مطالب بدعم أسعار الإنترنت لـ «التعليم الافتراضي»
حدد أولياء أمور طلبة تحديات تواجههم مع نظام «التعليم عن بُعد»، تشمل بطء سرعة الإنترنت وارتفاع كلفته، ومتابعة العملية التعليمية للأبناء، وتأثير الحواسيب الآلية في عيونهم.
وأضافوا أن تعدد الأجهزة التي تستخدم الإنترنت داخل المنزل يشكل ضغطاً على الخدمة، لافتين إلى ضرورة تخصيص باقات للتعليم بأسعار لا تشكل ضغطاً مالياً عليهم.
ودعت عضو المجلس الوطني الاتحادي، شذى سعيد علاي النقبي، إلى تنفيذ إجراءات داعمة للتعليم الافتراضي، أبرزها دعم أسعار باقات الإنترنت للتعليم. وقالت إن «اتخاذ خطوة من هذا النوع سينعكس إيجاباً على العملية التعليمية بالكامل».
وشدد أخصائي العيون، الدكتور محمد البرم، على ضرورة توافر مسافة مناسبة بين عين الطالب وجهاز الحاسوب، تراوح بين 35 و50 سنتيمتراً.
وتفصيلاً، قالت آية عماد (والدة طفلين): «اضطررنا لاختيار نظام التعليم عن بعد لطفلينا بدافع الخوف عليهما من الإصابة بعدوى فيروس (كورونا)، في ظل عدم توافر لقاح للوقاية منه»، مضيفة أن «كلفة التعليم الافتراضي ترتفع بشكل مبالغ فيه عند مقارنته بالتعليم الواقعي، لأنه يحتاج إلى توفير جهاز كمبيوتر لكل طالب، ومتابعة الأطفال أثناء دراستهم، ما يؤثر على انتظام الوالدين في عملهما». ودعت الجهات المختصة إلى تخصيص قنوات إنترنت للطلبة بأسعار مقبولة.
وذكرت هدى إبراهيم (والدة ثلاثة طلبة)، أنها حولت بيتها إلى مدرسة مصغرة، حيث قسّمت غرف النوم إلى صفوف مستقلة، واشترت لكل طالب جهاز كمبيوتر، ما زاد من التكاليف المالية التي تتحملها الأسر، إلى جانب الرسوم المدرسية السنوية التي لم تتهاون المدارس الخاصة في تقاضيها كاملة، مشيرة إلى أن «كل أم أصبحت طالبة مع أبنائها أثناء حصة التعليم الافتراضي، ومعلمة بعد انتهاء اليوم الدراسي».
وأكدت ميرا عثمان (والدة طالبة)، أن المستوى التعليمي لابنتها التي تدرس في الصف الرابع تدنى مقارنة بالأعوام السابقة، لعدم متابعتها بشكل جيد أثناء التعليم عن بعد.
وشرحت أنها وزوجها موظفان، ويبدأ عملهما في السابعة صباحاً، ما يجعل متابعة ابنتهما أثناء الدراسة أمراً صعباً.
وطالبت الجهات المعنية ببدء اليوم الدراسي في الثانية ظهراً، «لأن هذه الفترة تناسب الأسر التي يعمل فيها الوالدان، ولا تتوافر لها الإمكانات لمتابعة الأبناء دراسياً».
وأشار حسين جمال (والد طالبة) إلى أن التعليم الافتراضي يتعرض لانقطاع خدمة الإنترنت بين حين وآخر، أو لحدوث أعطال فنية، ما يتسبب في فقدان الاتصال بين الطلبة والمعلم، داعياً إلى تقوية خطوط الإنترنت.
من جانبها، قالت عضو المجلس الوطني الاتحادي، شذى سعيد علاي النقبي، إن إتاحة الفرصة أمام ذوي الطلبة لاختيار النموذج التعليمي المناسب لكل طالب خطوة إيجابية وفعالة بشكل كبير، لتوفير عملية تعليمية مرنة حسب ظروف الأسر في ظل جائحة كورونا التي يعانيها العالم كله منذ أشهر.
