الجانب المضيء لـ «كورونا»
ليس مجرد فيروس عابر وينتهي.. سينتهي حتماً لكن تداعياته ستتصاعد إلى آفاق لم يتوقعها أحد قبل.. كورونا الفيروس المستجد (كوفيد–19»، للشهر الثالث على التوالي، يتصدر المشهد، ولايزال إلى الصدارة صعوداً، في ظل مجابهة عالمية «شبه وهمية» لا أفق لها، ولا يقين، ولا نور في نهاية النفق يبدو حتى الآن، فهل حقاً هذا العدو القاتل هو «أصغر من أن يُرى بالعين المجردة؟».
العالم اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة.. الواقع لا يخلو من سوء، والمستقبل فيه بعض الغموض، والمؤشرات ينتابها كثير من السلبية، وإن كانت البوصلة تتجه نحو الأفضل متى انجلت غمامة «كورونا».
ورغم التنافر بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وتوجيه التهم المتبادلة، وذلك أمر قديم جديد، لكننا نرى في الاتجاه المقابل شيئاً من النضج والتفهم وتقديم المساعدات، والتعاون المشترك بين دول كثيرة حول العالم منها الصين، والأهم الشعور الإنساني المتبادل بين بني البشر الذين لطالما تقاسموا القتل بالقتل حرباً وتدميراً.
نعم.. البعد الإنساني يشغل العالم اليوم، دول كثيرة كبيرة وصغيرة غنية وفقيرة، تتشابه تماماً في إجراءاتها المتبعة لمواجهة هذا «العدو العالمي»، هذه الدول تتبادل الشعور نفسه وتعيش الأمل ذاته.. من ذلك الواقع ربما ننتقل إلى نظام دولي جديد، تتضح فيه أهمية تكاتف الدول في إدارة الأزمات المحلية، ومراجعة الذات، والوقوف على الثغرات، وتجاوز التحديات، وإيقاظ الشعور بالمواطنة محلياً وعالمياً «المواطنة العالمية» مسمى جديد قد يستحوذ على اهتمام العالم في قادم الأعوام.
التضامن بات في أعلى مستوياته بمختلف بلدان العالم دون النظر إلى الدين أو المذهب أو العرق، وتلك حقيقة إيجابية كانت تنقص العالم للقضاء على الحروب والمنازعات والتوترات.. منطقة الشرق الأوسط اليوم أكثر هدوءاً وسلاماً.. ربما يعم السلام العالم أجمع.
الحقيقة الفضلى التي تتجلى من رحم الأزمة الإنسانية العالمية، هي أولوية الاستثمار في التعليم والصحة، فالمجال الطبي تحديداً سيغدو أولوية الدول، الغنية والفقيرة، لاسيما في ظل انتشار مسمى «طب الحروب» الذي آلمنا جميعاً، وفي ظل حالة الخوف والهلع من ألا يجد شخص سريراً أو علاجاً له إذا مرض، لا سمح الله. في دولتنا «الإمارات» تجلى التعاون والتكاتف، وارتقت المسؤولية الرسمية والوطنية إلى أعلى صورها، استناداً إلى مبدأ «الوقاية سلامة».. كل يوم تتوالى رسائل الاطمئنان من أعلى سلم الهرم القيادي إلى أصغر المؤسسات، الغذاء والدواء خط أحمر، الإنسان قبل المكان، والصحة أولوية مطلقة.. دولة الإمارات اتحدت على الخير والعطاء، وستبقى في مقدمة الصفوف بقوتها الناعمة.. سيكون لها بإذن الله نصيب وافر من الحضور والتأثير والإيجابية في العالم المقبل.. عالم التضامن والسلام والعلم والانفتاح الإنساني.. هذا الواقع ربما سيكون الجانب المضيء لـ«كورونا»!
خبيرة تربوية