فيديو على «تيك توك» يكشف ضعف المعلومات الدينية لدى الطلبة
حقّق مقطع فيديو نشر على «تيك توك»، لطلبة يجهلون معلومات دينية «بدهية»، انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حاصداً آلاف المشاهدات، بعدما خلف صدمة واستغراباً شديدين من المتابعين نتيجة عدم قدرة الشبان الصغار على الإجابة عن أسئلة سهلة.
وعبر اختصاصيون اجتماعيون وتربويون عن قلقهم من فقدان النشء معلومات متعلقة بأبسط مستويات المعرفة الدينية.
والمقطع لشاب يسأل طلبة عرباً تراوح أعمارهم ما بين 14 و16 عاماً عن معلومات دينية، ومن بين 12 طالباً لم يجب سوى طالب واحد، فيما أخفق 11 طالباً في الإجابة.
وقال أستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية، الدكتور سيف راشد الجابري، إن «هذه إشكالية كبيرة جداً لدى الشباب العربي عموماً، والسبب في ذلك يعود إلى تهميش الثقافة الدينية، وهو ما يتضح من عدم معرفة الشباب معلومات بدهية، فهم يجهلون القيم التي تعتبر أساس منهاج حياة الإنسان، فالبدهي أن يعرف ربه ودينه ورسوله».
وأضاف الجابري: «الفيديو المنتشر يُعد نموذجاً واضحاً جداً على ضعف الفهم والقيم الدينية الراسخة منذ أكثر من 1400 سنة، لم تضعف مثلما ضعفت هذا الزمان، والسبب يعود إلى التعليم والتربية، فأولياء الأمور أشغلتهم أمورهم وحياتهم الدنيوية والمعيشية، والمدارس وضعت مناهج ومدرسين، وليسوا معلمين، يقومون بالتدريس فقط، ولا يهتمون بفهم الطلبة».
وتابع: «لدينا تساؤل يجب الانتباه له، وهو أن مسألة فهم الدين ليست مسألة بسيطة، ولا هي متروكة للظروف، إذ يجب علينا أن نعلّم أولادنا هذه القيم الثابتة، والعقيدة الراسخة بأن ربهم هو الله، ودينهم هو الإسلام، ورسولهم هو محمد، صلى الله عليه وسلم، حتى نحمي امتداد الأسرة الوطنية المحافظة على قيمها، لأن الإنسان إذا وصل إلى مستوى لا يعرف فيه اسم نبيه كاملاً، فسنكتشف أن كثيراً من شبابنا لا يعرف أبسط المعلومات، كأنهم مغيبون عن ديننا وقيمنا وتاريخنا وحاضرنا أيضاً».
وعزت معلمة التربية الإسلامية، عفاف أحمد، جهل الطلبة بأبسط أمور دينهم إلى الأسرة «التي تركت أبناءها فريسة سهلة لما يبث على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وتجاهلت دورها التربوي في تعليم أطفالها»، مشيرة إلى أنها لاتزال تتذكر أنشودة «محمد نبينا.. أمه أمينة.. وأبوه عبدالله مات ما رعاه»، التي كان الأطفال يترنمون بها أثناء لعبهم.
وقالت إن «ضعف الثقافة الدينية ناشئ من ضعف اللغة العربية في المجتمع، الطلبة لا يهتمون بحصص التربية الإسلامية واللغة العربية، نتيجة للصورة السلبية التي تكونت لديهم قبل دخول المدرسة، بأن الإنجليزية هي اللغة الأساسية، وعدم اهتمام الأسر بتعليم أطفالها أساسيات الدين من الصغر»، مشيرة إلى أن بعض الطلبة يخبرون المعلمين بأنهم لم يدخلوا المسجد إطلاقاً مع آبائهم، بل تعلموا الوضوء والصلاة في المدرسة. كما أن غالبية الطلبة العرب يعجزون عن التعبير عما يريدون بلغتهم الأم.
وأشار المعلمون، نورا صالح وعلياء أحمد ومحمد سعيد، إلى أن من ظهروا في الفيديو في سن الدراسة، وعدم معرفتهم اسم والد النبي (ص) يدل على ضعف التكوين الديني والثقافي لديهم، والتعامل مع حصص التربية الإسلامية على أنها «مادة يتم حفظها لأداء الاختبارات، ونسيانها بعد ذلك»، مشيرين إلى أن «المنزل يلعب دوراً رئيساً في ترسيخ المبادئ والمعلومات الدينية في عقول الطلبة».
فيما حمّل ذوو طلبة، سامح عبدالرحيم وإيمان أحمد ومحمود علاء ومنى صلاح، المدارس المسؤولية عن تراجع ثقافة الطلبة وضعف معلوماتهم الدينية، مشيرين إلى أن «بعض المدارس تعتبر نفسها غير معنية بثقافة المجتمع الذي تعيش فيه، ولا تقوم بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية بشكل جدي».
الدكتور سيف الجابري:
• «الفيديو المنتشر يُعدّ نموذجاً واضحاً جداً على ضعف الفهم والقيم الدينية الراسخة».
معلمون:
• «الأسر تلعب دوراً رئيساً في ترسيخ المبادئ والمعلومات الدينية في عقول أبنائها من الطلبة».
ذوو طلبة:
• «بعض المدارس غير معنية بثقافة المجتمع الذي تعيش فيه، ولا تدرّس التربية الإسلامية بجدية».