إداريون: 4 أسباب لاستمرار وجود مقاعد شاغرة
مدارس خاصة في أبوظبي تستقطب الطلبة بخصومات تصل 30%
«التسجيل مفتوح الآن من مرحلة الروضة وحتى الصف الـ12، سجّلوا أبناءكم الآن للحصول على خصومات تصل إلى 30% من الرسوم للعام الدراسي 2021-2022، إضافة إلى خصومات على رسوم المواصلات»، إعلان يتكرر يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي، والمجموعات التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الرسائل النصية والبريد الإلكتروني مع اختلاف اسم المدرسة فقط، فيما حدد معلمون وإداريون أربعة أسباب رئيسة لاستمرار وجود مقاعد شاغرة في المدارس الخاصة بأبوظبي.
وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» إعلانات ممولة لمدارس خاصة في أبوظبي، على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»، تفيد بتوافر مقاعد شاغرة واستمرار تسجيل الطلبة في الصفوف المختلفة، وتضمنت الإعلانات خصومات عند التسجيل وخصومات إضافية للأخوة، وخصومات للمتفوقين، إضافة إلى خصومات مميزة للطلبة المنتقلين من مدارس أخرى، فيما تلقّى ذوو طلبة عشرات الرسائل تدعوهم للتسجيل.
وأظهرت قائمة رسوم المدارس الخاصة الصادرة عن دائرة التعليم والمعرفة، أن معظم المدارس الخاصة التي تبحث عن طلبة، رسومها الدراسية تزيد على 30 ألف درهم، كما ارتفعت نسب الخصومات في المدارس الجديدة التي لم يمضِ على افتتاحها أكثر من ثلاثة أعوام، حيث لم تكتمل صفوفها منذ افتتاحها.
وأكد ذوو طلبة: معتز سامح، وسيد سعيد، ونهى علاء، تلقيهم رسائل من مدارس خاصة بشكل يومي، بعضها يصل بعد منتصف الليل تدعوهم إلى تحديد موعد لزيارة المدرسة ولقاء إدارتها، مشيرين إلى أن أطفالهم مسجلون بالفعل في مدارس خاصة ولا يعلمون كيف توصلت المدارس إلى أرقام هواتفهم حيث لم يسبق لهم التقديم فيها للتسجيل.
فيما أشار ذوو أطفال في حضانات إلى قيام إداريين في مدارس خاصة بالتواصل معهم عن طريق الحضانات المسجل فيها أطفالهم لمعرفتهم أنهم سيبلغون سن التسجيل في رياض الأطفال للعام المقبل، وتشجيعهم على زيارة المدارس، إضافة إلى ترك إعلانات داخل الحضانات لتعريف أولياء أمور الأطفال بالمدرسة ودعوتهم لزيارتها والتعرف إلى مرافقها ونظام التعليم بها والكادر التدريسي.
في المقابل، حدد إداريون ومعلمون، أربعة أسباب لوجود مقاعد شاغرة في المدارس الخاصة للعام الثالث على التوالي، شملت زيادة أعداد المدارس خلال آخر خمس سنوات، حيث أصبح العرض أكبر من الطلب، وارتفاع سن قبول الطلبة في رياض الأطفال للعام المقبل ما قلل من أعداد الطلبة، وجائحة «كورونا» وما ترتب عليها من تراجع التسجيل في رياض الأطفال، إضافة إلى قيام أسر بنقل أطفالها إلى مدارس حكومية أو خاصة برسوم منخفضة، بجانب دخول منافس جديد في السوق التعليمية «مدارس الشراكات»، وإقبال الأسر المواطنة على التسجيل فيها لتقديمها المنهاج الأميركي مجاناً للطلبة.
وأشار إداريون ومعلمون، محمد خالد، وريم عوض، وبشرى عبدالله، إلى أن استمرار تصدر إعلانات التسجيل مفتوح لواجهات مدارس يعود إلى زيادة القدرة الاستيعابية للمدارس الخاصة عن أعداد الطلبة في الإمارة، حيث بلغ عدد المدارس الخاصة 205 مدارس خاصة، لافتين إلى أن هذا الأمر يعد ظاهرة صحية تتيح لذوي الطلبة تعدد الخيارات وتساعدهم على تسجيل أبنائهم في المدارس الأفضل من جانب المستوى التعليمي، إضافة إلى أن المنافسة تدفع المدارس إلى تحسين مخرجاتها التعليمية، وعدم المغالاة في رسومها الدراسية، وهو ما أوجد ظهور إعلانات خصومات على الرسوم خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي لم تكن موجودة من قبل.
