غياب شبه جماعي للطلبة في الأسبوع الأخير
أكد إداريون ومعلمون بمدارس حكومية وخاصة في الشارقة والفجيرة، استمرار ظاهرة غياب الطلبة خلال الأسبوع الأخير من كل فصل دراسي، مشيرين إلى أن نظام التعليم «عن بُعد» لم يغيّر هذه العادة السلبية، عازين السبب إلى قلة الإحساس بالمسؤولية لدى الطلبة وتأييد ذوي طلبة لقرارات أبنائهم دون إلزامهم أو السيطرة عليهم.
وطالبوا بوضع إجراءات صارمة تلزم الطلبة بالحضور لحل مشكلة الغياب الجماعي من جذورها، مشيرين إلى أن الطالب أصبح يقرّر الغياب نهاية كل فصل دراسي لعدم وجود محاسبة حقيقية تجاهه.
فيما أكد ذوو الطلبة أن سبب غياب أبنائهم يرجع لانتهاء المناهج الدراسية وتركيز المعلمين على النشاطات والمراجعات، مشيرين إلى أن الحصص عادةً لا تتسم بالصفة الجدية التي تكون عليها فترة الفصل الدراسي.
وتفصيلاً، أفادت إدارات مدارس خاصة في الشارقة، بأنها وضعت برامج دراسية عدة ممنهجة لمنع غياب الطلبة عن حضور الحصص التي تقدمها عن بُعد في الفترة الحالية والتي تتضمن مراجعة وإكمال المنهاج الدراسي، وذلك من خلال توجيه المعلمين بإنهاء المنهاج الدراسي مع آخر يوم دوام مدرسي، وإعطاء مراجعات لدروس مهمة قد تأتي من ضمنها أسئلة في الامتحانات.
وأشارت إلى أنها تواصلت مع الآباء والأمهات بطرق وقنوات متنوّعة منها إرسال رسائل تبلغهم بأهمية حضور أبنائهم الحصص في الصباح حتى يتمكنوا من الحصول على علامات جيدة، وتجنب الغياب حتى لا يتعرضوا لنقص الدرجات العلمية والتحصيلية وتطبيق لائحة السلوك المدرسي، التي عممتها هيئة الشارقة للتعليم الخاص.
وحملت إدارات المدارس ذوي الطلبة مسؤولية تغيب أولادهم عن حضور الحصص عن بُعد قبيل بدء الإجازة بين الفصلين الثاني والثالث، مؤكدة تعاطي بعضهم بإهمال تجاه مصلحة أبنائهم ومستقبلهم، مشيرة إلى أنها تتواصل مع ذوي الطلاب المتغيبين في كل صباح لتوضيح أهمية إلزام أبنائهم بالحضور وعدم التغيب عن الحصص عن بُعد، مع تقديم شرح واضح ومفصل لكل ما قد يترتب على غياب أبنائهم من آثار سلبية على مستقبلهم والإجراءات العقابية التي ستتخذها بحق المتغيبين دون عذر، والتي تتمثل في عدم شرح ما فاتهم من دروس خلال فترة غيابهم، وعدم قبول اعتراضهم على أسئلة الامتحان كونها قد تكون من ضمن المراجعات للمنهاج الدراسي التي لم يحضرها الطالب.
بدورهم أكد إداريون ومعلمون بمدارس خاصة في الشارقة، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أن مدارسهم خاطبت ذوي طلبة وحثتهم على أهمية حضور أبنائهم الحصص بعد رصدها لغياب الطلبة بنسبة تجاوزت 60%، وعدم التزامهم بحضور الحصص عن بُعد، ما جعل المدرسة تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة وتطبق لائحة السلوك الطلابي بشأن الطلبة المتغيبين من دون عذر، واحتساب حسم من درجات السلوك، لافتين إلى أن نسبة التزام الطلبة في الأسبوع الجاري لم تتجاوز 40%.
فيما أكد مدير مدرسة الغد، محمد الجبوري، أنهم وضعوا خططاً ممنهجة من شأنها إلزام الطلبة بحضور الحصص وعدم الغياب في الأسبوع الأخير من الفصل الدراسي عبر عقد الامتحانات بعد الظهر وتخصيص الحصص بالصباح لمراجعة المناهج الدراسية، وبعث رسائل تحذيرية لذوي الطلبة بأهمية حضور أبنائهم للحصص الدراسية.
