إدارات مدرسية: 70% من الطلبة لم يسددوا الرسوم.. والتخفيض بدأ برواتب الإدارة العليا
مدارس خاصة تخفض الرواتب وتنهي خدمات معلمين بأبوظبي
أبلغ معلمون في مدارس خاصة بأبوظبي «الإمارات اليوم»، أنهم لم يتلقوا راتب شهر مارس حتى الآن، وأن المدارس قررت تخفيض الرواتب بنسب تصل إلى 50%، مع الاستغناء عن عدد من المعلمين والإداريين والعمالة المساعدة، في الوقت الذي تحصل فيه المدارس الرسوم الدراسية كاملة من ذوي الطلبة.
وقال معلم لغة عربية وتربية إسلامية بأحد المدارس الخاصة، أحمد مغازي، إن «المدرسة قررت إنهاء خدماته وثلاثة آخرين من المعلمين، بشكل مفاجئ، وبررت قرارها بسعيها إلى تخفيض النفقات، فيما تم إبلاغ باقي المعلمين بتخفيض الرواتب إلى النصف»، مشيراً إلى أنه طلب من المدرسة إبقاءه حتى نهاية العام الدراسي، مع موافقته على تقاضي نصف الراتب كباقي المعلمين في المدرسة، وذلك حتى تتغير الظروف الراهنة ويستطيع العودة إلى بلده، إلا أن المدرسة رفضت ذلك، لافتاً إلى أنه حالياً في شهر الإنذار، ومكلف بحصص دراسية يومية يقوم بتدريسها للطلبة عن بعد.
فيما أشارت معلمات، نجوى حسين، وشرين فهيم، وناعمة عبدالله، وعايدة فاروق، إلى قيام مدارس بخصم إجازة الربيع التي تم تقديمها من قبل الوزارة من راتب شهر مارس، واعتبارها إجازة بدون مرتب لبعض المعلمات، فيما تم احتسابها لمعلمين آخرين على الراتب الأساسي فقط، كما تم إخبار المعلمين بأن الرواتب سيتم تخفيضها بداية من راتب الشهر الجاري «إبريل»، وسيكون التخفيض بنسب متفاوتة، بناءً على عدد الحصص التي تقدمها كل معلمة، وسنوات الخبرة، وغيرها من المعايير، كما سيتم حذف بعض بدلات طبيعة العمل من الراتب.
ولفتت معلمات فنون وحاسب آلي، ومساعدات معلمات صف، أن مدارسهن قررت الاستغناء عن عدد منهن، والإبقاء على عدد قليل مع منحهن الراتب الأساسي فقط، وذلك بحجة أن تطبيق التعليم الإلكتروني ألغى سبب وجودهن، وأن تخفيض التكاليف التشغيلية يجبر المدارس على اتخاذ هذا القرار.
وأكد معلمون أن راتب شهر مارس لم يسلم لهم حتى الآن، على الرغم من أن إدارات مدارسهم لم تقرر أي تخفيضات على الرسوم الدراسية للطلبة، وبالتالي لم يتأثر مدخولها المالي، حتى تخفض الرواتب، وتستغني عن معلمين وعاملين في المدارس، مشيرين إلى أن بعض المدارس استغلت الإجراءات الاستثنائية الخاصة بـ«كورونا» لزيادة أرباحها على حساب المعلمين.
فيما أرجع مسؤولون في مدارس خاصة -طلبوا عدم ذكر أسمائهم- قرار تخفيض الرواتب إلى خطط عمل المدرسة لضمان الاستمرارية، مشيرين إلى أن اكثر من 70% من الطلبة لم يسدد رسوم الفصل الدراسي الثالث، وغالبيتهم تقدموا بطلبات إعفاء أو تأجيل لمرورهم بظروف طارئة، والمدارس لا تستطيع إجبار أحد على السداد في مثل هذه الظروف، وتقوم بدراسة الطلبات لتقديم أقصى درجات المساعدة لهم.
وأشاروا إلى أن تخفيض الراتب يتم بالتوافق مع المعلم، ويشمل بصفة رئيسية معلمي الأنشطة ومساعدي المعلمين والعمالة المساعدة، وبعضهم طلب من تلقاء نفسه الحصول على إجازة بدون راتب، مشددين على أن الصف الأول من الإدارات المدرسية بادر من نفسه في تخفيض راتبه إلى نحو النصف أو الثلثين في محاولة منه لتقليل عدد موظفي المدرسة المتضررين من الإجراءات.
في المقابل، دعت دائرة التعليم والمعرفة المدارس الخاصة إلى الحفاظ على المعلمين وعدم تخفيض أجورهم، وأكدت في تعميم أرسلته إلى مدراء المدارس، أن المعلمون يعملون بجد خلال هذه الفترة، وننصح بشدة بعدم تخفيض أجورهم، حيث قد يصعب على المدرسة الاحتفاظ بهذه الخبرات بعد انقضاء هذه الأزمة، وفي حال كان هناك حاجة ماسة لتخفيض أجور المعلمين، فيمكن التفاوض معهم للتوصل إلى حلول ترضي الطرفين.
ودعت الدائرة المدارس الخاصة، إلى التفاوض مع العاملين من غير المعلمين الذين لا تتطلب خدماتهم خلال هذه الفترة، على تخفيض مؤقت للأجور (إذا لزم الأمر) مع مراعــــاة القرار 279/2020 الصادر عن وزارة الموارد البشـــرية والتوطين بخصوص تنظيم عمل القطاع الخاص، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أنهم قد يعيلون ويدعمون عائلات أخرى؛ لافته إلى أهمية المحافظة على الممارسات الأخلاقية في الظروف الراهنة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news