مخاوف من عدم اعتماد شهاداتها في الجامعات وسوق العمل
تربويون يحذرون من مدارس افتراضية خارجية برسوم منخفضة
كثفت مدارس افتراضية إعلاناتها على مجموعات «التواصل الاجتماعي»، داعية إلى استمرار تسجيل الطلبة ومنح خصومات إضافية على الرسوم المخفضة، مؤكدة أنها معتمدة وشهاداتها معترف بها في جميع دول العالم، فيما حذر تربويون من أن التسجيل في مدارس افتراضية خارجية يعد مغامرة بمستقبل الطالب، لأن هناك مخاوف من عدم اعتماد شهاداتها في سوق العمل، ولدى الجامعات الدولية.
ورصدت «الإمارات اليوم» تبادل ذوي طلبة على مجموعات «التواصل الاجتماعي»، إعلانات لمدارس افتراضية تسجل الطلبة في دول خارجية مقابل رسوم منخفضة، وتمنح شهادات معتمدة من دول عربية وأجنبية، ومعترفاً بها لدى الجامعات الدولية «بحسب الإعلانات».
وعزوا توجههم لهذه المدارس إلى البحث عن أقل رسوم دراسية ممكنة.
وتفصيلاً، تبادل ذوو طلبة إعلاناً لمدرسة افتراضية دولية تؤكد - على موقعها الإلكتروني - أنها مرخصة من وزارة التربية في دولة عربية، مشيرة إلى أنها مؤسسة تربوية انطلقت من عاصمة عربية لتصل إلى كل أنحاء العالم، وتعتمد منهاجاً معترفاً به عالمياً، يضم المراحل الدراسية كافة، بدءاً من التحضيرية إلى الثانوية، وتمنح خريجيها شهادات معترفاً بها دولياً، تؤهلهم للدخول في أبرز الجامعات في العالم.
وأشارت المدرسة إلى أنها تستقطب كادراً تدريسياً أكاديمياً مؤهلاً للتعامل مع أحدث التقنيات الموجودة ضمن منصات تعليمية مواكبة لأحدث تقنيات العصر، وإلى استمرار التسجيل للعام الدراسي الجديد بأسعار مخفضة، تشمل «لاب توب» محمّلة عليه نسخة إلكترونية من الكتب الدراسية أو نسخة ورقية ملونة، حسب رغبة الطالب، مع خصم 10% من القسط للطلبة المنقطعين عن المدرسة.
ويتضمن الإعلان رقم هاتف إماراتياً للتواصل، وتراوح الرسوم الدراسية للطلبة المقيمين في الإمارات بين 1480 و3680 درهماً، حسب الصف الدراسي، وتتيح المدرسة تقسيط الرسوم شهرياً.
وذكر إعلان آخر لمدرسة افتراضية أنها تتبع مدرسة تقليدية في دولة شرق أوسطية، وتتبع مجلس الإدارة الذي تتبع له المدرسة الحضورية، وتوفر لطلبة المدرسة الافتراضية منهجاً أميركياً معتمداً للمراحل الثلاث: الابتدائية (1-5) والمتوسطة (6-8) والثانوية (9-12)، يتكون من مجموعة من المواد الأساسية والضرورية والاختيارية. وتراوح الرسوم الدراسية بين 1500 دولار سنوياً لمرحلة رياض الأطفال، و3000 دولار للمرحلة الثانوية. وتضاف للرسوم قيمة اشتراك المنهج الإلكتروني البالغة 200 دولار.
ولفتت المدرسة إلى أنه في نهاية كل صف، يتسلم الطالب كشف الدرجات، وهو عبارة عن وثيقة رسمية تثبت أنه أكمل المستوى بنجاح، وتؤهله إلى الانتقال إلى الصف التالي في المدرسة نفسها أو في مدرسة أخرى، سواء كانت تقليدية أو مدرسة افتراضية. وفي نهاية المرحلة الثانوية، يزود الطلبة بوثيقة المعدل التراكمي GPA لصفوف المرحلة بأكملها (9-12)، وهو ما يسهل خطوتهم التالية، سواء في الحصول على المهنة أو القبول الجامعي.
وذكر إعلان ثالث لمدرسة افتراضية، أنها توفر منهاج دولة عربية للصفوف من الأول إلى الثالث الثانوي، على أن يتم تسجيل الطالب في السفارة في بلد الإقامة، وأداء اختبارات نهاية العام بنظام امتحانات الطلاب في الخارج، مشيرة إلى أنها توفر محتوى عالي الجودة للطلاب والطالبات، يساعدهم على استيعاب المعلومة بشكل مبسّط وسلس على مدار الساعة، مع القدرة على تطبيق هذا الفهم وحل الأسئلة والتدريبات العملية بصورة تفاعلية.
وتراوح الرسوم الدراسية بين 200 و500 دولار، سنوياً، على أن يتحمل ولي الأمر مسؤولية ورسوم تسجيل أبنائه في النظام.
وفي المقابل أكد تربويون: محمد فضل وفاطمة موسى ونادية عبدالله، أن التعليم الافتراضي بات إحدى طرق التعليم الحديثة المعترف به دولياً. ويعتمد على التعلم عن بعد، ويهدف إلى جذب طلاب لا يستطيعون - في الظروف العادية - الاستمرار في برنامج تعليمي تقليدي. وقد لجأت إليه دول العالم كافة خلال جائحة «كوفيد-19».
وتابعوا أن «التسجيل في مدارس افتراضية خارجية يعد مغامرة بمستقبل الطالب، لأن هناك مخاوف من عدم اعتماد شهاداتها في سوق العمل، ولدى الجامعات الدولية».
