المسؤولية الهندسية
دائماً أذكر الخريجين الجدد من الهندسة أن حرف «ميم» هي دلالة على المسؤولية أولاً قبل أن تكون دلالة على لقب المهندس. أن تكون مهندساً فهو في المقام الأول مسؤولية مجتمعية، حيث تاريخياً أنقذ المهندسون أرواحاً أكثر من الأطباء، من خلال تطبيقات عدة، مثل نظام الصرف الصحي. تطلب ثقة المجتمع في الهندسة أن تأخذ المهنة في الحسبان آثارها على سلامة الإنسان، وهناك إجماع واسع النطاق في قواعد أخلاقيات الجمعيات المهنية الهندسية في جميع أنحاء العالم على أن الهندسة لها واجب أساسي في حماية السلامة العامة والصحة والرفاهية.
وغالباً ما تكون الإخفاقات أو المشكلات المتعلقة بالهندسة التي تؤدي إلى الإصابات أو الوفاة هي أخبار الصفحة الأولى الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية (على سبيل المثال، فشل السدود وانهيار الجسور).
من المثير للقلق أن التأثير المتراكم للحوادث الإخبارية المتكررة قد يؤدي بمرور الوقت إلى تآكل ثقة المجتمع في الهندسة. المهنة الهندسية هي مجموعة متنوّعة من المسؤوليات الأخلاقية تجاه المجتمع والبيئة. لكن هذه المسؤوليات الاجتماعية المهنية قد تتعارض مع الجانب التجاري للهندسة. يعمل معظم المهندسين في الشركات، التي غالباً ما يكون دافعها الأساسي هو الربح ومساهمي الشركات، بدلاً من التأثيرات المجتمعية.
لحسن الحظ، بدأ هذا يتغير بناءً على التحرك نحو المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR)، وإدراك أن الشركات يمكن أن تزدهر اقتصادياً مع مراعاة التأثيرات الاجتماعية والبيئية. تعني المسؤولية الاجتماعية للشركات أن تلتزم الشركات بمبادئ المساءلة تجاه أصحاب المصلحة في المجتمع والعملاء والمورّدين والموظفين والمستثمرين. غالباً ما تتبنى المسؤولية الاجتماعية للشركات أفكاراً عن الاستدامة، بما في ذلك القضايا البيئية.
من ناحية الأمن والسلامة، فإنها ترتبط السلامة بالحماية من الإصابات الجسدية أو الوفاة، مع مراعاة المخاطر مرة أخرى وبالتالي، فإن البنية التحتية للهندسة المدنية يجب أن تكون مصممة بشكل آمن في مواجهة الأعاصير أو الزلازل ومهندس بناء مهتم لحماية العمال في الموقع، ومراعاة التصميمات الاحترازية للهندسة الميكانيكية للسيارات الركاب أثناء الحوادث، وما إلى ذلك.
كما أن التخصصات الهندسية الأخرى مهمة للغاية للأمان، لكن نظراً لأن الأنظمة الفرعية قد تحظى باهتمام أقل (مثل هندسة البرمجيات للتحكم في الكمبيوتر أو الهندسة الكهربائية).
ومع ذلك، فإن السلامة العامة تنطبق على نطاق واسع. وفي النهاية كما ذكرت أن حرف «ميم» من كلمة المهندس تشير إلى مسؤولية، فإن مهنة الهندسة هي تكليف أكثر من أن تكون تشريفاً.
باحث أكاديمي