القسم الهندسي

اكتسبت الهندسة أهمية أكبر في الحياة اليومية بعد الثورة الصناعية الأولى. هيمنت المشروعات الهندسية واسعة النطاق على المناظر الطبيعية في معظم البلدان الكبرى في قارة أوروبا والأميركتين. كان تسليط الضوء على أهمية الهندسة الصلبة هو الإخفاقات الهيكلية للعديد من المعالم البارزة، مثل جسر كيبيك في أوائل القرن الـ19، والذي كلف العديد من الأرواح. بدأت أخلاقيات الهندسة تأخذ أهمية قصوى بهذه الطريقة، حيث تعلم الناس أن الحياة تعتمد على تصميم جيد الصنع.

في التاريخ الحديث، في المملكة المتحدة، أطلقت الأكاديمية الملكية للهندسة وثيقة مماثلة بعنوان «ميثاق الشرف الهندسي» في عام 2005، والتي تمت مراجعتها في عام 2007. وهي تحتوي على سلسلة من الإرشادات المجمعة معاً تحت عناوين عدة، مثل الدقة والصرامة والصدق والنزاهة، احترام الحياة والقانون والصالح العام والقيادة المسؤولة، حيث يلزم كل مهندس بأداء القسم الهندسي. الأخلاق موضوع مهم للمهندسين من كل مستوى ومجال. لكن عندما تصبح مهندساً محترفاً، فإنك تلتزم بمستوى أعلى. هذا هو السبب في أن أحد متطلبات الحفاظ على ترخيص المهندسين المحترفين في عدد من الدول المتقدمة في مجال الهندسة خلال تلبية عدد معين من ساعات التطوير المهني مع وجود ساعتين على الأقل بالعمل في الأخلاق الهندسية.

سبب آخر مهم لوجود مدونة أخلاقية للمهندسين المحترفين هو أنها تضع معياراً للسلوك المهني، حيث يمكن تدريسها حيثما كان ذلك مناسباً داخل المناهج الدراسية وخارجها، مثل محاضرات الضيوف والعروض التقديمية لفصول الطلاب في الجمعيات المهنية ومناقشة سيناريو من مجلة مهنية وغيرها. الاحتمال الآخر مقرر اختياري غير تقني يمكن تدريسه بواسطة هيئة تدريس عادية أو خبرة صناعة مهنية، حيث من الجيد دائماً إدخال الأخلاق الهندسية مرات عدة في المنهج وليس في دورة واحدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تدريس الأخلاق الهندسية في البرامج الصناعية للمهندسين الخريجين في القطاع الخاص أو العام.

يوجد أيضاً للقسم الهندسي وميثاق الشرف الهندسي فوائد من ناحية تقنية، حيث يتعهد المهندسون بتطوير معارفهم ومهاراتهم المهنية، وحضور الندوات والمحاضرات المناسبة، والاطلاع على التطورات في مجال خبرتهم، في قطاع دائم التغير مثل الهندسة.

وأخيراً، كما يوجد قسم طبي للأطباء فإنه من الضروري إيجاد القسم الهندسي لكل من يعمل في قطاع الهندسة، وتعهد المهندسين بالالتزام بميثاق الشرف الهندسي، ويكون هذا بشكل دوري أو سنوي لتذكير المهندسين أن لقب «مهندس» هو مسؤولية وتكليف مستمر قبل كل شيء.

كما يوجد قسم طبي للأطباء فإنه من الضروري إيجاد القسم الهندسي لكل من يعمل في قطاع الهندسة.

دكتور في جامعة نيويورك أبوظبي