التعليم عن بُعد يُفقد الطالب التفاعل المباشر مع معلميه داخل الصف. من المصدر

%66 من المشاركين في استطلاع: مستويات أبنائنا تدنت بسبب «التعليم عن بُعد»

أظهر استطلاع للرأي، أجرته «الإمارات اليوم» على «تويتر»، وتفاعل معه أولياء أمور طلبة ومهتمون بالعملية التعليمية أن 66% من ذوي الطلبة يؤكدون «التراجع الملحوظ في مستويات الطلبة التعليمية بسبب الدراسة عن بعد».

فيما رأى 16% تحسن مستوى أبنائهم، و18% أكدوا تغيير مستويات أبنائهم التعليمية بسبب تغير نظام التعليم من «واقعي» إلى «افتراضي».

فيما أكد مديرو مدارس أن تطبيق نظام «التعليم عن بعد» بشكل كلي يعد مطلباً ضرورياً، فرضته الظروف الصحية الناتجة عن جائحة «كوفيد-19»، وعلى الرغم من أنه حقق بعض الإيجابيات، أبرزها استمرار العملية التعليمية، وتعزيز التعلم الذكي لدى الطلبة، فإنه ينطوي على تأثيرات سلبية متعددة، أبرزها التراجع الملحوظ في المستويات التعليمية لعدد كبير من الطلبة، إضافة إلى فقدان الطلبة للتفاعل التعليمي والاجتماعي المباشر مع المعلمين والطلبة.

وقال مدير مدرسة حكومية، فضل عدم ذكر اسمه، إن اعتماد نموذج «التعليم عن بعد» بشكل كلي كان مطلباً ضرورياً فرضته جائحة «كورونا»، والتي يمر بها العالم منذ الربع الأول من العام 2020، ولذلك يمكن اعتبار تطبيق هذا النموذج التعليمي «قرار الضرورة»، لتحقيق استمرار الطلبة في دراستهم، وعدم انقطاعهم عن التحصيل العلمي، مؤكداً أن دولة الإمارات نجحت بشكل كبير في المحافظة على استمرار الدراسة على الرغم من ظروف الجائحة.

وتابع: «نموذج التعليم عن بعد حقق إيجابيات عدة، أبرزها استمرار العملية التعليمية، وإعطاء مساحة أكبر للطلبة للاعتماد على أنفسهم في التحصيل العلمي، وزيادة الثقافة التقنية والتعامل الناجح مع الوسائل التكنولوجية الحديثة واستخدامها بشكل جيد في البحث عن المعلومة، إلا أن أبرز سلبيات هذا النظام هو التراجع الواضح في مستويات عدد كبير من الطلبة».

وأوضح أن التأثيرات السلبية لتطبيق نظام «التعليم عن بعد» بشكل كلي تتركز في ثلاث نقاط مهمة، هي أن الطالب يفتقد إلى التفاعل المباشر مع معلميه داخل الصف، وكذلك يحرمه العلاقات الاجتماعية التي تعزز لديه الشعور بالمسؤولية المجتمعية والتعاطي مع الظروف والمواقف الحياتية المختلفة، إضافة إلى التراجع الواضح في التحصيل الدراسي للطلبة، خصوصاً في السنوات الدراسية الأولى، حيث يفتقد الطالب في «رياض الأطفال» والسنوات الدراسية الأولى المتابعة المباشرة من المعلمات، لتدريبهم على القراءة الصحيحة والكتابة وطريقة الإمساك بالقلم وغيرها من السلوكيات التعليمية المطلوب غرسها في نفوس الطلبة صغار السن.

من جانبها، أكدت نائب رئيس قسم اللغة العربية والتربية الإسلامية في مجموعة جيمس للتعليم، ديمة العلمي، تأثير جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على العملية التعليمية، إذ فرضت الجائحة نموذج «التعلم عن بعد» الذي أثر بشكل واضح على الطلبة، خصوصاً طلبة المراحل الأولى الذين يحتاجون إلى التفاعل بشكل مباشر مع معلميهم.

وأضافت: «على الرغم من تعاملنا مع تحديات الجائحة وآثارها، فمازلنا نعتقد أنه لا مكان أفضل لأطفالنا ليستكملوا تعليمهم من المدرسة والصف، ليحققوا النجاح المطلوب من خلال الحصص التعليمية والدروس الإثرائية المباشرة للتعمق أكثر بالمنهاج، وطرح أفكار جديدة لضمان مشاركة الطلبة الفعالة من خلال الألعاب واتباع أساليب تركّز على المخرجات التعليمية المبتكرة من صوت وصورة وغيرها من الأساليب المثيرة لاهتمام الطلبة، إلى جانب التواصل المباشر مع أقرانهم ومعلميهم».

ولفتت إلى أن الميدان التربوي لم يفتقد النماذج الطلابية المتميزة التي أثبتت تفاعلها الكبير على الرغم من ظروف جائحة «كورونا» وما فرضته من صعوبة في التواصل المباشر بين المعلمين وطلبتهم، بفضل المتابعة الحثيثة من قبل الأسر لتعليم أبنائهم، إضافة إلى أن المدارس اعتمدت على التطبيقات الرقمية والبرامج التفاعلية كأولوية قصوى، بهدف إثراء المحتوى وتكييف المناهج.

وقال مساعد مدير مدرسة الاتحاد الخاصة الممزر، عبدالرزاق حاج مواس: «برزت جوانب إيجابية عدة بسبب تطبيق نمط التعليم عن بعد والتي أسهمت في تطوير نظم تعليمية قادرة على التكيف والاستدامة، ما يضمن استمرار مسيرة التعليم في جميع الظروف، وكذلك تغير المفهوم التلقيدي للتعلم إلى مفهوم أشمل يدعم التعلم مدى الحياة، وأسهمت اهتمامات أبناء الجيل الحالي بالتكنولوجيا في تنامى دورهم خلال التعلم عن بعد وتعززت لديهم مهارات البحث والتعلم المستقل وتمكنوا من قيادة تعلمهم».

وأضاف أن جلوس الطلبة أمام الشاشات فترات طويلة وحاجتهم إلى البيئة المدرسية الحقيقية لخوض تجارب حياتية وممارسة الحياة الاجتماعية مع الأقران يعتبر من التحديات التي برزت مع تطبيق نمط التعليم عن بعد.

الأكثر مشاركة