تقييم منظومة «التعلم عن بعد» في مدارس الشارقة الخاصة
تعتزم هيئة الشارقة للتعليم الخاص تنفيذ تقييم لتطبيق منظومة التّعلم عن بعد في مدارس الإمارة الخاصة خلال شهري مايو ويونيو للعام الدراسي الجاري، وفقا لتوصيات صادرة عن مجلس التعليم والموارد البشرية.
وأكدت الهيئة في تعميم تلقت إدارات المدارس الخاصة نسخة منه أن التقييم يأتي في إطار مساعيها المستمرة للارتقاء بمنظومة التعليم في الشارقة، وحرصاً منها على متابعة تطبيق التعّلم عن بعد، من خلال مراجعة تقدّم أداء المدارس في الإمارة.
وأوضحت الهيئة أنه سيتم اجراء التقييم من خلال زيارات افتراضية للمدارس مدتها يوم واحد، يتخللها عقد مجموعة من الاجتماعات مع القيادات المدرسيّة، وحضور عدد من الحصص الدّراسيّة بهدف تقديم الدّعم اللازم للمدارس ومساندتها في رحلتها نحو التّميز. وذلك بعد أن دعت الهيئة مجلس مدراء المدارس وجميع القيادات المدرسية لحضور اللقاء التعريفي حول الأداة المستخدمة في التقييم خلال الأسبوع الماضي.
وقد استعانت هيئة الشارقة للتعليم الخاص بحزمة من الآليات والمعايير الخاصة في عملية التقييم لمتابعة أداء المدارس والتأكد من مدى فعالية التعلم عن بعد متضمنة ثلاث مجالات و13 محوراً و39 توصيفاً.
وقالت رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص الدكتورة محدثة الهاشمي إن الهدف من عملية التقييم هو التعرف على الممارسات الفعلية لجميع المدارس خلال عملية تطبيق منظومة التعلم عن بعد من حيث مواءمتها للمعايير المطلوبة، مشيرة الى أهمية التقييم كونه سيقدم تغذية راجعة عن جميع مدارس الإمارة، مما يؤدي الى مزيد من الاهتمام بعمليات الجودة والمراجعة المستمرة والعمل على تحسين مواطن الضعف وتطويرها وتعميم التجارب الناجحة والفاعلة.
وأكدت على أهمية تطوير وتحسين العملية التعليمة في منظومة التعليم عن بعد في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الدولة ودعت كافة عناصرها إلى بذل الجهود اللازمة للنهوض بها وبما يحسن جودة مخرجاتها، وجعله مواكباً لمتطلبات الدولة وتحقيقاً لأهدافها الثقافية والعلمية، معتبرة بناء القدرات البشرية وتطوير العملية التعليمية والتربوية بشكل مستمر هو أساس النجاح والتطور والنهضة والشاملة.
وشددت على المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق المعلمين من خلال توجيه الطلبة وإرشادهم لاستثمار التطور التكنولوجي وتوظيفه بالصورة المثلى في رفد قطاع التعليم وغرس القيم والمعاني التربوية داعية الى ربط المناهج بالقيم الوطنية التي تعزز وتربي النشء على السلوك الحسن، لافتة الى الدورات التدريبية التي خضعت لها القيادات المدرسية والهيئات التدريسية لتهيئتها لمنظومة التعلم عن بعد لافتة الى استمرارية التدريب والاستثمار الفعلي في الطاقات البشرية.
وتهدف الأداة الى تقييم خدمات وأنشطة التعلم عن بعد التي تقدمها المدارس وتركز في المقام الأول على دعم المدارس في تحديد الجوانب التي تحتاج الى التطوير كما تتيح الاداة للمدارس التخطيط لتحقيق التحسينات المطلوبة وفوق أولويات صحيحة وأساليب فاعلة ومركزة.