وأضافت أن «كثيراً من الأسر اختارت التعليم الافتراضي، حرصاً منها على سلامة أبنائها، لكنها تواجه تحديات عدة أثناء تطبيق هذا النوع من التعليم، ومن ثم لابد من اتخاذ إجراءات تسهل عملية التدريس الافتراضي على الطالب وولي أمره، أبرزها مراعاة الأم العاملة من جهة عملها من خلال السماح لها بالدوام المرن في الجهات الحكومية والخاصة، وتخفيف الضغوط عن الأسر التي لديها أكثر من طفلين، إضافة إلى توفير شركات الاتصالات شبكات معلوماتية للوصول إلى المناطق البعيدة بكفاءة وجودة عالية، سواء أثناء الحصص الدراسية أو الامتحانات». وأضافت أنه ينبغي تقديم باقات دعم وأسعار مناسبة للإنترنت الخاص بذوي الطلبة، والتركيز على المواد الأساسية للدراسة، لاختصار وقت اليوم الدراسي حتى لا يتشتت ذهن الطالب، ولا يضطر إلى الجلوس أمام الكمبيوتر فترات طويلة.
من جهته، أفاد أخصائي أمراض العيون وجراحتها في مستشفى الإمارات التخصصي، الدكتور محمد البرم، بأن عيون الطلاب معرضة لمشكلات صحية بسبب الاستخدام الزائد للأجهزة اللوحية، خصوصاً خلال مرحلة التعليم عن بعد التي تطبقها كثير من المدارس خلال هذه الفترة، مشيراً إلى ما يعرف بـ«متلازمة الرؤية الحاسوبية»، وهي مجموعة من الأعراض يشكو منها المرضى نتيجة الاستخدام المطول للأجهزة اللوحية، خصوصاً إذا زادت المدة على ساعتين متواصلتين.
ولفت إلى أن الأعراض تتمثل في الصداع، والألم حول العينين، والإحساس بثقل العين، والتخريش، وانخفاض حدة النظر بشكل عابر، إضافة إلى ألم في مرافق العنق والكتفين.
وقال إن وجود مشاكل بصرية غير مصححة، كوجود نقص أو طول، أو انحراف بالنظر، قد يفاقم المشكلة.
وذكر البرم أن من أهم العوامل التي تزيد الأعراض، الاستخدام المطول للأجهزة اللوحية، والوضعية غير المناسبة للرأس والجسم أثناء العمل على هذه الأجهزة، إضافة إلى مسافة العمل، وهي المسافة بين عيني المريض وشاشة الجهاز.
ولفت إلى أن العلاج يبدأ بزيارة الطبيب المختص في حال ظهرت أعراض مرضية على العين، ثم العمل على وضع مسافة مناسبة ومريحة بين العين والجهاز، تراوح بين 35 و50 سنتيميترا، وإعطاء العين فترة للراحة كل ساعتين، لمدة 20 ثانية على الأقل بالنظر إلى جسم يبعد عشرين قدما كل 20 دقيقة أثناء فترة الدوام المدرسي أو العمل.
وتابع: «من الأهمية أيضاً الكشف عن حالات جفاف العين المرافقة. وهي شائعة، نتيجة الاستخدام المطول للأجهزة اللوحية، سواء للعمل أو الدراسة، واستخدام قطرات مرطبة مناسبة لكل مريض».
فقدان التركيز
قال أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور حبيب البيطار، إن اعتياد الأذن درجة صوت ونمطاً معيناً منه لفترة طويلة، يفقد الطالب تركيزه، ويقضي على عنصر التفاعل بينه وبين المعلم.
وشدد على ضرورة إراحة الأذن من السماعات بين وقت وآخر، ناصحاً المعلمين بمراعاة هذه المسألة أثناء الحصة، ودعوة الطلبة إلى نزع السماعة فترة لا تقل عن 10 ثوانٍ قبل استئناف الشرح.
- «أمهات يتحولن طالبات أثناء الحصص الافتراضية ومعلمات بعدها».
- «أسر تعاني بطء الإنترنت وانقطاعه أحياناً لضعف الباقات».
- أسر حوّلت غرف النوم لصفوف دراسية، واشترت كمبيوتراً لكل طالب.