وشددوا على أن «الخلاف ليس في نوع التعليم التقليدي أو الافتراضي، ولكن على حقيقة الاعتراف بشهاداتها داخل الدولة حتى يطمئن الطلبة على مستقبلهم»، لافتين إلى أن «الإغراء بانخفاض الرسوم الدراسية لا يعد مؤشر جذب، حيث توجد في الدولة مدارس خاصة لا تزيد رسومها على 4000 درهم سنوياً ويمكن التسجيل فيها. كما يوجد كثير من المدارس لأبناء الأسر محدودة الدخل. ويمكن تسجيل الطلبة في مدارس التسامح التي تستهدف أبناء الأسر ذات الدخل المحدود من المقيمين، إضافة إلى وجود نسبة لأبناء المقيمين ضمن مقاعد المدارس الحكومية».
وقال المعلمون: مصطفى الأعصر ومنى السيد وعائشة حازم، إن فكرة التعلم عن بعد من الأفكار التي أثبتت أهميتها ونجاحها في الفترة الأخيرة، خصوصاً أنها قدمت حلولاً لكثير من الطلاب المنقطعين عن الدراسة لظروف معينة، سواء بسبب المرض أو السفر أو التنقل، وهي من أهم المشروعات الحديثة التي تعمل وفق منهجية تعليمية متقدمة ومتطورة، إلا أنه يجب أن تتسم هذه المدارس بالمصداقية، وتكون مستوفية للاشتراطات التعليمية، وتدار تحت مظلة مؤسسة تعليمية دولية لضمان مخرجاتها التعليمية وصحة شهاداتها الأكاديمية.
وأكدوا أن المدارس الافتراضية موجودة في دولة الإمارات، ومنها مدرسة الشراكات التعليمية الافتراضية التي أطلقتها دائرة التعليم والمعرفة منذ ثلاثة أعوام، لتوفير التعليم المجاني للطلبة، ممن فرضت عليهم الظروف المالية الصعبة ترك المدارس الخاصة، نتيجة عدم قدرة أولياء أمورهم على تحمّل التكاليف الدراسية.
واقترح تربويون وإداريون في مدارس خاصة، السماح للمدارس التقليدية المرخصة في الدولة، ولديها الإمكانات التقنية والخبرة التكنولوجية، بافتتاح أفرع افتراضية تخدم الطلبة داخل وخارج الدولة، مشيرين إلى أن السماح للمدارس التقليدية بافتتاح أفرع افتراضية، سيكون بمثابة تدريب واستعداد للمستقبل، لأن المتوقع خلال العشرين عاماً المقبلة حدوث تغيير كامل في شكل المنظومة التعليمية، بسبب سيطرة التكنولوجيا الرقمية وتطبيقات الميتافيرس التي ستشكل مقومات العملية التعليمية، وتحيل العالم إلى حجرة دراسية مفتوحة، ما سيترتب عليه اختفاء نموذج التعليم المعتمد على مبان وصفوف دراسية، وحضور إلزامي، ليحل محله التعليم الافتراضي الذي يتلقاه الطلبة في أي وقت وأي مكان.
وفي المقابل دعا ذوو طلبة في مدارس خاصة إلى التوسع في توفير مقاعد دراسية في المدارس الخاصة لأبناء الأسر محدودة الدخل، وتوفير خيارات دراسية لأبناء الأسر المتعثرة مالياً، أو الذين تعرضوا لظروف طارئة، كفقدان العمل ومورد الدخل الوحيد، مشيرين إلى أن محدودية المقاعد وارتفاع رسوم المدارس الخاصة، يلعبان دوراً رئيساً في اتجاه البعض للتسجيل في مدارس افتراضية خارج الدولة.
جدير بالذكر أن دائرة التعليم والمعرفة كانت قد أشارت - في وقت سابق - إلى قيامها وشركائها بتقييم الحاجة إلى تقديم مزيد من المناهج الدراسية في المدرسة الافتراضية الجديدة، مع النظر في إمكان التوسع في المشروع.
مدرسة الشراكات الافتراضية
أطلقت دائرة التعليم والمعرفة، مدرسة الشراكات التعليمية الافتراضية في أكتوبر 2020، لتوفير التعليم المجاني للطلبة ممن فرضت عليهم الظروف المالية الصعبة، ترك المدارس الخاصة نتيجة عدم قدرة أولياء أمورهم على تحمّل التكاليف الدراسية، حيث انطلقت المدرسة في مرحلتها التجريبية لمواصلة تعليمهم، وفق منهاج وزارة التربية والتعليم.
واستقبلت المدرسة طلبة من 15 جنسية مختلفة، شكلوا الدفعة الأولى من طلبتها.
وتقدم المدرسة منذ افتتاحها، خدمات التعليم المجاني الافتراضي. ووفّرت الأجهزة الرقمية لطلبتها على مبدأ الإعارة، كما تتبع المدرسة الخطط التدريسية والاختبارات المعتمدة حسب منهاج وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات، ما يتيح للطلبة الانتقال في أي وقت إلى أي مدرسة خاصة أخرى، حسب القوانين التنظيمية المعتمدة لدى الدائرة، وفي حال رغبة الطلبة في العودة إلى المدارس الخاصة. وقد شهدت المدرسة تخريج الدفعة الأولى (الصف الثاني عشر) في يوليو 2022، وتضمنت حصول أكثر من 50% من الطلبة على معدل درجات تجاوز 90% في الثانوية.
• 1500 دولار لمرحلة رياض الأطفال و3000 دولار للمرحلة الثانوية.. رسوم مدرسة افتراضية.
• ذوو طلبة يتوجهون للمدارس الافتراضية بحثاً عن رسوم دراسية مخفضة.
• مدارس خاصة في الدولة تقدم التعليم الحضوري برسوم 4000 درهم سنوياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news