انتقدوا عدم إشراكهم في خطط العملية التعليمية

ذوو طلبة يشكون طرق ومخرجات التعليم في مدارس خاصة

المدارس ملزمة بتحقيق معايير عالية في عملية التعليم والتعلم. تصوير: نجيب محمد

رصدت «الإمارات اليوم» شكاوى ذوي طلبة في مدارس خاصة، حول مستوى ومخرجات التعليم التي رأوا أنها لا تتناسب مع الرسوم الدراسية التي يدفعونها، كما أبدوا ملاحظات على طرق التدريس، وتفرُّد مدارس بقرارات تهم الطلبة، وتجاهلها دور الأسر وعدم إشراكها في أي مبادرات أو خطط يتم اقتراحها أو تنفيذها في العملية التعليمية.

وتأتي شكاوى أولياء الأمور في الوقت الذي تستأنف فيه مدارس خاصة في أبوظبي، اليوم، العملية التعليمية، بعد أن منحت الطلبة عطلة أسبوع كامل، اعتبرته إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول.

وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» ثلاث شكاوى كرّرها ذوو طلبة في مدارس خاصة في أبوظبي، خلال النصف الأول من العام الدراسي، إضافة إلى تداولها بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، شملت ضعف تحصيل الطلبة في الصفوف الدراسية وحاجتهم إلى دعم أكاديمي خارجي، وإصرار إدارات مدارس على تحييد الآباء عن العملية التعليمية، وعدم إشراكهم في أي مبادرات أو خطط يتم اقتراحها أو تنفيذها، وتكرار شكوى أطفالهم من طريقة تعامل المعلمين معهم.

وأوضح ذوو طلبة: مصطفى عبدالفتاح، وزكريا محمد، ورجاء شلبي، وأنية فيصل، وأم سعيد، أن مدارس أبنائهم لا تقدم تعليماً يوازي الرسوم المقررة، وتترك العبء الأكبر من التعليم على الأهل، ما يضطرهم إلى الاستعانة بمعلم خصوصي، مشيرين إلى أن الطالب يتم تكليفه بواجبات يومية لم يتم شرحها، ويُترك عبء الشرح والحل على الأسرة، إضافة إلى عدم الاهتمام بالمواد الإلزامية (اللغة العربية والدراسات الاجتماعية)، وتخصيص حصص أسبوعية أقل من المواد التي تدرّس باللغة الإنجليزية، ما ترتب عليه انخفاض كبير في مستوى التحصيل الدراسي لمواد اللغة العربية.

وطالبوا بأن تستثمر المدارس أكثر في عملية التطوير المهني لتحسين خبرة وأداء المعلمين، بما ينعكس إيجاباً على أداء الطلبة ويلبي كل احتياجاتهم، إضافة إلى تحديد المخرجات التعليمية المتوقعة في كل مادة دراسية لكل مرحلة، وتوحيد وحدة القياس للوقوف على مستوى كل طالب، وتحديد جوانب القوة لتنميتها، وجوانب الضعف لدعمها. وأشار ذوو طلبة: أحمد غريب، وجهاد إسماعيل، ومها عسقلاني، إلى «سلوكيات عنيفة» يتبعها بعض المعلمين مع الطلبة، منها الصراخ الدائم في وجوههم، ومنعهم من استخدام دورات المياه، إضافة إلى فرض عقوبات بدنية عليهم، منها صعود وهبوط سلالم المدرسة مرات عدة، أو الجري ما بين ثلاث إلى خمس مرات في ساحة المدرسة، لافتين إلى إدارات المدارس لا تتخذ أي موقف ضد هذا السلوك وتحمّل الطلبة المسؤولية، وتعتبر سلوك المعلمين رد فعل، ومحاولة لإفراغ شحنات الطاقة الموجودة لدى الطلبة.

كما انتقد ذوو الطلبة تجاهل المدارس لدور الأسرة في العملية التعليمية، وعدم إشراكها في أي خطط أو مبادرات تعليمية، واصفين المدارس بأنها تحرص على أن يقتصر دور ذوي الطلبة على سداد الرسوم الدراسية، وإيصال الطلبة للمدرسة وأخذهم في الموعد، وحضور حفل اليوم الوطني فقط.

وطالبوا بعودة مجالس الآباء والأمهات وتفعيل دورها لتوعية الأهل باحتياجات أبنائهم، لتتحقق المشاركة المرجوّة وتُكسر علاقة الجمود والندية التي باتت تسيطر على العلاقة بين الآباء والمعلمين، وأن تكون لولي الأمر صلاحية المساءلة، وأن يكون تشكيل مجلس الآباء أمراً إلزامياً على كل مدرسة، لافتين إلى ضرورة أن يتمتع المعلمون بالمعرفة والمهارات الضرورية للعمل مع الآباء، لنجاح برامج المشاركة التي تعلنها المدارس ولا تطبق في معظم الأوقات.

وفي المقابل وصفت إدارات مدرسية دور الأسر في العملية التعليمية بالسلبي، مشيرة إلى أن بعض ذوي الطلبة يظهرون سلبيات المدارس فقط، ولا يرغبون في مساعدة أبنائهم بالتوازي مع المدارس.

من جانبها أكدت دائرة التعليم والمعرفة في دليل سياسات المدارس الخاصة «أنه يجب على المدارس تحقيق معايير عالية في عملية التعليم والتعلم، وتطبيق المبادئ التوجيهية كمؤشرات رئيسة لجودة التدريس، من خلال ضمان أن المعلمين ملتزمون بتجسيد المعايير العالية، وتحقيق مخرجات المناهج الدراسية الدقيقة بوضوح».

حظر العقاب البدني

حظرت دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، بشكل تام، إنزال أي عقاب بدني بالطلبة في مدارس الإمارة، ويجب أن يشعر الطلبة أثناء وجودهم في المدرسة بأنهم في مأمن من أي نوع من أنواع العقاب الجسدي وسوء المعاملة، كما يجب على المدارس الحفاظ على جوّ من التقدير المتبادل والثقة بين الطلبة والمعلمين، وتعزيز سلوك الطلبة الإيجابي في الأوقات كلها.

وأكدت الدائرة في «دليل سياسات المدارس الخاصة»، ضرورة التزام المدرسة بإعداد تقارير كتابية تصف مستوى التقدم الأكاديمي لكل طالب مرتين سنوياً على الأقل، على أن يسلم إلى ولي أمر الطالب.

وأشارت إلى أن المدارس ملزمة بضمان التطوير المستمر لمهارات القيادة والتدريس وكفاءات الموظفين، بما في ذلك التعريف بطرق مبتكرة وخلاقة للقيادة والتخطيط والتدريس والتقييم، وتوفير منهجية واضحة يُقيَّم من خلالها، الأداء المهني للموظفين ويُتابَع، بحيث يتواءم مع أهداف التطوير المهني الفردية وأهداف المدرسة.

• أسر تستعين بمدرسين خصوصيين لتحسين مستوى أبنائها التعليمي.

تويتر