تحذيرات من خطورتها على الطلاب صحياً وتعليمياً
آباء يُطلقون سوقاً للكتب الدراسية «المستعملة» على «التواصل»
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي عروضاً مستمرة لبيع الكتب المدرسية المستعملة للمراحل الدراسية كافة، ينشرها آباء طلبة وأعضاء في «قروبات» متخصصة في بيع «المستعمل».
وأكد مشترون أن أوضاعهم الاقتصادية جراء جائحة «كورونا» هي ما دفعهم للبحث عن بدائل لتقليص النفقات، مشيرين إلى أن أسعار الكتب المدرسية الجديدة تمثل عبئاً مالياً عليهم.
وحددت إداريتان في مدارس خاصة ثلاثة أسباب قالتا إنها تجعل الكتب المستعملة «خارج الخدمة»: الأول أنها قد تكون مصدراً لنقل عدوى «كورونا»، والثاني أن محتوياتها تخضع للتحديث سنوياً، والثالث أنها تحتوي على إجابات للأسئلة التدريبية في نهاية كل موضوع، خطها الطلاب الذين استعملوها سابقاً.
وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» إعلانات لبيع الكتب المدرسية المستعملة على منصات التواصل الاجتماعي، تؤكد توافر مناهج مختلفة.
ويمثل بيع الكتب بعد مرور العام الدراسي وسيلة لاستعادة جزء من المبلغ الذي دفعه ذوو الطالب لقاء الحصول عليها، كما أنه يتيح لذوي الطالب الآخر الحصول على الكتب بسعر متدنٍّ مقارنة بالسعر الذي تباع به النسخ الجديدة منها.
ورصدت الصحيفة رسوماً لكتب مناهج مختلفة، منها «الوزاري» و«الأميركي» و«البريطاني»، تراوح في مدارس خاصة بدبي والإمارات الشمالية بين 900 درهم و2000 درهم، إضافة إلى رسوم الدفاتر، التي تصل إلى 650 درهماً، إضافة إلى 1800 درهم قيمة جهاز حاسوب يحمل شعار ونظام المدرسة، ما يشكل إرهاقاً مالياً إضافياً في ظل ما تعانية كثير من الأسر من تبعات جائحة «كورونا».
وأكدت أمهات طلبة أنهن توقفن عن دفع رسوم الكتب والزيّ المدرسي والحافلات، التي تشكل مبالغ كبيرة مقارنة بإمكانات أسرهن، وبحثن عن بدائل، منها الكتب المستعملة واستخدام زي العام الدراسي الماضي، وعدم الاشتراك في النقل المدرسي، لتقليص النفقات.
وأكد ذوو طلبة لـ«الإمارات اليوم» أن المدارس تغالي في رسوم الكتب المدرسية، لذلك يبحثون عن الكتب المستعملة حتى لا يتكبدوا أعباء مالية إضافية ترهق ميزانيتهم في ظل تراجع الدخل المالي لهم.
وقالت علياء النادي (والدة طالب): «كنت أشتري الكتب من المدرسة رغم ارتفاع سعرها، ولكن تخفيض راتب زوجي بسبب (كورونا) دفعنا للبحث عن مصدر آخر للحصول على الكتب بأقل الأسعار، وقد وجدنا ضالتنا في الإعلانات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي لبيع الكتب المستعملة».
وحول احتمالية أن تكون بعض الموضوعات الدراسية في الكتب المستعملة مختلفة عن الكتب الجديدة، أكدت أنها تحرص على شراء طبعة الكتاب التي تستخدم في المدرسة.
وذكرت هبة صالح أن لديها ثلاث بنات، وكانت تشتري الكتب من المدرسة على الرغم من ارتفاع سعرها، إلا أنها فوجئت أخيراً بأن الكتب القديمة الموجودة لديها تحتل مساحة واسعة من غرفة بناتها، الأمر الذي حملها على الاشتراك في «قروب» على «فيس بوك» متخصص في بيع الكتب المستعملة.
من جانبها، قالت نائب مدير مدرسة ابن خلدون الخاصة، فاتن سعيد، إن شراء الكتب والزي من المدرسة ليس إلزامياً، خصوصاً في ظل جائحة «كوفيد-19».
لكنها حذرت من أن شراء الكتب المستعملة يحمل كثيراً من المخاطر والإشكالات، منها احتمال أن تكون ناقلاً للفيروس بسبب انتقالها من شخص إلى آخر من دون تعقيم، كما أنها خاضعة للتحديث، وقد تختلف بعض موضوعاتها من عام إلى آخر. ومن المشكلات الأخرى أنها تتضمن إجابات للأسئلة التدريبية عن كل درس، ما يحرم الطالب المشتري التدريب على أسئلة الدروس.
وأضافت أن المعلم لا يستطيع متابعة كتب الطالب في حال كان يتلقى تعليمه من خلال نموذج «التعليم الافتراضي»، ومن ثم فإن الاختلافات بين الكتب الجديدة والمستعملة لا يمكن توضيحها في الغالب، مشيرة إلى أن كثيراً من أولياء أمور الطلبة أخطروا إدارات مدارسهم بأنهم لن يشتروا الكتب من المدرسة، لأنهم يستطيعون الحصول عليها بطريقة أخرى.
من جانبها، قالت إدارية في إحدى المدارس الخاصة، فضّلت عدم ذكر اسمها، إن غالبية الإدارات المدرسية لا تمانع في استخدام الكتب المستعملة في ظل ظروف جائحة كورونا، خصوصاً إذا لم يطرأ عليها تغيير.
إلا أنها شددت على ضرورة تعقيم الكتب قبل استخدامها، لافتة إلى أن شراء الكتب من المدرسة يضمن سلامة الطالب وذويه من احتمالية إصابتهم بعدوى «كورونا»، وضمان ألا تحتوي الكتب على موضوعات أو رسوم غير مناسبة.
إعلانات
كتب معلن: «عندي كتب صف عاشر عام للفصلين الثاني والثالث كاملين، مستعملة وذات جودة عالية بسعر مناسب». وكتب آخر: «عندي الكتب البريطانية، وكتب صف رابع منهاج أميركي بأسعار مناسبة»، وأرفق بالإعلان اسمي المدرستين اللتين تدرسان هذه الكتب.
كما أعلن أحد القروبات على «فيس بوك» عن توافر كتب صفوف دراسية كاملة، ونظيفة، للفصول الدراسية الثلاثة، بسعر مناسب.
ونشرت قروبات أخرى إعلانات لبيع كتب دراسية مستعملة مع خدمة التوصيل حتى باب المنزل.
وطلبت والدة طالبين في الصفين الثالث والخامس من المعلنين أن يزودوها بكتب المنهاج الوزاري لهذين الصفين إذا توافرت لديهم، وطلبت أخرى كتب المنهاج الوزاري للفيزياء والكيمياء للصف الحادي عشر، وكتب العلوم للصف الثالث.
«ذوو طلبة يبيعون كتب الدراسة لاسترداد جزء من ثمنها، وآخرون يشترونها لتقليص النفقات».
شراء الكتب من المدرسة يضمن سلامة الطالب وذويه من احتمالية الإصابة بعدوى «كورونا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news