نقطة حبر
التوجيه المهني المبكر
يلعب التوجيه المهني المبكر للطلاب دوراً مهماً في اختيارهم التخصصات والمجالات التي تمس حاجات سوق العمل وتحليهم بالخبرات ضمن التوجهات العالمية المستقبلية التي تتطلبها الثورة الصناعية الرابعة، الهدف هنا يتمحور في خلق التنمية الذاتية للطالب للتطلع إلى مستقبل أفضل، وتوجيهه نحو اكتساب مهارات تميزه في سوق العمل الذي يتسم بالتنافسية، وتتنوّع مصادر التوجيه من أفراد ومؤسسات التي تؤثر في شخصية الطالب واختياراته بداية من المنزل والمدرسة والجامعة والموجهين المهنيين، كما توجد قاعدة كبيرة للتأثير المهني للطلاب غير مستخدمة ومفعلة بشكل رسمي، يتضح للقارئ أنه بالإمكان للطالب أن يتأثر بنصيحة معلم أو والد أو صديق من دون وجود جهة رسمية تتبنّى موضوع التوجيه المهني للطلاب في اختيار تخصصات المستقبل المطلوبة، ويقع على عاتق مؤسسات الدولة الحديثة دور تأهيل الطلبة لدخول سوق العمل وتسليحهم بأهم المهارات، مثل أكاديمية دبي للمستقبل، والمدرسة المهنية بالإمارات، كل حسب مسؤولياته.
كما يتخذ موضوع استشراف المستقبل الذي أولته الحكومة أهمية عظمى في التخطيط الاستراتيجي لمؤسسات الدولة وبيان مجالات التطوير والتحسين في سير العمل وصنع الفرص لمستقبل أفضل، بالنظر إلى أسلوب الإرشاد المهني، ونظراً إلى تغير المعطيات العالمية، تحتم تغيير أسلوب التوجية الجماعي الى توجيه متخصص فردي ينبثق من مهارات الطالب وحسه الإبداعي والابتكاري ونقاط قوته، بدلاً من اتخاذ أسلوب التوجيه القسري الذي غالباً لا يؤدي الى نتائج ناجحة بل يخلق جواً مقيداً لحرية اختيار الطالب للمجال الراغب فيه.
ومن الطرق النافعة لتوجيه الطلبة اتخاذهم قدوات يحتذى بها في مجال العلم والعلماء والتركيز على إنجازاتهم وما استطاعوا أن يحققوه لمجتمعهم، بالنظر إلى سيرة حياة الأشخاص المتميزين والمبدعين، والتعلم من عاداتهم الفعالة التي أدت الى وصولهم مراتب النجاح نستطيع تعليم الطلبة أنه لا مستحيل مع الإصرار والتركيز والعمل بجد ونجاح، حيث جميع مقومات النجاح متوافرة لدى طلابنا، لكن ما ينقص هو دوام العزيمة والإصرار الذي سيتكلل بالنجاح عاجلاً أم آجلاً، تبرز هنا أهمية المؤسسات المهنية التخصصية العالمية ايضاً التي تملك دوراً محورياً في جمع المتميزين والمؤثرين في مجال ما تحت مظلة واحدة، ليستطيع الجميع الوصول إليهم والاستفادة من خبراتهم مثل جمعية المهندسين المدنيين والمجلس الطبي العالمي وجمعية المعلمين.
تفعيل دور هذه المؤسسات في عملية الإرشاد المهني يسهم في تعزيز ثقافة الطلاب المهنية، والتأثير الإيجابي في اختيارهم لتخصصات يحتاجها القطاع المهني، ودمج المهارات التي قد تكون من مجالين مختلفين مثل العلوم والهندسة والبرمجة والحوسبة، كما فعلت أخيراً أكاديمية دبي للمستقبل بعد إطلاقها برنامج خبراء الإمارات، وختاماً أدعو المؤسسات التعليمية إلى تبني أساليب مبتكرة للتوجيه المهني واختيار شخصيات مجتمعية مؤثرة وناحجة لإعطاء جلسات توجيهية مهنية. معاً نستطيع خلق جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
باحث أكاديمي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news