مدارس حكومية وخاصة تشهد غيابا جماعيا قبل العطلة
سجلت مدارس حكومية في الإمارات الشمالية، أمس، غياب كامل للطلبة عن الدوام الدراسي بنسبة 100%، بينما سجلت مدارس أخرى نسب غياب مرتفعة، فيما سجلت مدارس خاصة التزام كامل لطلبة رياض الأطفال والتعليم الأساسي مقارنة بارتفاع نسبة غياب بلغت 70% لدى طلبة الإعدادية والثانوية، وعزا مسؤولون في المدارس ارتفاع نسبة الغياب قبل إجازة عيد الاتحاد الوطني الخمسين، إلى تأثير جروبات (الواتس آب) التي أصبحت منصة الاتفاق المسبق للغيابات الجماعية، واتفاق الأمهات عبر جروبات التواصل الاجتماعي، «السوشيال ميديا»، على عدم ذهاب أبنائهم للمدارس لزيادة يوم إضافية للإجازة لتصبح خمسة أيام بدلاً من أربعة أيام.
وأكد مسؤولون في مدارس حكومية وخاصة، أن جروبات مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، التي تضم أولياء أمور طلبة لها تأثير كبير على قرارات ذهاب الطلبة إلى المدارس، موضحين أن كل فصل دراسي له جروب خاص به على برامج التواصل الاجتماعي مثل «الواتس آب» و«التليغرام»، وليس تحت إشراف المدارس أو معلم الفصل ويتم فيها الاتفاقات بين ذوي الطلبة على الغياب.
وأكدت إدارية في مدرسة خاصة في إمارة الفجيرة، عائشة محمد، أن إدارات المدارس تعمل بمنهجية مختلفة كل عام سعياً لتفادي نسبة الغياب المرتفعة إلا أن الغياب لا يزال بنسب كبيرة إذ يتفق ذوي الطلبة فيما بينهم عبر برامج التواصل الاجتماعي «الواتس آب» و«التليغرام» بحجة انتهاء المناهج الدراسية وجلوس الطلبة في الفصول دون أي فائدة.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يطالب فيه ذوي طلبة بتأسيس أبنائهم وتعليمهم مهارات الكتابة والقراءة التي لم يتمكنوا من اتقانها خلال الفترة التي قضوا فيها تعليمهم عن بعد، لا يتعاونوا مع منهجية المدرسة في دعم الطلبة وتخصيص حصص لهم خلال نهاية الفصل الدراسي.
وأيدتها الرأي معلمة فصل بمدرسة حكومية في المنطقة الشرقية، ليلى محمد، قائلة إن جروبات ذوي الطلبة لها تأثير كبير على قرارات المدارس خصوصاً أن عدد أعضائها يتجاوز 25 من ذوي الطلبة في كل فصل ما يعني أن كل فصل له مجموعة خاصة به على برامج «السوشيال ميديا» مثل «واتس أب» و«التليغرام» وغيرها من البرامج الخاصة بالتواصل، مشيرةً إلى أن هذه المجموعات ليست تحت إشراف المدارس أو معلم الفصل ويتم فيها الاتفاقات المسبقة على الغياب.
وأفاد مدير مدرسة حكومية في رأس الخيمة، فضل عدم ذكر اسمه، بأن المدرسة شهدت غياب بنسبة 100% أمس وأول من أمس، بسبب انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الأول، على الرغم من استمرار الدوام الدراسي للطلبة وحضور جميع المعلمين والكوادر الإدارية للمدرسة لتنفيذ جدول الحصص الدراسية، مضيفاً أن المعلمين حضروا وغاب الطلاب عن مقاعد الدراسة نتيجة لعدم التزامهم بلائحة السلوك الطلاب.
وأوضح أنه على الرغم من إبلاغ الإدارة ذوي الطلبة بأهمية التزام أبنائهم بالدوام الدراسي أول من أمس، إلا أن الغياب في الفصول الدراسية كانت كاملة دون حضور أي طالب، لافتاً إلى أن الغياب كان متوقعاً ويحدث بشكل متكرر قبل الإجازات أو المناسبات الوطنية والدينية.
وأشار إلى أن الطلبة يتفقون عبر جروبات التواصل الاجتماعي بالغياب الجماعي عن الدوام الدراسي، وأن ما يتفقون عليه في العالم الافتراضي يتم تطبيق في العالم الواقعي.
وقال إداري في مدرسة خاصة بعجمان، إسامة العبد الله، إن المدرسة سجلت حضور شبه كامل للطلبة من رياض الأطفال وحتى الصف التاسع مقارنة، إن بغياب 70% من طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية، أمس وأول من أمس رغم استمرار الدوام الدراسي.
إلى ذلك قالت والدة طالبة بالمرحلة الابتدائية في إمارة الفجيرة، ميسون محمد، إن مجموعات الـ«واتس آب» ليست سبباً رئيساً في ارتفاع نسبة غياب الطلبة، مشيرةً إلى أن ابنتها في الصف الأول الابتدائي ولا تخضع لاختبارات نهاية الفصل الدراسي وحين أرسلتها إلى المدرسة فوجئت بعدد بارتفاع نسبة الغياب في الفصل ولم يداوم سوى عدد بسيط من الطلبة ما دفع إدارة المدرسة إلى الاتصال بها للحضور وأخذ ابنتها.
وتابعت أن عدد كبير من ذوي الطلبة لا يقدرون أهمية حضور أبنائهم للدوام الدراسي، ما يؤثر على بقية الطلبة الملتزمين بالحضور، خصوصاً أن معلمات الفصل يركزن خلال هذه الفترة على تأسيس الطلبة وتعليمهم المهارات العلمية مثل القراءة والكتابة.
وأفادت والدة طالب في مرحلة رياض الأطفال بمدرسة حكومة في إمارة الفجيرة، مريم عبد الله، بأنها «استفسرت من الأمهات في جروب التواصل الاجتماعي لفصل ابنها، أبلغوها جميعاً بأنهن لن يرسلن أبنائهن إلى المدرسة نظراً لانتهاء المناهج»، موضحة أنها لم ترسل ابنها إلى المدرسة حتى لا يبقى وحده في الفصل.
وأكدت عدم تواصل معلمة الفصل أو إدارة المدرسة معها من أجل محاسبتها على غياب ابنها الأمر الذي أشعرها أن الغياب خلال فترة نهاية الفصل أمر متعارف عليه خصوصاً بعد الانتهاء من المنهاج.