تنمية المجتمع دعتهم لاتباعها لمساعدة أصحاب الاضطرابات الانفعالية
تمارين لتأهيل الأطفال للعودة إلى الحياة الطبيعية والدوام الحضوري
دعت وزارة تنمية المجتمع أولياء الأمور لتطبيق مجموعة من التمارين التدريبية لتأهيل أطفالهم على الانتظام بأنشطة الحياة والعودة للدوام الحضوري في مرحلة العودة الكاملة للحياة الطبيعية، مطلقة مصطلح «النظافة النفسية والانفعالية» للأطفال التي يجب العمل على تحقيقها باتباع عدد من الإجراءات والتمارين التدريبية، وفقاً لتعبير الوزارة، وتحديداً مع ذوي الاضطرابات النفسية الانفعالية الذين يحتاجون إلى حماية مضاعفة من أي انتكاسات إضافية.
وأفادت الوزارة في شروحات على لسان خبراء ومختصين يعملون في مجال حماية وتأهيل الأطفال بمختلف أطيافهم وقدراتهم، بأن فترة أزمة كورونا كانت صعبة على الجميع، وأن الطفل مرَّ خلالها بمشاعر الخوف، والقلق، والأرق وغيرها من المشاعر، مؤكدة أنه يمكن للتمارين الذهنية والحركية مساعدة الطفل على التخلص من انفعالات مرحلة الأزمة، وعدم ترك المجال لها للتراكم على المدى البعيد، والانتقال إلى مرحلة الحياة الطبيعية التي أعلنت الدولة عن بدء العودة إليها بعد اجتيازها بنجاح مرحلة جائحة كورونا.
وأكد مختصون أن هناك بعض التمارين من أجل تحقيق «النظافة» النفسية والانفعالية للطفل من رواسب الأزمة، شرحها «دليل الأسرة للانتقال بالأطفال نحو مرحلة التعافي»، الذي اطلعت «الإمارات اليوم» على نسخة إلكترونية منه.
وأفادوا بأن الانتقال بشكل مفاجئ من مرحلة إلى أخرى يُشكل عنصراً صادماً لبعض الأطفال ويختلف من شخص لآخر، وتحديداً بالنسبة للأطفال ذوي الاضطرابات النفسية الانفعالية، حيث يؤدي ذلك إلى مقاومتهم للتغيير، ما يجعل بناء روتين جديد في حياتهم أصعب ويتطلب مزيداً من الوقت.
وعرض المختصون مجموعة من التمارين الفعالة في تخليص هؤلاء الأطفال من رواسب الأزمة، من بينها تمرين «المواقف المزعجة»، الذي يهدف إلى تحديد المواقف التي كانت مزعجة للطفل خلال الأزمة، وتوضيح أنها لم تعد موجودة أو خفت حدتها، عبر اتباع مجموعة من الخطوات.
وتشمل خطوات التمرين أن يتم أولاً طرح سؤال على الطفل عما هي المواقف التي أزعجته خلال فترة الأزمة، وأن يتم تقديم أمثلة على الإجابات المحتملة مثل أصوات سيارات الإسعاف، وصور المرضى، والأخبار المزعجة، والبقاء في المنزل. ويمكن استخدام الصور بدل العبارات، وجعل الطفل يختار أكثر الأمور التي شكلت له إزعاجاً في السابق، وسؤاله كيف كانت مزعجة ولماذا. ويتم بعد ذلك سؤال الطفل إذا ما كان لايزال منزعجاً من هذه المواقف، وإذا ما كانت هذه المواقف موجودة حالياً. ويتم في الخطوة الأخيرة من التمرين التوصّل مع الطفل عن طريق النقاش والمعلومات المبسطة إلى أن هذه المواقف التي كانت خلال الأزمة، والأمور التي سببت الضغط والتوتر لم تعد موجودة، وذلك من خلال محاولة تفنيدها وشرح عدد من المؤشرات له، مثل أن عدد حالات المرضى حالياً أقل، وأن نسب الوفيات من الفيروس في الإمارات قليلة جداً، وكذلك اللقاح متوافر وآمن، والعلاج متوافر للمرضى، وهكذا حتى نصل بالطفل إلى إدراك أن أسرته وأقاربه وبلده بخير.
أثقال الأزمة الانفعالية
لفت المختصون النفسيون إلى مجموعة من الحقائق التي يجب تذكرها عند تطبيق التمارين النفسية المطلوبة والتعامل مع الأطفال ذوي الاضطرابات النفسية الانفعالية لتخليصهم من أثقال الأزمة الانفعالية. وتتضمن هذه الحقائق أن هؤلاء الأطفال قد لا تتوافر المعلومات لديهم عن الأزمات أو مرحلة ما بعد الأزمات، لذلك فهم بحاجة لهذه المعلومات بطرق مبسطة وتناسبهم، بالإضافة إلى أنه قد يُظهر الأطفال الذين لديهم قلق أو اكتئاب مقاومة للتغيير أو وقتاً أطول للتكيف في الحياة الطبيعية، وقد تظهر لديهم بعض السلوكيات الناجمة عن التغيير، مثل التبول اللاإرادي، والاندفاعية العدوانية، وكذلك حب العزلة.
وأكدوا أن وجود مرحلة انتقالية وتجنب التغيير المفاجئ، يفيدان بشكل كبير الأطفال الذين لديهم في العادة أية سلوكيات تدميرية سابقة أو سلوكيات رافضة للنظام العام، نظراً لأن التغيير المفاجئ قد يعزز من هذه السلوكيات، ويخلق مقاومة أكبر للنظام الجديد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news