نقطة حبر
في رحاب «الدكتوراه»
تشهد مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات نمواً متزايداً لأعداد الباحثين والباحثات، الذين يلتحقون ببرامج الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه بمختلف التخصصات العلمية.
ويترجم هذا النمو حالة الوعي المجتمعي تجاه الأفراد والمؤسسات، بشأن مواصلة مسيرة التعليم ورفع معدلات المعرفة الأكاديمية في مجال التخصص، ومن هنا فإن سعادتي كبيرة دائماً، وأنا أرى هذه الأعداد الهائلة من كواكب الخريجين والخريجات الذين نهلوا العلم والمعرفة وأضاؤوا دروباً جديدة، رسموا من خلالها معالم نهضة حضارية تواكب العصر وتلبي توجيهات القيادة الرشيدة.
خلال الأسبوع الماضي، تابعت بشرف وإعجاب مناقشة الشيخة موزة بنت مبارك آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة المباركة، لأطروحتها بعنوان: «السنن الاجتماعية في القرآن الكريم: دلالاتها القيمية وأبعادها الحضارية»، والتي نالت عليها درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة محمد الخامس-أبوظبي، وخلال المناقشة العلمية استعرضت الباحثة بأسلوب علمي منطقي مقدمة حول الموضوع وأهمية البحث وأسباب اختياره، مع تسليط الضوء على الدراسات السابقة، وعرضت الباحثة في تسلسل منطقي مراحل البحث والإجراءات العلمية التي اتبعتها في جمع المادة العلمية، وغيرها من الأسس العلمية والمنهجية التي بنت عليها الأطروحة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي أسعد فيها بمتابعة مناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراه، وإنما سعادتي مع مناقشة رسالة الدكتورة الشيخة موزة كانت مضاعفة، لأن الرسالة نوقشت عن بُعد، وعبر تقنيات الاتصال المرئي، وهي ترجمة جديدة لما نجحت فيه دولتنا من توظيف التقنيات الحديثة في مواجهة الظروف الاستثنائية، التي يشهدها العالم جراء انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.
وفي رحاب هذه المناقشة، وغيرها من المناقشات العلمية، نستخلص دلالات عدة، تعكس رقي مفهوم التفكير العلمي والمنطقي، وفي مقدمتها أدب الحوار والاستناد إلى المقدمات التي تقود إلى النتائج، وكذلك اليقظة الدائمة للباحث خلال المناقشة، والحرص على الإلمام الكامل بالبيانات التي تدعم وجهة نظره في ما ذهب إليه من استخلاص علمي أو استنباط لفكرة ما، هو حوار هادف وراقٍ، بكل ما تحمله الكلمة من مفاهيم ودلالات، فالجميع من الباحث والمشرفين والمناقشين عيونهم على العلم ورسالتهم هي استجلاء الحقيقة وبيان الربط العلمي للمحاور، والتي بنيت عليها فلسفة الرسالة وأهدافها.
وفي ختام جلسة مناقشة الدكتورة الشيخة موزة بنت مبارك آل نهيان، تمنيت أن تأخذ المؤسسات المعنية نتائج هذه الدراسة، وغيرها من الدراسات العلمية لمئات الباحثين من وطننا الغالي، وتطلع عليها، وتستفيد منها في دفع مسيرة التنمية الوطنية، كلٌّ في تخصصه ومجاله العملي، فما أجمل أن يرى الباحث بحثه يؤتي ثماراً طيبةً في مختلف مواقع العمل والإنتاج، بما يخدم الفرد والمجتمع، هنيئاً للدكتورة الشيخة موزة هذا الإنجاز، وهنيئاً لكل باحث أو باحثة يسعيان للمعرفة، ويسبران أغوار العلم، بحثاً عن أفق جديد نحو المستقبل.
أمين عام جائزة خليفة التربوية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news