وذكرت مديرة مدرسة حكومية في الفجيرة، فضلت عدم ذكر اسمها، أن نسبة غياب الطالبات في مدرستها كبيرة خلال الأسبوع الأخير من كل فصل دراسي، مشيرةً إلى أن نظام التعليم عن بُعد لم يحدث فارقاً كبيراً في نسبة الغياب المتكررة من الطلبة، ما يؤكد تساهل أولياء الأمور مع أبنائهم، على الرغم من حضورهم الحصص في المنازل وعدم حاجتهم لبذل جهد مثل السابق.
وأشارت إلى أنه على الرغم من تحفيز الطالبات خلال الفصل الفائت قبل فترة نهاية الفصل الدراسي الأول، إلا أن مشكلة الغياب استمرت.
وأيدها في الرأي إداري في مدرسة خاصة بالفجيرة، محمد عمر، قائلاً إن نسب الغياب خلال آخر أسبوع من العام الدراسي الفائت تتفاوت من مرحلة إلى أخرى، إذ شهدت فصول «التعليم عن بُعد» للمراحل الدراسية التي تبدأ من الصف السابع حتى الـ12 غياب 5%، بينما وصلت في المراحل الأخرى من 15 إلى 30%.
فيما ذكرت معلمة في مدرسة حكومية في الفجيرة، عائشة محمد عبدالله، أن عدم وجود رادع للطلبة وراء استمرار الغياب الجماعي في نهاية كل فصل دراسي، على الرغم من تسهيل العملية التعليمية التي أصبحت من المنزل.
وأشارت إلى عدم جدية بعض ذوي الطلبة في ردع أبنائهم من هذا السلوك الذي اعتادوه خلال الأعوام السابقة، مشيرة إلى أنها تضطر إلى إعطاء الدروس بسبب قناعتها الراسخة بأنها لن تحرم الطلبة المجتهدين من دروسهم بسبب غياب آخرين.
في المقابل، أكدت والدة طالبة في المرحلة الابتدائية، المواطنة مريم سعيد خميس، أن تغيب بعض الطلبة يعود لانتهاء المناهج الدراسية وتركيز المعلمين على النشاطات والمراجعات، لافتة إلى عدم وجود حلول جدية وفعلية من قبل إدارات المدارس لالزام الطالب على الحضور.
وقال والد طالب، إن تحفيز المعلمين للطلبة على الحضور له دور كبير، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة من الفصول الدراسية التي تتسم بالرتابة وتكرار النشاطات.
وأيدته الرأي والدة طالبة في الصف التاسع، المواطنة، نورة علي سليمان، قائلة إن إدارات المدارس والمعلمين يضعون اللوم الأساسي في غياب الطلبة خلال الأيام الأخيرة من نهاية الفصول الدراسية على الأهالي، دون الالتفات إلى الأسباب الحقيقية ومن ضمنها انتهاء المناهج الدراسية، وعدم تخصيص طرق وأساليب حديثة تشجع الطالب على الحضور.
وأضافت أن الآباء يسهمون بشكل فعلي في إنجاح عملية التعليم عن بُعد، إلا أن وجود وقت فراغ كبير في الحصص الدراسية عن بُعد، خلال تلك الفترة يجعلهم يفضلون غياب أولادهم.
التزام الطلبة
أفاد مدير مدرسة خاصة، فضل عدم ذكر اسمه، بأن نسبة الغياب كبيرة بين الطلبة في جميع المراحل الدراسية في الفترة الحالية التي تعد فترة امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، على الرغم من متابعة الطلبة كل صباح من قبل فريق مختص، مشيراً إلى أنه تم توجيه المعلمين ممن أنهوا المنهاج الدراسي بالبدء في إعطاء دروس من الفصل الثالث كونه سيتزامن مع بداية شهر رمضان.
وشدّد على أهمية التزام الطلبة بحضور الحصص عن بُعد لما له من دور كبير في تحصيل العلامات، خصوصاً أنه يتم مراجعة المنهاج كاملاً والرد على ملاحظات الطلبة واستفساراتهم للدروس التي لم يفهموها بشكل جيد، محذراً من الغياب المتكرر الذي من شأنه أن يؤثر في عملية «التعليم والتعلم»، وتحصيل درجات السلوك المدرسي والعلمي.
- مدارس بعثت رسائل تحذيرية لذوي الطلبة بأهمية حضور أبنائهم للحصص الدراسية.