نقطة حبر

في رحاب مجلس الشيخة الدكتورة

بشعار «الباحثون عن المعرفة لا توقفهم الأزمات»، انطلقت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، لتنشر أثراً إبداعياً مستداماً في المجتمع وفي نفس الإنسان، وأضاءت لتضع نقاط العطاء على حروف ثقافة الإبداع في مجتمع لابد أن يتحلّى في مختلف الظروف والأوقات بكل ملامح التحدي والإصرار.

من شغف عضوات «مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة»، اللاتي يتسابقن عند الساعة السابعة لتسجيل الحضور، وبعين المتبحر في فعاليات مجلس الفكر والمعرفة، نكتشف فيه مخزوناً وحراكاً معرفياً زاخراً وداعماً لكل مجالات المعرفة والثقافة، يضعنا في مستوى ملامسة الفكر والمشاعر والوعي بالحاضر والمستقبل.

ليس هذا فحسب، بل إن هذا التواصل اللامحدود يتصف بخصوصية دينامية عابرة للحدود والآفاق، ويتحلى برؤية أفقية لا نهاية لها، تعكس حرص الشيخة الدكتورة على عدم التوقف، وجعل المناشط الثقافية المعرفية جزءاً لا يتجزأ من نسيج يجمع بين الحضارات والفنون والتضامن مع الشعوب.

إن أمعنا النظر وركزنا الضوء على مضامين هذه المناشط المعرفية، نجدها متنوعة، وتحمل طابعاً فسيفسائياً في المداخلات والمقترحات والآراء من جميع فئات المجتمع وأركانه الثقافية والمعرفية، وتتلون بمشاركات داخلية وخارجية قيّمة وثرية، عطاء متكامل، وإبداع لا حدود له، ولا يقتصر على عضوات المجلس القاطنات في الدولة، حيث المشاركة الفاعلة والمؤثرة من عضوات كثيرات في الوطن العربي، وصولاً إلى أوروبا.

الجميع يترقب مناشط الأسبوع، وفي كل أسبوع نُفاجأ بعطاء مختلف ومتميز، سواء كان في عنوان الكتاب أو الرواية، أو حتى في التعليق على صورة، أو إجابة سؤال عميق الفكر والوعي. وتحلو مساءات السابعة بقامات الفكر الإماراتي، وعلى رأسهن د. رفيعة غباش، ود. حصة لوتاه، ود. مريم لوتاه، ود. منى البحر، اللواتي يضفن دائماً في مداخلاتهن الكثير من ملامح التميز والإبداع والتنويع في الفكر الإماراتي.

الجميل في انتقاءات الشيخة شما أنها لا تُغفل أي جانب من جوانب بناء الذات، فهي تغذّي كل ركيزة لتحقق التوازن المعرفي لنا جميعاً، وتُشبع الذائقة العلمية بقضايا معاصرة، وتزوّد الذائقة الأدبية بجماليات الفن وتناغم الكلم.

كل ذلك تم مزجه في أمسيتين رائعتين مع الفنانة التشكيلية فاطمة لوتاه، التي حضرت المجلس من إيطاليا، والشيخة خلود المعلا التي رحلت بنا إلى بيت القصيد، وروعة التجربة الشعورية التي يملكها الشاعر.

الأجمل في عطاء الشيخة المعرفي الثقافي، أنه يجسد عصارة شغفها بالعلم، وتعلقها بالقراءة، وإيمانها بأن المعرفة هي السبيل لفهم العالم.. بذلك أبحرت الشيخة بعضوات مجلس الفكر، ونقلتهن إلى سطور الروايات والأفلام، لتحفز وتستفز فكرهن نحو قراءة ما بين السطور، والبحث خلف مضامين المشاهد عن إجابات تلامس ذواتهن، وتترك فيهن الأثر الطيب.. هي بالمختصر تبني إنساناً، وترسم المستقبل، وتخلد العطاء، بكل ثقة ويقين.. وفي نهاية المطاف ستظل الساعة السابعة عالقة في الأذهان دائماً.

خبيرة تربوية

تويتر