تربويون يقترحون 3 إجراءات لضبط «الساعة البيولوجية» للطلبة
اقترح خبراء تربويون على الآباء اتخاذ ثلاثة إجراءات أساسية، لمساعدة أبنائهم على إعادة ضبط الساعة البيولوجية، حتى يتسنى لهم التأقلم مع انطلاقة العام الدراسي.
وتضمنت الإجراءات تقليص ساعات استخدام الأبناء للأجهزة الرقمية تدريجياً، وتجنيبهم السهر لساعات متأخرة، وتنفيذ خطط لمساعدتهم على الاستيقاظ مبكراً.
وقال الخبير التربوي سعيد نوري، إن «هناك مشكلة كبيرة تواجه أولياء الأمور الذين اعتاد أبناؤهم على تقلب مواعيد نومهم، إذ يصبح النهار ليلاً والليل نهاراً عند كثيرين منهم، وبالتالي يواجهون في الأسبوع الأول من العام الدراسي مشكلة التأقلم مع المواعيد المدرسية».
وأضاف: «يجب أن نبدأ بتقليص ساعات سهر الأبناء تدريجياً، ومن ثم تحديد موعد للتواصل مع وسائل (الميديا)، بحيث تسحب الهواتف من أيديهم في ساعة محددة، حتى يذهب الطالب إلى مدرسته وهو في قمة تركيزه».
وقالت الأخصائية النفسية والتربوية، الدكتورة بدرية الظنحاني، إن بداية العام الدراسي تشهد تبدل العادات التي اكتسبها أطفالنا خلال العطلة الصيفية مثل السهر وتناول الوجبات في وقت متأخر ليلاً، والاستيقاظ في موعد متأخر نهاراً، مشيرة إلى أن «نقص النوم يؤدي إلى اختلال الساعة البيولوجية للجسم، ويؤثر سلباً في كثير من وظائفه الحيوية، بحيث لا يكون الطالب يقظاً بدرجة كافية لتلقي المعلومات».
ولفتت إلى أنه «يمكن القيام بحيلة إيجابية لتشجيع الطفل على الاستيقاظ مبكراً قبل الدراسة، عن طريق الخروج معاً لنشاط رياضي، أو شراء غرض للمنزل في الصباح الباكر، كما أن النشاط الحركي يساعد الطفل على النوم مبكراً بسبب التعب».
وحذرت من تقديم أي مشروبات للطفل تحتوي على الكافيين، مثل الشوكولاتة والمياه الغازية، «لأنها تسبب الأرق واضطراب النوم، كما حثت على عدم تعريض الطفل لأفلام مرعبة أو حكايات مخيفة، مع ضرورة أن تصحبه والدته إلى السرير قبل المدرسة بأيام، والتحدث معه عن أهمية التعليم، وتقديم موعد النوم قبل الدراسة بأيام، لمساعدته على ضبط الساعة البيولوجية لجسمه».
وقالت المستشارة النفسية والأسرية، الدكتورة هيام أبومشعل، إنه من «الضروري أن يحدد ذوو الطلبة مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، ومحاولة الالتزام بها بشكل منتظم، بحيث يكون الفرق بين وقت النوم ووقت الاستيقاظ متسقاً يومياً، حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع. وهذا يساعد على تنظيم ساعة نوم الطفل ويعزز نمط نوم صحي».
ودعت إلى إنشاء روتين للنوم يشمل أنشطة مهدئة قبله، مثل الاستحمام الدافئ والقراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، ما يعزز الراحة والاسترخاء، مع تقليل استخدام الشاشات قبل النوم، «لأن الضوء الأزرق الناتج عنها يمكن أن يعيق إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم الجيد».
وأوضحت أنه من الضروري تهيئة بيئة النوم باستخدام الستائر المظلمة للتحكم في إضاءة الغرفة.
وشددت على أهمية أن يكون أولياء الأمور مثالاً جيداً للأبناء من خلال النوم الصحي وتطبيق الروتين الذي ينبغي أن يسير عليه الطفل، مع التحلي بالصبر، حيث يستغرق الأطفال بعض الوقت للتكيف مع تغيرات جدول النوم بعد الإجازة الصيفية.
وذكرت أن المدة الكافية لضبط موعد النوم عند الأطفال بعد الإجازة تختلف من طفل لآخر، وتعتمد على عوامل محددة، مثل العمر ونمط النوم السابق، ومدى التأثر بتغييرات الجدول الزمني خلال الإجازة الصيفية.
وقالت عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية الطفل، وداد سالم المحمود، إن أولياء الأمور يقعون في خطأ كبير بإعطاء الطفل راحة تامة في الإجازة الصيفية، مثل السهر الطويل والأكل في أوقات غير منتظمة، حتى يستمتع بإجازته الصيفية، ولكن هذه الممارسات خطرة لأنها تسبب ضغوطاً له ولولي أمره.
وأضافت: «طالما بدأنا في المرحلة الختامية من الإجازة الصيفية، فلابد أن ندرك بعض الأمور التي يجب أن يأخذها أولياء الأمور في الاعتبار، للاستعداد النفسي والصحي لاستقبال العام الدراسي الجديد، أولها ضبط موعد نوم الطفل، فلابد أن نأخذ في الاعتبار إشعار الطفل بأهمية العام الدراسي ونجعله مستعداً بصورة تامة لاستقباله، بحيث يرتب أموره الخاصة بالمدرسة حتى يشعر بأن هناك مسؤوليات جديدة بعد الإجازة».
وذكرت أنه من الضروري إبعاد الطفل عن الأجهزة الإلكترونية، والتخفيف من استخدامها، مع جعل البيت أكثر هدوءاً في وقت مبكر، بحيث يكون جسم الطفل مستعداً للنوم، فضلاً عن ضرورة إبعاده عن بعض الأكلات والمشروبات التي تزيد طاقة الجسم.
سعيد نوري:
«يجب سحب الهواتف من أيدي الأبناء في ساعة محددة يومياً».
بدرية الظنحاني:
«اللجوء إلى حيلة إيجابية قد يشجع الطفل على الاستيقاظ مبكراً».
هيام أبومشعل:
«أقترح ممارسة أنشطة مهدئة مساءً مثل القراءة وسماع الموسيقى».