مدينة البحث العلمي
على غرار المدن الاستثمارية أمثال المدينة الأكاديمية أو المدينة الطبية أو مدينة الإعلام، يوجد مبدأ مدينة البحث العلمي، التي تعد نوعاً ما جديدة مقارنة مع أنواع المدن الاستثمارية التي تم ذكرها.
مبدأ المدينة العلمية يعتمد على إنشاء مراكز بحثية تخصصية ليس بالضرورة لها اتصال بكيان جامعي، فهنالك الكثير من المراكز البحثية التخصصية المستقلة في العالم التي تسهم بشكل فعّال في البحوث الحيوية والتطبيقية، مثل معاهد ماكس بلانك البحثية الشهيرة بشتى تخصصاتها في الطب والعلوم والهندسة.
مدينة البحث العلمي، أيضاً، تشمل المراكز البحثية ذات الطابع التطبيقي الصناعي البحت التي تهتم بتوفير حلول صناعية للمؤسسات.
وللعلم يوجد مبدأ «الحدائق البحثية» في كثير من الجامعات لتعزيز التعاون الأكاديمي والصناعي.
لكن طرحه في مبدأ مدينة البحث العلمي قد يضيف بعداً استثمارياً آخر يساعد في حراك البحث التطبيقي.
من الناحية الاستثمارية، نموذج مدينة البحث العلمي تم تجريبه، حيث توجد الكثير من القصص الناجحة من الناحية التجارية، مثل مدينة الأبحاث التي تم إنشاؤها في مدينة ميلان الإيطالية عام 2015، بعد انتهاء معرض إكسبو في ميلان، حيث تم استغلال الكثير من المساحات لاستقطاب المراكز البحثية الصناعية والمراكز البحثية المستقلة والمراكز البحثية التابعة للجامعات الدولية أو المحلية، وتكوين نظام متكامل لدورة حياة البحث التطبيقي من المختبر للسوق.
الربح الاستثماري من مدينة البحث العلمي له طرق متنوعة، منها المباشر وغير المباشر.
وعلى سبيل المثال، تُعد دولة الإمارات من الدول الرائدة والمهتمة بالاستثمار الأجنبي المباشر تحت مظلة الاقتصاد الخارجي.
وهي تستطيع توفير التسهيلات اللوجستية والخدمية لاستقطاب المراكز البحثية العالمية مع أسعار تنافسية من ناحية امتلاك براءات الاختراع ونسب الاستحواذ للشركات الناشئة وحقوق الملكية الناتجة من هذه المراكز البحثية.
جدير بالذكر، أيضاً، أن مدينة البحث العلمي ستلعب دوراً مهماً في خلق وظائف وكوادر وطنية في البحث العلمي، خصوصاً إذا ما تم العمل بمبدأ «نقل المعرفة» مع المراكز البحثية في مدينة البحث العلمي.
مدينة البحث العلمي في دولة الإمارات فرصة استثمارية جديدة ستسهم في زيادة إنتاجية المعرفة، ولعب دور مهم في اقتصاد المعرفة بين دول العالم.
باحث أكاديمي