3000 درهم للطب و2000 للأسنان و1700 للهندسة والصيدلة و1600 للإعلام وإدارة الأعمال
كُلفة الساعات المعتمدة تعوق التحاق طلبة متفوقين بالتعليم الجامعي
أبلغ طلبة متفوقون «الإمارات اليوم» بأن أحلام التحاقهم بالتعليم العالي تتبخر أمام ارتفاع رسوم الجامعات الخاصة، مشيرين إلى أن متوسط كلفة الدراسة في تخصصات الطب وطب الأسنان يصل إلى 140 ألف درهم سنوياً، ويراوح بين 50 و70 ألف درهم في التخصصات الهندسية، فيما راوحت كلفة الساعة الدراسية المعتمدة للبرامج الطبية بين 2500 و3000 درهم، وفي البرامج الهندسية بين 1600 و2000 درهم.
وتفصيلاً، أكد ذوو طلبة حاصلين على الثانوية العامة، أن رسوم الالتحاق بالبرامج الجامعية تفوق مقدرة الأسر محدودة ومتوسطة الدخل، وأن المنح والخصومات التي تعلن عنها الجامعات للطلبة المتفوقين خاصة بالفصل الدراسي الأول فقط، وتتضمن شروطاً وصفوها بـ«التعجيزية» لاستمرار المحافظة عليها، ودعوا الجامعات إلى إعادة النظر في رسوم الساعات الدراسية المعتمدة، وطرح خطط سداد مرنة تتجاوز عدد سنوات الدراسة مع أخذ ضمانات على الخريجين.
وقالت والدة طالبة حاصلة على مجموع 99.1% في الثانوية العامة، منال محمد: «ابنتي متفوقة وتحلم منذ طفولتها بدراسة طب الأسنان، إلا أن هذا الحلم اصطدم بارتفاع رسوم البرامج الطبية بالجامعات»، لافتة إلى أن كلفة دراسة مساق طب الأسنان تصل إلى 150 ألف درهم سنوياً، ما يحرم ابنتها والكثير من الطلبة المتفوقين التسجيل واستكمال دراستهم.
وأضافت: «لدي أبناء آخرون في المدرسة وأنا العائل للأسرة، وراتبي لا يتحمل نصف هذه الرسوم، وكنا نأمل في أن توفر بعض الجامعات منحاً دراسية للمتفوقين، إلا أن الجامعة أخبرتني بأن الـ50% الخصم للطلبة الحاصلين على 98% فما فوق خاصة بالفصل الدراسي الأول فقط، وأنها ملزمة بسداد كل الرسوم الخاصة بالفصل الثاني وانتظار نتيجة السنة الأولى لمعرفة نسبة خصم التفوق الذي يحصل عليه الطلبة وفقاً لمعدلاتهم».
وأكد والد طالب حاصل على 97%، عثمان داود، أنه حاول التقديم لابنه لدراسة الطب إلا أن الرسوم الدراسية جعلته يتراجع، وبدأ في البحث عن جامعة بديلة لابنه بعد أن وجد أن كلفة السنة الدراسية تبلغ 150 ألف درهم بخلاف السكن ورسوم أخرى تطلبها الجامعة.
فيما أشار طلبة حصلوا على معدلات أكثر من 90%، محمود هاني، وبشار سعد، وسعود عمار، أنهم كانوا يأملون في الحصول على رسوم مخفضة لدراسة الهندسة في بعض الجامعات، إلا أن ارتفاع كلفة الساعات المعتمدة حال دون تحقيق حلمهم، لافتين إلى أن متوسط السنة الدراسية في التخصصات الهندسية يبلغ 60 ألف درهم بخلاف متطلبات الدراسة، ووصفوها بأنها مبالغ تفوق طاقة أسرهم بكثير ولا يستطيعون تحملها.
وأظهرت تعليقات طلبة وذويهم على حسابات الجامعات بمواقع التواصل الاجتماعي شكواهم من ارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية، وعدم ملاءمتها لشريحة كبيرة من أبناء المقيمين، مطالبين بتوفير خيارات أوسع يمكن من خلالها تسهيل التحاق الطلبة بالجامعات الموجودة بالدولة عبر توفير المساقات التعليمية برسوم مقبولة ومناسبة للشريحة الأكبر من الطلبة، وربط الرسوم الدراسية بمعدلات الطلبة، وإتاحة قروض تعليمية يمكن سدادها بعد التخرج.
