مدارس خاصة تمد اليوم الدراسي إلى 10 ساعات
وصف ذوو طلبة في مدارس خاصة بالشارقة، النظام التعليمي الذي تتبعه مدارس أبنائهم بأنه «مرهق»، موضحين أن إداراتها قررت أن يدرس الطلبة عدداً من الحصص حضورياً، ويستكملوها بنمط «التعليم عن بُعد»، ما يجعل يومهم التعليمي يمتدّ إلى ما يقارب الـ10 ساعات.
وطالبوا بتخفيف الضغوط الدراسية عن الطلبة، حتى يتمكنوا من استيعاب الدروس، والتفاعل الإيجابي مع معلميهم خلال الحصص، لافتين إلى أن إدارات مدارس أبنائهم تعطي الأولوية لإنهاء المقرر الدراسي في موعده، على حساب تركيز الطلبة.
وأكدت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أنها تتيح للمدارس الخاصة في الإمارة عدداً من الأنماط التعليمية، اشتمل على «توقيتات مرنة»، تتيح لها إجراء ما يلزم على جداولها اليومية أو تقويمها السنوي، مع مراعاة توفير جودة الحياة للطلبة وذويهم.
وتفصيلاً، أكدت والدة ثلاثة طلبة، هناء دسوقي، أن النظام التعليمي الذي تتبعه مدرسة أبنائها، «يسبب الإرهاق للجميع»، المعلم والطالب وولي أمره، مشيرة إلى أنه «يعتمد على الجمع بين التعليم الحضوري في المدرسة، لأكثر من ثماني ساعات، ثم في البيت، لنحو ساعتين، ما يجعل الطالب حبيس دوامة، طوال اليوم، بلا تركيز».
وطالبت بأن تراعى قدرة الطالب على الاستيعاب والتركيز، «لأنه ليس من المتوقع أن يستمر في تلقي العلم، والتفاعل مع المعلمين بهمة أثناء الحصص، من دون أن يتأثر تركيزه سلباً».
وذكر والد طالبة في الحلقة الثانية، إيهاب محمد، أن ابنته تذهب إلى المدرسة في السادسة والنصف صباحاً، وتعود إلى البيت عند الثالثة والنصف، وفي الرابعة تبدأ حصتان أخريان، لتنتهي الدراسة عند السادسة مساءً، ما يجعلها في حالة ضغط مستمر، إذ لا تتوافر لها أوقات للترفيه واللعب كطفلة.
واعتبر أن «المدرسة معنية بالانتهاء من المقررات الدراسية في مدة زمنية محددة، ويأتي فهم الطالب واستيعابه لما يتلقاه من تعليم في المرتبة الثانية أو الثالثة».
وطالبت والدة طالب في الحلقة الثانية، مروة عبدالحفيظ، المدارس الخاصة بتخفيض المناهج الدراسية، لتتناسب مع الفترات الزمنية المتاحة للتدريس خلال أيام الأسبوع الأربعة في إمارة الشارقة، معتبرة أن «العديد من المناهج تتضمن إسهاباً في تفاصيل الدروس المقررة، لذلك يمكن الاستغناء عنها، مع المحافظة على المهارات المستهدفة من المقررات الدراسية».
من جانبها، أكدت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، لـ«الإمارات اليوم»، أن «جودة حياة الطلبة والمجتمع التعليمي في المؤسسات التعليمية من أهم الأولويات الاستراتيجية للهيئة».
وقالت إنها تسعى جاهدة لعمل كل ما يضمن تحقيق بيئة تعليمية آمنة وجاذبة، خاصة خلال الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم حالياً، بسبب تداعيات جائحة «كورونا».
وأضافت أن «القرار الأخير حول نظام العمل الأسبوعي الجديد في إمارة الشارقة جاء ليؤكد أهمية جودة الحياة بالنسبة للطلبة وذويهم. وبالتالي، فإننا نتوقع من مؤسساتنا التعليمية مراعاة هذا الجانب وتعزيزه، وتلبية رغبات الطلبة وأولياء أمورهم، آخذين في الاعتبار خصوصية ومتطلبات كل منهج دراسي، ولتسهيل المهمة على القيادات المدرسية، قدمت الهيئة مجموعة من البدائل، يمكن للمؤسسات التعليمية استخدام ما تراه مناسباً منها لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، حسب المناهج الدراسية المختلفة، ووفقاً لخصوصية الأنظمة المتبعة في المدارس».
ولفتت إلى أن «البدائل اشتملت على توقيتات مرنة، تتيح للمؤسسات التعليمية إجراء ما يلزم على جداولها اليومية أو تقويمها السنوي، إضافة إلى إتاحة خيار التعلم عن بعد الفعال، والتوظيف الأمثل للمنصات الإلكترونية»، مؤكدة ضرورة متابعة الإدارات المدرسية الآثار الإيجابية المترتبة على التعديلات الجديدة، بحيث تضمن استمرار جودة حياة الطلبة والمجتمع التعليمي والحفاظ عليها.
وحددت الهيئة، أخيراً، أربعة إجراءات لآلية تطبيق نظام العطلة الأسبوعية للمدارس الخاصة في الإمارة، وأتاحت المجال لكل مدرسة لتحديد الإجراء المناسب لها لتطبقه، وذلك بعد الاجتماع والتشاور مع ممثلي المدارس الخاصة في الشارقة، والاطلاع على متطلبات المناهج الدراسية المختلفة، وآلية تطبيق العمل بنظام الأربعة أيام أسبوعياً، ولضمان انتقال سلس خلال العام الدراسي الجاري، مشيرة إلى إمكان تطبيق واحد أو أكثر من الإجراءات المحددة، حسبما تراه المدرسة مناسباً لتعديل جداولها الزمنية، وأوقات العمل فيها، بما يتناسب مع خصوصيتها ومتطلبات مناهجها الدراسية.
وتشمل الإجراءات زيادة مدة اليوم الدراسي، وتعديل جداولها الدراسية ومدة الحصة كما تراه مناسباً، بما يحقق متطلبات المنهج الدراسي المتبع ومن دون تقليل عدد الحصص المقررة لكل مادة دراسية.
ويحق للمدارس الخاصة إضافة ثلاث ساعات أسبوعياً كحد أقصى بتطبيق نظام التعلم عن بعد، بعد نهاية اليوم الدراسي، بما يتناسب مع أهداف ومتطلبات المنهاج الدراسي.
كما يحق لها زيادة أسبوع عمل بحد أقصى على عدد أيام السنة الأكاديمية الجارية، إما من خلال تحويل أسبوع الإجازة المرن الممنوح للمدارس في التقويم المدرسي المعتمد، إلى أيام دراسية، أو تمديد السنة الدراسية الحالية لمدة أسبوع عمل إضافي قبل بدء الإجازة الصيفية.
وتلتزم المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم الجدول الزمني المحدد من الوزارة، بشأن التقييم والامتحانات فقط، ويحق لها تطبيق ما يتناسب مع الإجراءات المذكورة لتعديل جداولها الدراسية.