مدارس خاصة تتعثر في تطبيق التعليم عن بعد.. و"التعليم والمعرفة" تدعو إلى الصبر
أكد ذوو طلبة في مدارس خاصة بأبوظبي، تعثر مدارس أبنائهم في تطبيق مبادرة التعليم عن بعد، التي قررت وزارة التربية والتعليم تطبيقها لمدة أسبوعين بديلاً عن الدراسة في المدارس، ضمن الخطوات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، فيما دعت دائرة التعليم والمعرفة ذوي الطلبة إلى التحلي بالصبر عند مواجهة التحديات التقنية.
وتفصيلاً، تلقت "الإمارات اليوم" شكاوى من ذوي طلبة في العديد من المدارس الخاصة بأبوظبي، تفيد بعدم التزام مدارس أبنائهم بتنفيذ مبادرة التعليم عن بعد بطريقة تفاعلية كما تنفذها المدارس الحكومية، مشيرين إلى أن المدارس اكتفت بإرسال أوراق شرح للدروس، أو عناوين فيديوهات على الانترنت أو فيديوهات مصورة لبعض المعلمين، من دون أي وسيلة تعليم تفاعلي.
وقال ذوو طلبة في الصفوف من الأول إلى الثالث، رضوى حسن، ومي محمد، وأميرة محمد، وماجدة صلاح الدين، إن المدارس اكتفت بإرسال أوراق شرح للدروس وفي نهايتها أسئلة وطلبت من الطلبة مذاكرتها والإجابة عن الأسئلة، وإعادة إرسالها مساء لتصحيحها، فيما أرسلت مدارس أخرى عناوين إلكترونية لفيديوهات شرح موجودة على شبكة الإنترنت "اليوتيوب"، ولا تخص المدرسة.
وأرسلوا جداول بمواعيد الحصص عبر برنامج واتس أب، والحصص عبارة عن أوراق مصورة مطلوب من الطلبة مذاكرتها، والمعلمات لا يجبن عن أي اتصال أو رسالة، بجانب قيام المعلمات كافة بإرسال رسائلهن في وقت واحد وطالبت أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم، وفي حالة وجود استفسار لديهم القيام بإرسال رسالة عبر "واتس أب".
فيما أوضح ذوو طلبة، احمد صلاح، وبهاء عبدالله، وعزة ممدوح، وسحر فتحي، في الحلقتين الثانية والثالثة، إلى أنهم تلقوا أمس مواعيد بالحصص الدراسية لأبنائهم المسجلين بمدارس منهاج بريطاني وأميركي، وفوجئوا في الموعد بوضع المدارس عناوين مقاطع فيديو على اليوتيوب لمعلمين أجانب تشرح الرياضيات والعلوم، وبعضها لا يعمل، مشيرين إلى أنهم تلقوا رسائل بريدية من المعلمين تفيد بإمكانية تلقي اسئلتهم عبر البريد الإلكتروني والرد عليها خلال ساعتين يومياً تم تحديدهما.
فيما أشار ذوو طلبة، رشا أشرف، وميسون خلف، وعمر صفوت، وأماني حسن، إلى أن مدارس أبنائهم طبقت تعليماً تفاعلياً، عبر منصاتها التعليمية، حيث كانت المعلمات يشرحن الدرس، وهناك زر خاص بالأسئلة يمكن بالضغط عليه فتح ميكروفون الكمبيوتر والبدء في الحديث، بشرط أن تفتح المعلمة الباب للأسئلة، لافتين إلى أن المشكلة التي واجهتهم تركزت في كثرة سقوط الموقع نتيجة الضغط عليه حيث حدث بمعدل كل ثلاث دقائق ويحتاج إعادة الدخول مرة أخرى إلى محاولات عديدة.
من جانبهم أفاد طلبة في الصف الثاني عشر، محمد حسن، مصطفى سيد، وإبراهيم ندا، وخالد شوقي، ومنار خلاف، ويمنى عبدالحميد، أن مدارسهم أرسلت لكلٍ منهم كود للدخول على المنصة التعليمية، مشيرين إلى أن اليوم الدراسي كان ثلاث حصص فقط الأولى كانت رياضيات، وبالدخول على المنصة اكتشفوا أن الشرح عبارة عن ملف PDF، مطلوب منهم قراءته جيداً، ومع الملف عنوان إليكتروني "لينك" لفيديو على اليوتيوب يمكن الاستعانة به للفهم، بالإضافة إلى اختبار قصير من 10 نقاط مطلوب الإجابة عنه.
وأشاروا إلى أن الحصة الثانية كانت لغة إنجليزية ولم يتعلموا خلالها أي شيء ولم يكن على المنصة أي مواد أو عناوين لفيديوهات على الإنترنت، فيما كانت الحصة الثالثة خاصة باللغة العربية ولم يكن بها أي أوراق هي الأخرى، واكتفت المدرسة بوضع "لينك" لفيديو على الإنترنت يشرح قاعدة نحوية".
في المقابل، أرسلت دائرة التعليم والمعرفة، رسالة نصية إلى ذوي الطلبة، دعتهم خلالها إلى التحلي بالصبر خلال هذه الفترة حتى يتم التأقلم مع أسلوب التعليم الجديد وخاصة عند مواجهة التحديات التقنية، مشيرة إلى أن المدارس ستعمل على تقديم الدعم اللازم لتخطي هذه التحديات. حيث لن يمكن المحافظة على سلامة الطلبة واستمرارية تعلّمهم خلال الظروف الراهنة إلا بالعمل سوياً.
وأبلغت الدائرة ذوي الطلبة بأنها ستتواصل معهم في نهاية الأسبوع لدعوتهم للمشاركة باستبيان لتقييم تجربتهم خلال الأسبوع الأول، وفي حال كان لديهم أي أسئلة لم تستطع المدرسة أن تجيبهم عنها، يمكنهم التواصل معها عبر الخط الساخن المخصص لأولياء الأمور.
وأكدت دائرة التعليم والمعرفة، أنه ولضمان نجاح منظومة التعليم عن بُعد في 204 مدارس خاصة و13 مدرسة من مدارس الشراكات التعليمية في مختلف أنحاء الإمارة، أطلقت دائرة التعليم والمعرفة حزمة من المبادرات الرامية إلى تبديد كل التحديات التي قد تؤثر في استمرارية العملية التعليمية. فبالإضافة إلى تدريب الكوادر التعليمية وتعزيز مهاراتهم، شملت التقييم المعمق والاختبارات الشاملة لمختلف منصات التعليم عن بُعد، وصولًا إلى أدق التفاصيل التي تضمن توفير إمكانية الوصول والحصول على التعليم بسهولة ويسر
وأشارت إلى قيامها خلال الأسبوعين الماضيين، بتنظم عمليات تبادل الخبرات بين المدارس، حيث أتاحت الفرصة للمدارس المتقدمة في مجال التعليم عن بعد لتقديم الدعم للمدارس الأخرى الأقل تجهيزاً، حيث تم دمج خبرات 63 مدرسة (كل مدرسة تشارك خبرتها مع مدرسة واحدة أخرى)، الأمر الذي يسهم في تعزيز سبل تبادل المعرفة والاستخدام الأمثل للموارد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news