"المدرسة الرقمية" تبدأ مرحلتها التجريبية الأولى في المخيم الإماراتي الأردني للاجئين
أعلنت "المدرسة الرقمية"، أول مدرسة رقمية عربية متكاملة، بدأ المرحلة التجريبية الأولى في المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين في منطقة مريجيب الفهود بالمملكة الأردنية الهاشمية لاختبار منظومة التعلم الرقمي التي تعتمدها والمحتوى الذي توفره تمهيداً لاستقبال الدفعة الأولى من طلابها رقمياً في سبتمبر 2021.
ويشارك في التجربة، التي تنظمها المدرسة الرقمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الأردنية وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الأردن وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، طلاب من المرحلة الابتدائية في المخيم لاختبار المحتوى التعليمي والنظام التشغيلي الذي تعتمده المدرسة الرقمية، وتقييم مدى تفاعل الطلبة مع نظام التعلّم الذاتي المسرّع الذي سيساعدهم على تعويض ما فاتهم معرفياً واللحاق بأقرانهم دراسياً وتطوير مهارات تعلّم جديدة.
وتمثل المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية، أول تطبيق عملي لتقديم تعليم عالي الجودة عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة للطلاب في الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظاً واللاجئين في المجتمعات العربية والعالم وذلك لدعم وتمكين الأجيال الصاعدة بالمعرفة والفرص التي تمكّنهم من تطوير قدراتهم ومهاراتهم، والمساهمة إيجاباً في بناء مجتمعاتهم.
تجربة متخصصة
وتقدم المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية التي يشرف عليها فريق تعليمي متخصص بإشراف أحد أعضاء المجلس الاستشاري للتحالف العالمي لمستقبل التعلّم الرقمي البروفيسور جان بلاس من جامعة نيويورك، تجربة تعلم ذاتي متخصصة لكل طالب يتم الاعتماد فيها على نسبة استيعاب الطالب للمفاهيم العلمية أو اللغوية وغيرها، وحجم إنجازه للمتطلبات اليومية، مع المراجعة المنتظمة للنتائج.
وحضر جانباً من إطلاق المرحلة التجريبية القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة الأردنية الهاشمية خالد علي النعيمي، وأمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية في الأردن عطوفة الدكتور نواف العجارمة، ورئيس الوحدة الإشرافية على مدارس الأزرق والزعتري الدكتور نواف الخوالده، والمستشار الإعلامي بوزارة التربية والتعليم الأردنية زيد أبوزيد، والمدير الأمني لمخيم مريجيب الفهود عطوفة مؤيد الكفاوين، ومدير المخيم الإماراتي الأردني وقائد فريق الإغاثة الإماراتي أحمد مانع الشامسي، ومساعد مدير المخيم الإماراتي الأردني علي سيف الكعبي، وعدد من المسؤولين الذين زاروا مكتبة المخيم "مكتبة القلب الكبير" حيث تقام التجربة.
وتختبر هذه المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية مواد العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية لتليها لاحقاً بقية المواد وصولاً إلى انتهاء كافة التجارب والاختبارات بالتزامن مع موعد بداية العام الدراسي الجديد في سبتمبر 2021، وسيتم تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد للمحافظة على صحة الطلبة والوقاية من فيروس كوفيد-19.
مراحل
وتشتمل المرحلة التجريبية على عدة خطوات، تبدأ أولاً بمرحلة تجهيز قاعات التعلم في المخيم، بالتجهيزات الإلكترونية التي يحتاجها الطلبة من أجهزة كمبيوتر أو أجهزة لوحية إضافة إلى توفير خدمة الاتصال بالإنترنت.
يلي ذلك مرحلة تدريب المشرفين، على أفضل السبل لاستخدام نظام المدرسة الرقمية وتعريف الطلبة به والتفاعل معهم والاستعداد للإجابة على تساؤلاتهم واستفساراتهم حول آلية عمله.
يتم بعدها تعريف الطلبة المشاركين في التجربة على آلية عمل نظام التعليم المسرّع الذي يساعد المتأخرين دراسياً منهم على جسر الهوة وسد الفجوة واللحاق سريعاً بالمستوى التعليمي لأقرانهم عن طريق برنامج تعليم مبني على أحدث التقنيات التي تعتمد على علوم التعلم وتحليل البيانات وتحفيز ذاكرة المتلقي.