ولفتوا إلى أن استمرار جائحة «كورونا» وتأثيرها في شكل النموذج التعليمي أسهم في عزوف أولياء أمور عن تسجيل أطفالهم في رياض الأطفال خوفاً عليهم من احتمال إصابتهم بفيروس «كوفيد-19»، بالإضافة إلى أن رفع سن قبول الطلبة أربعة أشهر، بحيث يحتسب الحد الأدنى لإكمال السن المعتمدة للتسجيل في 31 أغسطس بدلاً من 31 ديسمبر، أسهم في انخفاض أعداد الطلبة المؤهلين للتسجيل في صفوف رياض الأطفال.
فيما أوضح مديرو مدارس خاصة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن طرح نظام تعليمي ثالث للطلبة في إمارة أبوظبي من خلال افتتاح مدارس ممولة حكومياً تديرها شركات خاصة، لتدريس المنهاج الأميركي للطلبة المواطنين «مدارس الشراكات»، أسهم في جذب نسبة من طلبة المدارس الخاصة إليها خصوصاً بعد افتتاح 15 مدرسة شراكات في أبوظبي والعين، وباتت منافساً قوياً للمدارس الخاصة الموجودة في محيطها.
وأشاروا إلى أن المدارس الجديدة سواء الحاصلة على مبانٍ مدرسية حكومية خالية أو تم إنشاؤها حديثاً هي أكثر المدارس التي فيها مقاعد شاغرة نظراً لضعف الإقبال خلال هذه الفترة وزيادة المنافسة، ما يدفعها لعمل خصومات خاصة لطلبة الصفوف العليا لتشجيع أولياء الأمور على نقل أبنائهم، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار بعض الفروع الجديدة لمدارس مقارنة بالفروع الأقدم يدفع ذوي الطلبة إلى محاولة تسجيلهم في الفروع القديمة للاستفادة من فرق السعر.
ودعت مدارس ذوي الطلبة إلى اختيار مدارس أبنائهم بناء على مخرجاتها التعليمية ومدى ملاءمتها مع رسومها الدراسية، حفاظاً على مستقبلهم وضمان حصولهم على تعليم يمكنهم من امتلاك المهارات، بدلاً من الإسراع بتسجيل أطفالهم في مدارس تقدم خصومات مالية، وعلى الرغم من ذلك مخرجاتها التعليمية ضعيفة ولا تتساوى مع ما يتم دفعه من رسوم.
من جانبها، تعتمد دائرة التعليم والمعرفة، اشتراطات محددة لتسجيل الطلبة في المدارس الخاصة في إمارة أبوظبي، مشيرة إلى أحقية جميع الطلبة، باختلاف أعراقهم وأجناسهم، في التقدم بطلب التسجيل في أي مدرسة خاصة، والسماح لأولياء الأمور بزيارة المدرسة قبل التسجيل.
وأشارت إلى أن قبول الطلبة في مرحلة رياض الأطفال (روضة أولى وروضة ثانية) يتم دون مقابلات أو اختبارات، فيما يجوز للمدرسة إجراء مقابلة مع الطالب في مرحلة التعليم الإلزامي (من الصف الأول وحتى الصف الـ12)، وإجراء اختبارات تحديد المستوى بغرض تقديم الدّعم التعليمي الملائم وليس بغرض القبول أو الرفض.
القدرة الاستيعابية للمدارس
أظهرت بيانات القدرة الاستيعابية للمدارس الخاصة في أبوظبي، وأعداد تسجيل الطلبة حتى العام الدراسي 2018، وجود 44.2 ألف مقعد دراسي شاغر، حيث بلغت القدرة الاستيعابية للمدارس الخاصة في أبوظبي 295.3 ألف مقعد دراسي، فيما يبلغ عدد الطلبة المسجلين في مدارس الإمارة 251.1 ألف طالب وطالبة. وأشارت إحصاءات إلى أن عدد المدارس في العام الدراسي 2015 / 2016، بلغ 186 مدرسة توفر نحو 250 ألف مقعد، ومسجل فيها 236 ألف طالب وطالبة، وفي العام الدراسي 2016 / 2017، بلغ عدد المدارس الخاصة 191 مدرسة، توفر 274 ألف مقعد دراسي فيما بلغ عدد الطلبة 241 ألف طالب وطالبة، فيما وصل عدد المدارس خلال العام الدراسي 2018 – 2019، إلى 198 مدرسة توفر 295 ألف مقعد دراسي، ومسجل فيها 251 ألف طالب وطالبة.
• زيادة الشواغر في بعض المدارس بعد انتقال طلبة منها إلى أخرى برسوم منخفضة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news