جامعة الإمارات تنجح في تفكيك جينوم شجرة الغاف
نجح باحثون في مركز خليفة للهندسة الوراثية والتقانات الحيوية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، في تفكيك الجينوم الكامل للشجرة الوطنية - شجرة الغاف - والتعرّف إلى تركيبته على أدق المستويات، وهو مستوى الكروموسومات لشجرة الغاف، ما يتيح فرصة كبيرة أمام باحثي الجينوم للأشجار الصحراوية والأمن الغذائي لاستكمال أبحاثهم إلى مستويات أدّق وأعلى، حيث تمّ نشر البحث في المجلة العالمية للعلوم الجزيئية، بالتعاون مع جامعة جورجيا وجامعة نيويورك في أبوظبي.
وقال مدير مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية رئيس قسم علوم الأحياء في الجامعة، الدكتور خالد الأميري: «نتوجّه بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، على توجيهات سموّه ودعمه اللامحدود لرفع مركز خليفة علمياً».
وأشار الأميري، المشرف والباحث الأساسي في البحث، إلى أنه تمّ التعرّف إلى الجينات المتعلقة بتحمّل الجهد البيئي وعمليات التمثيل الغذائي، كما تمّ التعرّف أيضاً إلى الجينات المتعلقة بالاستجابة الدفاعية في حال الأمراض، والحشرات، والعمليات الأيضية لمادة التربين (المادة التي تساعد النباتات لمقاومة الجهد البيئي، ولها استخدامات أخرى في مجال صنع العقاقير)، مؤكداً أن الآليات البيولوجية الدفاعية تُعتبر فريدة مقارنة بالبقوليات الأخرى من العائلة نفسها.
وأوضح أن هناك عملية تضاعف في عدد الجينات التي ساعدت هذه الشجرة للتكيّف مع البيئات القاحلة، وأن تضاعف هذه الجينات يُشكّل القوة الدافعة لتكيّف الكائنات من بيئات مختلفة، وتمّ تحديد جينات تُنظّم آلية مقاومة الملوحة في نبات الغاف، باستخدام دراسات التعبير الجيني، وبهذا تمكّن الباحثون في مركز خليفة من فكّ آليات مقاومة الجهد البيئي. ولفت الأميري، إلى أن هذه الخصائص البيولوجية تجعل نبات الغاف يعيش في المناطق القاحلة وتحمّل درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة الموجودة في المناطق الصحراوية، حيث إن لدى نبات الغاف العديد من الخصائص البيئية المُتميّزة، فضلاً عن رمزها للقيم الاجتماعية المحلية، حيث تعتبر شجرة الغاف الشجرة الوطنية لدولة الإمارات، وتمثل رمزاً للاستقرار والسلام في الإمارات.
ويُعدّ مركز خليفة للهندسة الوراثية والتقانات الحيوية أول مركز يقوم بالتعرّف إلى تسلسل الجينوم الكامل لنبات الغاف.