ومن ثم تأتي مرحلة تحليل بيانات تحصيل الطلبة وقياس مستويات تفاعلهم مع النظام وتقييم نتائجه والمخرجات التعليمية التي تحققت، ليتم بعدها تحديد مكامن التطوير في النظام والتجربة التعليمية وكذلك تجريب النظام على تعلم مواد أخرى مثل اللغة العربية.
جميع المواد
وتتواصل الفترة التجريبية لنظام المدرسة الرقمية حتى أغسطس 2021 لاختبار جميع المواد التعليمية ضماناً لكفاءة النظام وجودة تجربة المستخدم والمواد التعليمية التي توفرها المدرسة رقمياً، ليتم بعدها تقييم النتائج وتضمين التوصيات التي يقدمها الفريق المشرف على العملية ضمن أنظمة ومحتوى المدرسة الرقمية.
تعاون من أجل التعليم
وأكد وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية عمر سلطان العلماء، أن توفير حلول تعليمية مبتكرة تستفيد من تقنيات تحليل البيانات وتوفر برامج تعلم مخصصة لكل مستوى من الطلبة في كافة الظروف يمكّن فئات جديدة ويشكل تطبيقاً عملياً لهدف توفير خيارات التعلّم للجميع، لذلك هناك اهتمام إقليمي وعالمي بتوحيد الجهود بين المؤسسات الحكومية والمبادرات التعليمية والمنظمات الدولية لتوفير تعليم نوعي متقدم يتغلب على التحديات اللوجستية ويوسع قائمة الخيارات المتاحة أمام الطلبة خاصةً في المجتمعات الأقل حظاً."
وأضاف أن التعلم الرقمي هو المستقبل خاصة مع التغير المتسارع في أنماط التعلم والعمل، وتحديداً بعد تداعيات جائحة كوفيد-19 عالمياً، مؤكداً أهمية البيانات والاختبارات والتغذية الراجعة في رفد المجتمع التعليمي على مستوى المنطقة بمعطيات ملموسة حول كيفية تفاعل الطلبة مع مواد التعلم التي توظف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لتقييم المخرجات التعليمية التي يحصدها المشاركون في المدرسة تمهيداً لمنحهم فرصاً أفضل للتعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة.
وأكد على أهمية التعاون مع خبراء ومختصين من أفضل الجامعات والمؤسسات العالمية لتصميم وتطوير وتنفيذ مبادرات تتبنى أفضل الطرق في مجال التعليم الرقمي والذاتي والمستمر يضع في متناول الطلبة، خاصة في المجتمعات الأشد حاجة للدعم، وسائل تعلم جديدة تساعدهم على تطوير الذات والتقدم في الحياة.
التعليم لتحقيق التنمية
من جهته، أكد القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة الأردنية الهاشمية خالد النعيمي، أن التعليم هو الأداة الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة لافتاً إلى أنه وفي ظل التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع وإضافة الى ما فرضته جائحة كورونا من تداعيات انعكست على القطاع التعليمي أصبح من الضروري الاهتمام بالتعليم عن بُعد وما يرتبط به من أدوات.
وشكر النعيمي الحكومة الأردنية بمختلف مؤسساتها ووزارة التربية والتعليم فيها على ما قدمته من تسهيلات ودعم لإنجاح مبادرة المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية مشيداً أيضاً بتعاون إدارة المخيم الإماراتي الأردني لإنجاح التجربة.
خيار استراتيجي
وقال أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية في الأردن الدكتور نواف العجارمة إن التعاون العربي والدولي المشترك لتصميم مستقبل التعليم والارتقاء بوسائله هو خيار استراتيجي تدعمه كافة الجهات التعليمية والتربوية في الأردن من أجل الوصول بالتعليم النوعي إلى أكبر شريحة ممكنة من خلال تطبيقات التكنولوجيا والحلول الرقمية المتاحة.
وأكد الدكتور العجارمة على جاهزية الأردن لمشاركة خبراته في مجال التعليم مع المبادرات العالمية من مستوى مبادرة المدرسة الرقمية الهادفة إلى تمكين المتعلمين خاصة الأقل حظاً منهم، لافتاً إلى ضرورة تنسيق الجهود من أجل تعزيز فرص التعلم الذاتي والمستمر وإتاحتها لشرائح أوسع لأن التعليم قيمة اجتماعية ورافعة اقتصادية تغيّر حياة الأفراد والمجتمعات نحو الأفضل.
