الأدب الهندسي
هو نوع من الأدب المستحدث، مقارنة مع أنواع الأدب القصصي. والفكر الأساسي من هذا الأدب هو الإيصال الميسّر للمعلومات الهندسية، التي تتسم غالباً بالدسامة العلمية والمعادلات. ولتسهيل استقبال هذه المعلومات، يتم إدخال الطابع القصصي للقارئ، حتى يتقبلها بسهولة.
من أشهر الروايات من هذا النوع الأدبي رواية The Engineer Wife (زوجة المهندس)، التي تتكلم عن أول مهندسة، ايملي روبلينج، في الولايات المتحدة، التي تمكّنت من تصميم وتنفيذ جسر بروكلين، الذي كان يشرف عليه زوجها، واشنطن روبلينج.
ومن خلال حديثي ونقاشي مع أحد الأساتذة الجامعيين، المتميزين في علم النفس التربوي، عن أهمية الأسلوب القصصي في المساقات العلمية، أوضح زميلي أن ما يميز الأسلوب القصصي هو زرع جرأة الخيال بجانب المعرفة، وهذا يكون له أثر كبير في إضافة عنصر الإثارة لتقبل التحديات العلمية، ولهذا تجد الكثير من الدول الغربية تهتم بتلك الأنواع من الأدب.
والمصادفة هنا، أن الهندسة تم تعريفها أولاً بأنها فن من فنون استخدام الموارد الطبيعية لخدمة البشرية. وحتى هذه اللحظة يرى كثير من المهندسين المرموقين أن الهندسة هي فن قبل أن تكون مجالاً علمياً تطبيقياً.
دولنا العربية لديها العقليات المميزة في الهندسة والأدب، لكن ما ينقصنا هو أن نجتمع مع بعضنا لنرى ما الأساليب الهندسية التي تصاغ بشكل أدبي لجميع المراحل العمرية التي تناسب كل شرائح المجتمع، المتخصص أو غير المتخصص.
أنا دائماً مع فكرة أن التخصصية الهندسية توجد في العمل المؤسسي، لكن الكل له الحق في المشاركة والإبداع في الفكر الهندسي، لأنه ببساطة فكر متحرك ومتطور، ويتسع دائماً للجميع، ولذا تاريخياً نجد الكثير من الأفكار الهندسية استُلهمت من أناس غير مهندسين.
وأيضاً نجد الكثير من المهندسين كانوا أدباء وشعراء، مثل المهندس العملاق توماس تيلفورد، وهو مهندس مدني أسكتلندي، غادر إلى لندن لممارسة عمله الهندسي، وصمم أول جسر حديدي في المملكة المتحدة. ومن خلال قراءتي لشعره، أجد الرابط المباشر بين طبيعة أسكتلندا وتطبيقاته الإنشائية في لندن.
• ما يميز الأسلوب القصصي هو زرع جرأة الخيال بجانب المعرفة، وهذا يكون له أثر كبير في إضافة عنصر الإثارة لتقبل التحديات العلمية.
دكتور في جامعة نيويورك أبوظبي