أهالٍ يطالبون بتحديث قوائم الأغذية
وجبات مقاصف تنشر السمنة بين طلبة مدارس خاصة
شكا ذوو طلبة في مدارس خاصة، أن الوجبات غير الصحية باتت تتصدر قوائم الطعام في مقاصف مدرسية، وذلك على الرغم من وجود اشتراطات صحية وتعليمات تمنع بيع الأطعمة المشبعة بالدهون والزيوت داخل المدارس، ما ترتبت عليه زيادة معدلات السمنة، والسكري، والنحافة، وتسوس الأسنان بين الطلبة، وطالبوا بإعادة النظر في الوجبات التي توفرها المقاصف المدرسية للطلبة، وتحديث قوائم الأغذية المطبقة حالياً، وتنظيم برامج توعية للعاملين في المدارس عن أهمية الغذاء الصحي للطلبة.
وأكد ذوو طلبة في مراحل تعليمية مختلفة، وليد صافي، ومحمد شحاتة، ومريم نوح، وسها شكري، أن انتشار السمنة بين أطفال مدارس أصبح ظاهرة ملموسة في السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن المدارس لاتزال تبيع داخل مقاصفها وجبات وأطعمة غير صحية، تسهم في زيادة الوزن نتيجة احتوائها على دهون أو سكريات يفضلها الأطفال بشكل كبير، ما يجعلهم يقبلون على تناولها دون وعي بعواقب ذلك. فيما أشارت أمهات طلبة، ماجدة درويش، ومنى أحمد، ورضوى موسى، وأميرة محمد، إلى أن مقاصف مدارس أبنائهم لا تبيع إلا البيتزا، والمعكرونة، والبرياني، والفطائر، والمناقيش، وورق العنب، بالإضافة إلى العصائر المعلبة. ورأت الأمهات أن الطلبة يقبلون على شراء هذه الأطعمة، وعلى حساب أطعمة محضرة في المنزل.
وشددت الأمهات على ضرورة إعادة النظر في عمل مقاصف بعض المدارس الخاصة، وتحديد وجبات صحية تناسب كل مرحلة عمرية، ووضع آلية جديدة للموردين، لحماية الطلبة من أضرار بعض السلع الغذائية التي لا ينصح بتداولها داخل المدارس.
ودعا ذوو الطلبة إلى تنظيم حملات توعوية بالمدارس من قبل الجهات الصحية والتعليمية والمجتمعية، للتوعية بأهمية الغذاء الصحي، والعمل على محاربة السمنة التي انتشرت بين كثير من الأطفال.
فيما أشارت أخصائية التغذية شرين جلال، إلى أن حالات الأطفال التي تستقبلها تنقسم ما بين حالات تعاني السمنة وزيادة الوزن، أو ضعف النمو ونقص الوزن، وأرجعت السبب في الحالتين إلى سوء التغذية، حيث يؤدي تناول أطعمة غير صحية مملوءة بالسكريات أو الدهون إلى زيادة الوزن، وهذا يندرج تحت بند «سوء التغذية».
وحذّرت من عدم حصول الطفل على وجبة فطور صحية، مشيرة إلى أن تجاهل الفطور المتكامل العناصر الغذائية، واستبدالها بالأغذية الجاهزة عالية السعرات، يتسبب في شعور الطفل بعدم التركيز خلال اليوم الدراسي، ويؤثر في التحصيل الدراسي للطالب، حيث يقل استيعابه نتيجة فقدان الجسم العناصر المغذية.
كما أكد أطباء، جهاد أحمد، ونادر فراج، وهالة صبيح، ضرورة أن توفر المقاصف المدرسية تنوعاً غذائياً صحياً يلبي احتياجات الطلاب، ويحد من مظاهر سوء التغذية، أو التغذية غير الصحية التي تضر الطلبة، لافتين إلى أن عدم حصول الطفل على التغذية الجيدة في المرحلة الأولى من حياته، يزيد من احتمالية إصابته بالأمراض في المراحل اللاحقة من عمره، ويترتب عليه ضعف في القوى البشرية مستقبلاً، وزيادة في كلفة التأمين الصحي والعلاج.
في المقابل، أكد إداريون واختصاصيون اجتماعيون في مدارس خاصة، أن المدارس تنوع من قائمة الطعام المقدم في المقاصف نزولاً عند رغبة الطلبة بضرورة وجود أطعمة مختلفة ومتنوعة، مشيرين إلى أن قائمة الطعام المتوافر تضم فاكهة، وخضراوات بجانب الطعام الطازج الذي يصنع يومياً، بالإضافة إلى أن المخبوزات والمعجنات يراعى في إعدادها أن تكون صحية على قدر المستطاع.
وشددوا على ضرورة تعاون الأسرة في هذا الجانب، وأن تهتم بالغذاء الصحي للأبناء من الصغر، وقبل دخولهم المدرسة، حتى يتعود الطالب هذا النوع من الطعام، وتترسخ لديهم السلوكيات الغذائية السليمة، ويتجنبوا العادات التي تضر الصحة العامة، خاصة أن الطلبة لا يعتمدون على المقاصف المدرسية فقط، وكثير منهم يجلب الأطعمة الجاهزة والحلويات معه، حيث يشترونها من محال البقالة، ويتناولونها داخل المدرسة.
من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة، أن المدارس الخاصة، ملزمة بتوفير الخيارات الغذائية الصحية للطلبة والموظفين، من خلال مقصف المدرسة خلال اليوم الدراسي والأنشطة اللامنهجية، وأن تضع برنامجاً لتقديم خدمات الطعام الصحي الذي يحتوي على العناصر الغذائية كافة للطلبة والموظفين، مع تجنب الاستهلاك المفرط للأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة، متوقعة من المدارس تشجيع نمط الحياة الصحي، من خلال التثقيف في المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية.
• أطباء: يجب توفير تنوع غذائي صحي يلبي احتياجات الطلاب، ويحدّ من سوء التغذية.
سياسة التغذية المدرسية
أكدت دائرة التعليم والمعرفة، «في دليل سياسات المدارس الخاصة»، أنه يجب أن تتوافق عملية توفير الغذاء دائماً مع متطلبات معايير المقاصف المدرسية في إمارة أبوظبي، ومتطلبات الجهات الصحية ذات الصلة، حيث ترتبط هذه المتطلبات بإدارة مرافق المقصف المدرسي، والاشتراطات الصحية بالمقصف المدرسي، ومعايير التغذية والغذاء الصحي، وموردي الغذاء، والإبلاغ عن الشكاوى المتعلقة بالغذاء، بما في ذلك حالات التسمم الغذائي.
وأشارت إلى أن المدارس التي تقدم خدمات الطعام من خلال المقاصف المدرسية، ملزمة بإعداد سياسة التغذية والغذاء الصحي، ونشرها لتصل إلى موظفي المدرسة والطلبة وأولياء الأمور. ويجب أن تضمن هذه السياسة الالتزام بتشجيع الطلبة على اكتساب العادات السليمة للغذاء الصحي، من خلال دعم الممارسات الغذائية الصحية لدى أفراد المجتمع المدرسي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news