الاعتماد الهندسي الشمولي

بدايةً يجب على المهندسين التفريق بين المؤهل الهندسي، والاعتماد الهندسي، إذ إن دلالة كل مصطلح منهما تختلف عن الآخر، واللذان يركزان في معناهما الشامل على التأهيل العلمي في المصطلح الأول، والممارسة المهنية في الثاني.

المؤهل الهندسي أغلبه يأخذ الطابع الأكاديمي، حيث تعتبر درجة البكالوريوس في الهندسة هي الدرجة المطلوبة حتى يصبح الشخص مؤهلاً ليكون مهندساً، حيث يوجد كثير من الهيئات التي تعطي الاعترافات للمؤهل الهندسي، مثل البورد الأميركي (ABET) والمجلس الأعلى الهندسي في المملكة المتحدة (Engineering Council).

في دولة الإمارات أغلب الكليات الهندسية حاصلة على الاعتراف الهندسي من البورد الأميركي (ABET)، لكن هنالك بعض التحديات في الاعتماد الهندسي.

ولكن ما هو الاعتماد الهندسي؟ الاعتماد الهندسي قد يأخذ أوجهاً ومسميات عدة، مثل شهادة مزاولة مهنة أو مهندس محترف (التصنيف الهندسي) أو مهندس خبير.. إلخ.

الاعتماد الهندسي له فوائد عدة أهمها التعليم المستمر للمهندس، لأن الهندسة ليست محصلاً أكاديمياً فقط بل هي عملية ديناميكية مستمرة ومتطورة مع معطيات العصر، ولذلك نجد الإرشاد الهندسي جزءاً مهماً جداً للمحافظة على أهلية الاعتماد الهندسي للمهندس في عدد من الدول المتقدمة هندسياً.

فمثلاً إتقان المهندس لآخر لغة البرمجيات هي من أساسيات الاعتماد الهندسي، حيث يجب على المهندس تقديم ساعات العمل على برمجيات في تخصصه سنوياً للحفاظ على الاعتماد الهندسي، لكن من الناحية الأكاديمية لغة البرمجيات قد تكون غير مطلوبة في بعض تخصصات الهندسة التقليدية.

حالياً في دولة الإمارات في الاعتماد الهندسي تختلف شروط قيد المهندسين من إمارة لأخرى وحتى في الإمارة نفسها بين المناطق الحرة.

السؤال الآخر هنا هل نحتاج إلى اعتماد هندسي شمولي أو اتحادي لتوفير الطاقة والجهد كما فعلت المملكة المتحدة في شهادة (Chartered Engineer)، حيث يصبح الاعتماد الهندسي من جمعية المهندسين معترفاً به في جميع القطاعات الهندسية في الدولة لمزاولة مهنة المهندس كما هي الحال أخيراً في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية؟

وإذا كان الجواب بنعم فهذا يشجع الجميع على العمل مع جمعية المهندسين للوصول للاعتماد الهندسي الشمولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونبقى في الصدارة دائماً كما عودتنا حكومتنا.

• الاعتماد الهندسي له فوائد عدة أهمها التعليم المستمر للمهندس.

باحث أكاديمي في جامعة نيويورك أبوظبي