فيما أظهرت رسوم الساعات الدراسية المعتمدة وعدد ساعات كل برنامج دراسي، وفقاً لإعلان الجامعات على مواقعها الرسمية، أن متوسط رسوم الساعة المعتمدة في برنامج بكالوريوس الطب والجراحة بلغ 3000 درهم وعدد ساعات البرنامج 244 ساعة دراسية معتمدة، و2000 درهم رسوم الساعة المعتمدة في برنامج بكالوريوس العلوم الصحية، فيما بلغت رسوم الساعة المعتمدة في برنامج طب الأسنان 2000 درهم، وعدد ساعات البرنامج 201 ساعة معتمدة، و1800 درهم لكل ساعة معتمدة في برامج بكالوريوس الصيدلة، وبرنامج بكالوريوس علوم التغذية، ويبلغ عدد الساعات المعتمدة لكل برنامج 160 ساعة، ورسوم الساعة المعتمدة في برنامج بكالوريوس الهندسة 1700 درهم وعدد ساعات البرنامج 160 ساعة.
وبينت قوائم الرسوم الجامعية أن رسوم الساعة الدراسية المعتمدة في برنامج بكالوريوس الزراعة بلغت 2500 درهم بإجمالي 120 ساعة، وفي برنامج الطب البيطري 3000 درهم للساعة الدراسية بإجمالي 152 ساعة، وبلغ متوسط أسعار الساعات المعتمدة لبرامج الإعلام، وإدارة الأعمال، والقانون، والآداب والعلوم، 1600 درهم، بإجمالي 120 ساعة دراسية معتمدة لكل برنامج، فيما جاء متوسط رسوم الساعة المعتمدة في برامج علوم الحاسب الآلي، وأمن الفضاء الإلكتروني، والذكاء الاصطناعي، 1500 درهم للساعة الدراسية المعتمدة.
وأضافت جامعات بنداً تحت مسمى «رسوم أخرى»، شملت إلزام الطلبة بسداد مبالغ مالية راوحت بين 200 و600 درهم عن كل خدمة، وشملت الخدمات رسوم التسجيل، ورسوم القبول (تدفع لمرة واحدة)، والكتب والمواد الدراسية (تسدد لكل مساق)، ورسوم الخدمات الطلابية، ورسوم مختبر تكنولوجيا المعلومات (للمساق عند الاقتضاء)، والخدمات الصحية، ورسم شهادة البكالوريوس، ورسم التخرج.
في المقابل، أوضح مسؤولو استقطاب وتسجيل الطلبة في الجامعات، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أن رسوم الجامعة مرتبطة بكادرها الأكاديمي من أساتذة دوليين، وتصنيفها العالمي، وبرامجها المعتمدة دولياً، حيث ينعكس ذلك على المستوى الأكاديمي وسمعتها في سوق العمل، ونسب التوظيف بين خريجيها، مشيرين إلى أن الرسوم الجامعية لا تغطي فقط كلفة التدريس وإنما تشمل تقديم خدمات طلابية وتكاليف تشغيل حرم جامعي يضم كل المرافق العلمية والترفيهية للطلبة، مثل المعامل العلمية، والرعاية الصحية، والعيادات المجهزة، وصالات الألعاب الرياضية، والسكن الجامعي المتميز، ووسائل النقل المريحة للطلبة.
آلية تحديد الرسوم
أكدت جامعات أن البرامج الدراسية التي تقدمها يتم تحديد رسوم الساعة المعتمدة بها بناء على كلفة البرنامج الدراسي، ويدخل فيها الدرجة العلمية التي يمنحها البرنامج عند التخرج، ومدى الطلب عليه، وحاجة سوق العمل له، والتجهيزات كالمختبرات، وكلفة استقدام أعضاء هيئة التدريس.
وأشارت إلى أنها تطرح عدداً من المنح الدراسية في كل برنامج، كما توفر العديد من الخصومات على الرسوم لتتيح لأكبر عدد من الطلبة الاستفادة بها، منها خصومات للمتفوقين، والأشقاء، والرياضيين، وأصحاب الهمم، والمتعثرين مالياً، لافتة إلى أن استمرارية المنحة ترتبط بمعايير واضحة ومعلنة لضمان وصولها لمستحقيها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news