ «يتميز بتسلحه بالتكنولوجيا وتوظيفها كعنصر معزز للتعليم»، مشيراً إلى أن الوزارة والمجتمع التربوي، يعملان على دعم «معلم المدرسة الإماراتية» وتمكينه، وتوفير سبل تحقيق الغايات المنشودة من التعليم عن طريق تقديم أفضل سبل صقل العمق المهاري والمعرفي والإبداعي لدى المعلمين، وتعزيزه لديهم.
وأكّد لـ«الإمارات اليوم» أن الوزارة تأخذ في الاعتبار أن المعلم يعد الحاضنة التربوية المنيعة لإنشاء أجيال تتصف بالتسامح والتوازن الفكري، ومتأصلة بالهوية ومتسلحة بالخبرة التعليمية الواسعة والعميقة، مضيفاً: «تصنع الوزارة منظومة متكاملة تعزز دور ومكانة المعلم في نسيج المجتمع ليكون مبدعاً ومبتكراً، ويوظف المعطيات كافة ليخدم الابتكار في التعليم والتعلم، ويتحلى بالإدراك العميق للتخصص، ومُلم بكيفية بناء طالب يتميز ويتصف بسمات خريج المدرسة الإماراتية».
وأفاد اليحيائي بأن معلم المستقبل، بشكل عام، بحاجة إلى التركيز على أساسيات عدة ليواكب التطورات المتلاحقة في عالم التقنية وأساليب التعليم، أبرزها استخدام التكنولوجيا والحرص على المعرفة، والالتصاق الوثيق بسمات الخريج، وليس التركيز فقط على نتائج هذا الخريج في الامتحانات الفصلية والنهائية، إضافة إلى ضرورة فهم المعلم مادته بشكل جيد، وعدم اقتصاره على المادة التدريسية فقط في تحصيل المعلومات، وتوجيه الطلبة للوصول إليه بشكل تفاعلي.
جاء ذلك في ردّه على سؤال حول المتطلبات التي يحتاجها معلم المدرسة الإماراتية لتحقيق متطلبات القرن الحادي والعشرين، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته مؤسسة حمدان بن راشد التعليمية، أمس، في مقرها، للإعلان عن انطلاق المنتدى الـ12 في حوار السياسات التعليمية للفريق الدولي للمعلمين. وحضر المؤتمر نائب رئيس مجلس الأمناء الأمين العام لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، الدكتور جمال المهيري.
وأضاف اليحيائي أن منتدى حوار السياسات سيشهد مناقشات بين الخبراء والمختصين حول السمات المطلوبة في معلم المستقبل، وسبل تعزيزها، وسيسفر عن العديد من النقاط المهمة التي يحتاجها «معلم المستقبل» في المدرسة الإماراتية، مؤكداً أن الوزارة بذلت جهوداً كبيرة، ولاتزال، في تأهيل وتطوير قدرات معلميها بما يتوافق ومتطلبات القرن الحادي والعشرين، من خلال سياسة شاملة تحقق محور «صناعة معلم المستقبل» الذي كان أحد محاور نقاشات الحكومة في اجتماعاتها السنوية، أخيراً في أبوظبي.
وينطلق المنتدى الدولي السنوي، في دبي، تحت رعاية مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز. ويناقش فريق العمل الدولي المعني بالمعلمين في إطارالتعليم لعام 2030، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وبدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، واللجنة الوطنية للتعليم في الإمارات، سياسات وممارسات التدريس في دبي في الفترة من الثامن حتى 11 من ديسمبر الجاري، ويشارك في المنتدى نحو 300 خبير تعليمي من بين وزراء التعليم وصانعي السياسات وقادة المدارس والمعلمين.
ويستهدف المنتدى، الذي يحمل شعار «مستقبل التدريس»، تحدي رؤى للتدريس والتعلم تواكب الواقع والتحديات الناشئة في أنظمة التدريس في القرن الحادي والعشرين.
85 % من المعلمين عالمياً يتلقون تدريباً وفق المعايير الوطنية
أظهر تقرير رصد التعليم العالمي للعام الجاري أن 85٪ فقط من المعلمين في أنحاء العالم تلقوا تدريباً وفقاً للمعايير الوطنية، إضافة إلى أن المعلمين، في العديد من بلدان العالم، يواجهون تحديات متعددة تتركز في ظروف العمل الصعبة وضعف الأجور وقلة الدعم والتدريب.
ويقدّر معهد اليونسكو للإحصاء أن 55٪ من الأطفال والمراهقين في سن التعليم الابتدائي والثانوي لا يحققون الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة، وأن 60٪ لا يكتسبون مهارات حاسمة في الرياضيات، ومن ثم يحتاج المعلمون إلى أكثر من المعرفة الأكاديمية، فهم يحتاجون إلى مجموعة واسعة من المهارات التي تسمح لهم بالاندماج في عالم من العمل يتغير بسرعة، إذ إنه مع الوتيرة المتسارعة للتقدم التكنولوجي، تواجه النماذج التقليدية للتعليم العام تحدياً من خلال النماذج الناشئة للتدريس والتعلم التي تنطوي على إعادة التفكير الجذري في كيفية تنظيم التعلم، وكيف يتم إعداد المعلمين لأدوارهم المتوقعة في بيئات التدريس الحالية والمستقبلية.