ذوو طلبة يعانون أمراضاً مزمنة يطالبون برعاية خاصة لأبنائهم في المدارس
طالب أولياء أمور طلبة في مدارس حكومية وخاصة إدارات مدارس أبنائهم، بتوفير اهتمام ورعاية أكبر، خصوصاً لأبنائهم المصابين بأمراض مزمنة، لاسيما المصابون بمرض ارتفاع نسبة السكر في الدم، من خلال متابعة حالتهم بشكل دوري في عيادة المدرسة، وتأهيل المعلمين لمعرفة الأعراض.
وأفادوا أنهم وفروا لأبنائهم أجهزة ذكية خاصة بمرضى السكري، مكّنتهم من متابعة حالة أبنائهم الصحية خلال وجودهم في المدرسة، الأمر الذي ذلل تحديات كانت تواجه أبناءهم أثناء الحصص، كارتفاع السكر بالدم أو انخفاضه، ولفتوا إلى أنهم يواجهون تحديات بسيطة متمثلة في تغير معلم الفصل، بالإضافة إلى معلمي الاحتياط غير الملمين بطبيعة الأعراض التي تظهر على أبنائهم أثناء تأزم حالتهم الصحية.
بالمقابل، أكدت إدارات مدارس أن طلبة الأمراض المزمنة يتلقون رعاية خاصة من قبل المعلمين وممرضي العيادات المدرسية خلال اليوم الدراسي، لتفادي تدهور حالتهم الصحية، من خلال تنظيم اجتماعات دورية مع أولياء الأمور، بهدف تدريب المعلمين على التعامل مع حالتهم الصحية، ومعرفة الأعراض الخطرة لمرضهم للتعامل المباشر مع الطالب، ومنع حدوث أي مضاعفات تستدعي نقلهم إلى مستشفى.
وتفصيلاً، أكدت ولية أمر طالبة تعاني مرض السكري، فاطمة آل علي، أن التحديات التي يواجهها الطفل في المدرسة حين يكون مصاباً بمرض مزمن كثيرة، وتزداد صعوبة مع تغير معلمي الفصول، وعدم اطلاع المعلمين الجدد على حالة الطلبة، وكيفية التعامل معهم، الأمر الذي يؤثر في صحتهم، خصوصاً مع ظهور أعراض قد لا يعرفها المعلم الجديد، ولا يتعامل معها بشكل فوري، إلا أنه مع تطور الطب وحداثة أجهزة قياس السكر في الدم قمت بتركيب «مضخة أنسولين» التي تعتمد على نظام ذكي لتثبيت مستويات الغلوكوز لدى مريض السكر.
وأضافت أن هذا الجهاز عبارة عن مضخة تضبط جرعات الأنسولين، وتصحح حالات ارتفاع مستويات سكر الدم تلقائيّاً، بحسب حاجة المريض، كما أنها مربوطة بشكل مباشر مع هاتف أحد الوالدين، وترسل إشعارات فورية بقراءات نسبة السكر في الدم لدى ابنتها، الأمر الذي قلل من تردد ابنتها على العيادة المدرسية.
وقال ولي أمر طالب يعاني مرض السكري، عبدالله محمد، إن ابنه الذي يدرس في مدرسة خاصة يعاني بشكل شبه يومي اختلاف القراءات في السكر، ففي بعض الأحيان يصل إلى المنزل ولديه ارتفاع شديد في السكر، كما أنه في غالب الوقت يكون سكر الدم منخفضاً عن المعدل الطبيعي، الأمر الذي جعله يتواصل مع إدارة المدرسة، لتوفير اهتمام ورعاية أكبر له، من خلال متابعة مستوى سكر الدم لديه من قبل العيادة.
وأضاف أن الطالب الذي يعاني أمراضاً مزمنة قد يضجر من مراجعة العيادة المدرسية بشكل يومي لمتابعة حالته، الأمر الذي دعاه إلى تركيب جهاز ذكي (شريحة ذكية في يد المصاب بالسكري)، مربوطة بمضخة أنسولين مسؤول عن ضخ الأنسولين في الجسم، بحسب حاجة المريض، ومن ميزاته أنه يرسل إشعارات للهاتف الذكي الخاص للوالدين، ويصدر أصواتاً تنبيهية تجعل المعلم يدرك أن الطالب يواجه مشكلة ما، وعليه إرساله فوراً إلى العيادة المدرسية.
وأكدت ولية أمر طالب في المرحلة الابتدائية لديه مرض السكري، نورة عبدالله البلوشي: «اضطررت إلى تركيب جهاز ذكي يكشف نسب السكر في الدم أثناء وُجود ابني في المدرسة، حتى أقوم بشكل فوري بإبلاغ معلمة الفصل بضرورة إرساله للعيادة المدرسية».
وأضافت أن الأجهزة الذكية التي تكشف نسب السكر بالدم تتطلب وجود شبكات إنترنت متصلة به طوال وقت الدوام المدرسي، وكان التحدي الذي واجهته هي الانقطاعات المتكررة بينها وبين الجهاز، إلا أن إدارة المدرسة تفهمت الأمر، من خلال السماح لها بإحضار جهاز «شبكة اتصال» لاسلكية لربطها مع المضخة الذكية، ومن انقطاع أدائها خلال وُجود ابنها في المدرسة.
في المقابل، أكدت إدارية بمدرسة خاصة في إمارة الفجيرة، آلاء محمد، أن الحفاظ على سلامة الطلبة أثناء وجودهم في المدرسة مسؤولية مشتركة بين الممرض والمعلم وذوي الطلبة، مؤكدة أهمية التواصل الدائم بين ولي الأمر والطبيب المتخصص في العيادة المدرسية، بالإضافة إلى ضرورة إرفاق التقارير الصحية الحديثة، وتقديم الشرح الكافي للطبيب المختص في العيادة المدرسية، من أجل تقديم الرعاية الخاصة لطلبة الأمراض المزمنة.
وأشارت إلى أن المدرسة تحرص على تواصل المعلمين في الفصول الدراسية مع طلبة الأمراض المزمنة وتجاوبهم مع حالاتهم المرضية على نحو ملائم، من حيث اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لضمان راحتهم وسلامتهم، خلال وجودهم في المدرسة، بالإضافة إلى توفير أرقام تواصل مباشرة بين ولي الأمر والطبيب المختص في العيادة المدرسية ومعلم الفصل، ليتسنى الإبلاغ عن أي أعراض مقلقة على الطالب.
وأكدت طبيبة في عيادة مدرسية لمدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، فضلت عدم ذكر اسمها، أن المدرسة تخصص عيادة متكاملة لمتابعة الحالة الصحية للطلبة، بالإضافة إلى حصر طلبة الأمراض المزمنة ومتابعتهم بشكل يومي، من خلال زيارتهم في الفصول، وحفظ أدويتهم في العيادة، وإعطائهم الجرعات اليومية المخصصة لهم، وتوفير أدوية وإبر مخصصة لهم في وقت الطوارئ.
وأشارت إلى أنه يتم التواصل مع ذوي طلبة الأمراض المزمنة لمعرفة مستجدات الحالة الصحية لأبنائهم، بهدف إبلاغ المعلمين بالأعراض والدواعي التي تستلزم إبلاغ ممرض العيادة للحضور للفصل، من أجل معاينة الطالب.
ذوو طلبة:
«وفرنا لأبنائنا أجهزة ذكية لمتابعة حالتهم الصحية خلال وجودهم في المدرسة».
مدارس:
«نتواصل مع ذوي طلبة الأمراض المزمنة، للتعرف إلى الأعراض، وتدريب المعلمين للتعامل معها».