أبرزها الاعتداء الجسدي والنفسي والإلكتروني

10 أشكال لتقصي حالات التنمر في المدارس

استبيان «الدائرة» يهدف إلى معرفة آراء ذوي الطلبة بشأن جودة التعليم والبيئة المدرسية. من المصدر

أطلقت دائرة التعليم والمعرفة استبيان أولياء أمور الطلبة في أبوظبي للعام الدراسي 2023/2024، لمعرفة آرائهم بشأن جودة التعليم، والبيئة المدرسية، وسعت الدائرة من خلاله إلى تقصي مدى تعرض الطلبة للتنمر خلال العام الدراسي المنصرم، عبر 10 أشكال مختلفة أبرزها العنف الجسدي والنفسي، إضافة إلى التنمر الإلكتروني، كما سعى الاستبيان للتعرف إلى دور المدارس في حماية الطلبة والإجراءات التي تتخذها لمواجهة التنمر.

وشملت الحالات الـ10 لأشكال التنمر، إعطاء المال لشخص في المدرسة بسبب التعرض للتهديد، وتعرض الطفل للضرب أو الدفع عمداً من قبل طلاب آخرين، وبقاء الطفل في المنزل لشعوره بعدم الأمان في المدرسة، وتعرض الطفل لعراك جسدي على أرض المدرسة، وتعرض الطفل للتهديد من قبل طلاب آخرين، واستثناء الأطفال الآخرين للطفل باستمرار وعن قصد من المشاركة، والسخرية من الطفل، ونشر الطلبة للشائعات حول الطفل باستمرار، وقيام طلبة بأخذ أو تدمير أشياء تخص الطفل، إضافة إلى تعرض الطفل للتنمر أو التهديد عبر الإنترنت من قبل طلاب آخرين.

وأكد تربويون واختصاصيون اجتماعيون أن الاستبيان يهدف إلى قياس معدل انتشار التنمر والعوامل المصاحبة له بين طلبة المدارس، وأبرز أشكاله بهدف وضع خطط تربوية لمواجهته بناء على الحالات الفعلية التي تم رصدها، إضافة إلى التعرف على أكثر المدارس التي شهدت حالات تنمر وكيفية التعامل معها، مشيرين إلى أن التركيز على التنمر في الاستبيان يعود إلى انتشاره بين الأطفال في سن المدرسة، وما يترتب عليه من آثار ضارة قصيرة وطويلة الأجل على الصحة الجسدية والنفسية للضحايا.

وأشاروا إلى وجود حاجة ملحة للتعرف إلى بعض العوامل المساعدة على انتشار سلوك التنمر بين طلبة المدارس، وتحديد التأثيرات السلبية الناتجة عن ممارسة سلوك التنمر أو الوقوع ضحية له، سواء كان ذلك على الصحة النفسية للطلبة، أو على العلاقات الاجتماعية ضمن الأسرة، وفي محيط المدرسة، وعلى الأداء المدرسي للطلبة.

وشددوا على أهمية اتخاذ خطوات جادة لتنفيذ تدخلات فعالة ضد التنمر وتطوير برامج وسياسات لمكافحة التنمر داخل أسوار المدارس، وإلزام المدارس بتطبيق إجراءات واضحة لمنع التنمر، وزيادة وعي الطلاب بهذه الظاهرة، ودعم الشراكات بين ذوي الطلبة والمعلمين والاختصاصين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس لخلخلة دوائر التنمر، وتحفيز المتفرجين على المشاركة الإيجابية لوقف هذه الممارسات السلبية، والمساهمة في مناخ مدرسي إيجابي.

ولفتوا إلى أن الأسر، يقع على عاتقها دور كبير في مواجهة ظاهرة التنمر، عبر بناء ثقة أطفالهم بأنفسهم، وتعليمهم مهارات حل المشكلات، وتشجيعهم على مشاركة أفكارهم وخبراتهم لاكتشاف أي تورط في سلوكيات التنمر في وقت مبكر وتحفيزهم على كشفه ومواجهته، إضافة إلى تقليل قابليتهم للمشاركة في مثل هذه السلوكيات. واقترحوا إلزام المدارس بدمج التعريف بالتنمر وأبرز صوره في الأنشطة المدرسية ونشر الوعي حول قضية التنمر، وعرض مقاطع فيديو حول التنمر وكيفية التعامل معه، وكيفية قيام الطلبة بالدفاع عن أنفسهم وعن الآخرين عند مواجهتهم لأي اعتداء أو تنمر، ومحاربة السلبية، والإفصاح عن أية أفعال تنمر يشهدونها بأنفسهم وسبل السعي للحصول على المساعدة، بجانب تدريب الطلبة على مشاركة أفكارهم حول الطرق السليمة للتفاعل مع الآخرين، بهدف المساعدة في تطوير مهاراتهم الاجتماعية وتعريفهم بأهمية التحدث عند تعرضهم بشكل شخصي أو أي شخص يعرفونه للتنمر والسعي إلى طلب المساعدة.

من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة أن المدارس وفقاً لسياسة حماية الطفل، ملزمة بحماية الطلبة أثناء وجودهم تحت رعاية المدرسة من جميع الأفعال أو جوانب التقصير التي تُمثِّل إساءة بدنية أو إساءة نفسية أو إساءة جنسية أو تمثل استغلالاً أو إهمالاً أو تنمراً، ورصد ودعم الطلبة الذين يُحتمل أنهم قد تعرضوا لمثل هذه الإساءة أو الإهمال، والتأكيد على أن كل موظفي المدارس هم أشخاص مفوضون ومكلفون بالإبلاغ عن حالات الإساءة أو الاشتباه بالإساءة، التي تقع داخل الحرم المدرسي أو خارجه.

وأشارت إلى أن المدارس ومديريها يعتبرون كفلاء على حق الطلبة في عدم التعرض للإساءة والإهمال، كما يُعد مدير المدرسة موافقاً على القيام بدور ولي الأمر لكل الطلبة أثناء وجودهم تحت رعاية المدرسة وعليه تحمل تبعات هذا الدور، مشددة على أن لكل الطلبة حقوقاً متساوية في التمتع بالحماية والسلامة والأمان في جميع المدارس الحكومية والخاصة.


اليقظة الأسرية

دعا اختصاصيون اجتماعيون ذوي الطلبة إلى اليقظة وملاحظة أي علامات تشير إلى تعرض أطفالهم للتنمر مثل القلق أو الاضطراب النفسي، والانعزال، وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، مشيرين إلى أنه في حال الاعتقاد بتعرض الطفل للتنمر يجب طمأنة الطفل والاتصال بالمدرسة على الفور، وتجنب التعامل مع والدي المتنمر، مع تجنب تشجيع الطفل على ردّ التنمر بالشجار أو بالتنمر المضاد.

وشددوا على ضرورة حماية الطلبة داخل المدارس من جميع أشكال التنمر التي تشمل التنمر المتعلق بالمظهر الجسدي، والتنمر في ما يتعلق بالظروف المنزلية، والتنمر المتعلق بحالات الصحة البدنية، والتنمر الجسدي، والتنمر العاطفي، والتنمر الجنسي، والتنمر عبر الإنترنت أو الإلكتروني، والتنمر المتعلق بالعرق والدين والمعتقد، إضافة إلى التنمر المتعلق بالقومية أو الجنسية أو الثقافة.

تويتر