وأهابت الهيئة بجميع المدارس الاستفادة من الأداة كنقطة انطلاق لمسيرة تطوير تهدف الى الانتقال من تطبيق بديل عن التعليم المعتاد الى تطبيق تعلم عن بعد أكثر استدامة وقائم على أحدث المنهجيات والتقنيات، معلنة انه سيتم الإعلان عن نتائج التقييم لكافة المدارس، كما سيتم اطلاع المدارس على نتائج التقييم ومواطن الضعف والقوة، متيحة بذلك للمدارس طلب ايضاحات حول التقييم العام والجوانب التي تحتاج الى تطوير فيها.
ويشمل نطاق اداة التقييم وأهدافها 4 محاور رئيسية هي خبرات الطلبة والتعلم ومنهجيات التطبيق والحماية والرعاية وجودة الحياة، بهدف تقييم وتحسين خبرات تعلم الطلبة وجودة حياتهم اثناء تطبيق التعلم عن بعد استجابة للظروف السائدة.
وترتكز اداة تقييم التعلم عن بعد على 3 مجالات متضمنة 13 محوراً، هي تعلم الطلبة وجودة حياتهم اثناء التعلم عن بعد من خلال قياس الحضور والمشاركة وفرص التعلم وتكافؤ الفرص في الوصول الى الخدمات والانشطة وجودة الحياة والحماية، أما محور التدريس ومتابعة تعلم الطلبة فيتم من خلال التخطيط والتطبيق ومشاركة مخرجات التعلم المستهدفة وخدمات وأنشطة التعلم عن بعد ومتابعة التعلم وتقييمه، كما سيتم التقييم في محور قيادة تعلم الطلبة وادارته من خلال قياس مدى المرونة والاستجابة ومواجهة المواقف والحالات الطارئة والتواصل والتشارك وإدارة المصادر.
وتتمثل آلية العمل في تولي مقيمون تربويون إجراء وتنفيذ عدد من الأنشطة والإجراءات التقييمية بما في ذلك تحليل نتائج الاستبيانات ومراجعة المستندات ذات الصلة وجمع عينات ممثلة عن أعمال الطلبة ومراجعتها والتدقيق فيها وإجراء مقابلات مع قيادات مدرسية وحضور الجلسات المباشرة لحصص التعلم عن بعد التي يتم تقديمها للطلبة وتكون التقييمات على مستوى المحاور وفق سلم تقييم يتدرج من متطور ومتطور جزئياً أو غير متطور، حيث سيتم تطبيق سلم التقييم وفق اعتبارات محددة.
ودعت الهيئة في تعميمها إلى التزام المقيميين التربويين بجملة من الضوابط، أهمها أن تكون المحافظة على مصلحة المتعلمين في صميم إجراءات وخطوات الزيارات واحترام سرية المعلومات وخصوصيتها بما في ذلك حذف كل الروابط بعد انتهاء الزيارة حتى لا يتم عرض أية معلومات شخصية، إضافة إلى التزام الحيادية والموضوعية أثناء التقييم دون تحيز والتصرف بمهنية واحترافية والتزام أعلى مستويات اللياقة والاحترام مع مراعاة الظروف الراهنة التي نمر بها، مع تفعيل الكاميرا حيثما كان هذا ملائماَ أثناء عقد جلسات نقاش مباشرة على شبكة الإنترنت مع فرق القيادة المدرسية العليا والوسطى والالتزام بدور المراقب الصامت أثناء الحصص التعليمية المباشرة، كما دعت الهيئة إلى تحديد وتوثيق الممارسات الناجحة والمواطن التي تحتاج إلى تحسين والتوصل إلى توصيف منصف لجوانب التعلم عن بعد الذي تقدمه المدرسة.
كما عممت الهيئة استبيانات خاصة لكل من المعلمين وأولياء الأمور والطلبة والطالبات وذلك بهدف الوقوف على تقييمهم لعملية «التعليم عن بعد»، حيث ستتيح نتائج الاستبيانات، الوقوف على مكامن القوة والضعف في هذه العملية، ومقارنتها بنتائج المقيمين ورصد الآراء من مختلف عناصر العملية التعليمية للارتقاء بمختلف آليات «التعليم عن بعد» مستقبلاً.