ونوّه الدكتور العجارمة بمستوى التحضير والاستعدادات اللوجستية النوعية التي خصصتها المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية التابعة لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية من أجل اختبار نظام المدرسة الرقمية ومحتواه المعرفي تمهيداً للوصول إلى أكثر من مليون طالب حول العالم في السنوات الخمس المقبلة.
التعليم أولوية
وفي كلمة ألقاها مساعد مدير المخيم الإماراتي الأردني علي سيف الكعبي، بالنيابة عن مدير المخيم الإماراتي الأردني، قائد فريق الإغاثة الإماراتي، سعادة أحمد مانع الشامسي: "للتعليم أولوية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة كما هو في المملكة الأردنية الهاشمية، لذلك لم تغفل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عن الجانب التعليمي للاجئين حيث نقدم نحن كإدارة مخيم كافة التسهيلات والدعم لأبنائنا الطلبة".
كما أشار في كلمته إلى الجهود والخدمات الإغاثية والإنسانية التي يقوم بها متطوعو الهلال الأحمر الإماراتي منذ افتتاح المخيم في 2013.
تقييم شامل
بدوره قال المنسق العام لمشروع المدرسة الرقمية في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الدكتور وليد آل علي، إن المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية تهدف لتقييم تجربة الطلاب ومستويات تفاعلهم مع الأنظمة ومحتوى العملية التعليمية ليتم تطويرها تباعاً عبر كافة مراحل التجربة التي تم تصميمها بالتعاون مع نخبة من الخبراء التعليميين والتربويين وتحت إشراف استشاريين من جامعات عالمية، وذلك في إطار اتفاقيات التفاهم والتعاون والشراكات الاستراتيجية بين المدرسة الرقمية ومنظمات دولية ومؤسسات أكاديمية متقدمة في مجال تطوير آليات التعليم والتعلم.
ولفت الدكتور آل علي إلى أن المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية تشتمل على إجراء اختبارات تقييم يومية للمشاركين يشارك الطلبة في نهايتها في مجموعة من الألعاب التعليمية والتي تهدف إلى سبر معلوماتهم التي اكتسبوها وتنمية وتحفيز المهارات الإدراكية والسلوكية للطلاب.
وأوضح الدكتور آل علي أن التعاون مع الجهات التربوية الأردنية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تمتلك الخبرات اللوجستية والتواجد على الأرض يسهم في تعزيز قنوات التواصل مع الطلبة والتفاعل المباشر مع ذويهم من سكان المجتمعات المحلية ويدعم تحقيق أهداف المدرسة الرقمية بالوصول إلى جميع الطلاب وتوفير التعليم والتمكين المعرفي في متناولهم في أي وقت ومن أي مكان باستخدام الحلول الرقمية المرنة. وأكد آل علي بأن المرحلة التجريبية ستمتد إلى الطلاب في سوريا، ولبنان، والعراق لاحقاً خلال السنة الحالية وستشمل مراحل تعليمية مختلفة وكذلك تجربة مكونات أخرى من أنظمة المدرسة الرقمية.
تقييم
وتستمر المرحلة التجريبية لمدة 60 ساعة من التعلم بمشاركة 60 طالباً من الصفين الخامس والسادس الابتدائي ينقسمون إلى مجموعتين ويختبرون النظام ومحتواه بواقع ساعتين يومياً لكل مجموعة تحت إشراف 4 مشرفين. وتلي هذه المرحلة من التجربة، مرحلة ثانية تشمل التقييم بهدف إضافة المزيد من المواد التعليمية والسلوكية للطلاب.
مدرسة رقمية عربية
وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة "المدرسة الرقمية" في 11 نوفمبر 2020، كأول مدرسة رقمية عربية متكاملة، توفر التعليم عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة للطلاب من شتى الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والمستويات التعليمية، ومن أي مكان في العالم، مستهدفة بالدرجة الأولى الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظا واللاجئين في المجتمعات العربية والعالم. وستقدم المدرسة الرقمية، التي تستهدف أكثر من مليون طالب في السنوات الخمس الأولى، منهاجا تعليميا عصريا، يستند إلى أحدث تقنيات الابتكار والذكاء الاصطناعي، بما يعزز من قدرات الطلاب على التعلم الذاتي واكتساب المعارف والمهارات في مختلف المجالات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news