الهندسة والحياد المناخي
يعرف الحياد المناخي بأنه التحول إلى اقتصاد بصافي صفر من انبعاثات الغازات الدفيئة، بمعنى أن أي انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري تقابلها إجراءات، مثل زراعة الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، وبذلك تحافظ على التوازن الحيوي في البيئة العمرانية.
وتلعب الهندسة دوراً كبيراً في هذا التحول، خصوصاً الهندسات التقليدية، حيث تلعب الهندسة المدنية أكثر من 70% من الحلول والمبادرات التي أطلقتها الأمم المتحدة في اتفاقية باريس لسنة 2015 بعنوان «أعمال 2030 للتنمية المستدامة»، وهي عبارة عن مجموعة من 17 هدفاً، منها أهداف صغيرة محددة خاصة به، تمثل في مجموعها 169 غاية.
وتغطي أهداف التنمية المستدامة مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وتستطيع الهندسة ببساطة توفير الحلول التقنية في القطاعات الهندسية النشطة، مثل قطاع الإنشاءات التي تسهم بشكل سلبي في زيادة الانبعاثات الكربونية. فمثلاً 11% من الانبعاثات الكربونية في العالم مصدرها الأساسي هو قطاع الإنشاءات، سواء كان من مواد البناء الأولية، مثل الأسمنت التقليدي، أو عمليات البناء والهدم والنقل اللوجستي.
فنجد حالياً الحلول المبتكرة، مثل الأسمنت الأخضر البديل، أو البناء عبر الطابعة الثلاثية، وإعادة تدوير الخرسانة المستخدمة، وإدخال الأتمتة والرقمنة في عمليات التصميم والتنفيذ في الموقع الإنشائي، ما يسهم بشكل فعال في خفض الانبعاث الكربوني، والوصول إلى الحياد المناخي عبر التطبيقات الهندسية في البنية التحتية.
وكما يعبّر علماء الهندسة في وقتنا الحاضر أن الحلول التقنية قد تكون ليست العقبة أو التحدي الأساسي للحياد المناخي، بل التشريع الهندسي المناسب. فمثلاً في سنة 2019 أصدرت المملكة المتحدة البريطانية قانوناً باسم «قانون صافي الانبعاثات الصفرية»، الذي يضع خريطة الطريق لكل أصحاب المصلحة في البنية التحتية من الملاك أو المصممين أو المقاولين للعمل التكاملي في بينهم للوصول إلى الانبعاثات الصفرية لسنة 2050.
وأخيراً، قامت دول الإمارات بإنجاز تشريعي واستراتيجي مهم من خلال الإعلان عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، على أن تعمل جميع المؤسسات كفريقٍ واحد لتحقيقه، وذلك مع استثمار أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050، للقيام بدورها المحوري في مكافحة التغير المناخي في المنطقة.
• تغطي أهداف التنمية المستدامة مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
دكتور في جامعة نيويورك أبوظبي