باحثون يستخدمون الرمل والتمر لتنقية مياه الصرف

أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي عن نجاح فريق بحثي في تطوير مادة الغرافين الرملي القادر على امتصاص الملوثات من مياه الصرف الصناعية، بالاستعانة بمصدرين طبيعيين متوافرين بكثرة في الدولة، هما الرمل والتمر.

وتعتبر عملية إزالة الشوائب من مياه الصرف الصناعية بطريقة آمنة واقتصادية ركيزة أساسية للعديد من الدول في أنحاء العالم، خصوصاً أن معظم الطرق التقليدية المستخدمة في إزالة الملوثات من مياه الصرف الصحي تعاني بعض العيوب المتعلقة بكلفة الصنع والكفاءة وإمكانية التطبيق أو إعادة الاستخدام، وتعتبر طريقة تنقية المياه المبتكرة في جامعة خليفة متطورة نسبياً، ويمكن اعتمادها عالمياً، حيث تتميز بكونها ذات جدوى اقتصادية وفاعلية تكنولوجية متخصصة في التخلص من الملوثات البيئية.

وأوضح الباحثون أن عملية تصنيع الغرافين الرملي قد تكون مكلفة جداً، لذلك تم الاستفادة من عصارة التمر التي تُستخدم لاستخراج الكربون اللازم لإنتاج الغرافين.

ويعتبر الغرافين الرملي مادة صديقة للبيئة، قابلة للتطوير في مجال تنقية المياه، لما لها من قدرة على الامتصاص تفوق نظيراتها من المواد المصنوعة من الغرافين.

ويشمل الفريق البحثي الذي يشرف عليه أستاذ الهندسة الكيميائية الدكتور فوزي بنات، المهندس البحثي أنجالي إداثيل، والباحث المساعد الزائر شيهروز خان.

وتم توضيح الاستراتيجية المتبعة لإنتاج الغرافين الرملي المهجن بعصارة التمر في ورقة بحثية نُشرت في المجلة العلمية «سينتيفيك ريبورتس».

واعتمد الفريق البحثي في تحليل عصارة التمر على عملية «التحلل الحراري»، وهي عملية التحلل الكيميائي للمواد العضوية عند درجات حرارة مرتفعة في غياب الأكسجين، حيث يتضمن التحلل تغيراً كيميائياً في تركيب مادة الغرافين يصاحبه الالتصاق بالرمل دون الحاجة إلى عوامل كيميائية خارجية.

زيادة مصادر المياه

أشار أستاذ الهندسة الكيميائية بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا الدكتور فوزي بنات إلى أهمية إتاحة فرص التطبيق العملي لمادة الغرافين للقضاء على مشكلة نقص المياه الحالية، وقال: «يسهم الغرافين الرملي الذي قمنا بتطويره في زيادة مصادر المياه في الدولة والحد من كميات الطاقة المستهلكة في عمليات معالجة المياه العادمة، وكذلك في تحويل مياه الصرف الزيتية من مياه ملوثة إلى مياه يمكن استخدامها في العديد من التطبيقات كإعادة التدوير الصناعي، والزراعة».