أكدوا أنه أداة لإنجاز المهام.. ولا يضعف الذكاء البشري

خبراء تربويون يقترحون إدخال الذكاء الاصطناعي في مناهج الدراسة

الذكاء الاصطناعي أحد أبرز المجالات التي تعيد تشكيل جوانب الحياة. أرشيفية

أكد أكاديميون وخبراء أهمية تضمين تعليم «الذكاء الاصطناعي» في المناهج الدراسية لطلبة المدارس، لضمان تجهيز الجيل الجديد بالمهارات اللازمة للتعامل مع المستقبل التكنولوجي المتسارع.

وأوضحوا أن الذكاء الاصطناعي (AI) حالياً في عصر التكنولوجيا الرقمية، أحد أبرز المجالات التي تعيد تشكيل مختلف جوانب الحياة، منوهين بدمج العديد من الدول الذكاء الاصطناعي ضمن البرامج التعليمية في المدارس والجامعات.

وقال مستشار جمعية المهندسين، البروفيسور غانم كشواني، إن الذكاء الاصطناعي تقنية تقود الابتكار في العديد من المجالات، بدءاً من الرعاية الصحية حتى النقل والتعليم والتدريب والاتصال، لافتاً إلى أنه من الضروري أن تعلّم المدارس الطلبة أسس الذكاء الاصطناعي، حتى يصبحوا أكثر استعداداً للتعامل مع التطبيقات المستقبلية لهذه التكنولوجيا والتفاعل مع أدواتها التي أصبحت جزءاً أساسياً في حياة الطلبة الشخصية والتعليمية.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي أداة لإنجاز المهام، وليس من المتوقع تأثيره في الذكاء البشري، أو جعل الطالب يعتاد على الكسل، موضحاً أنه في القرن الماضي ظهرت الآلة الحاسبة، وظن البعض أن ذلك سيؤثر سلباً في تفكير الطلبة، ولكن ذلك لم يحدث، وظهرت برامج الرسم الآلي في الهندسة، ولم تؤثر سلباً في إبداع الطلبة والمتخصصين في الهندسة.

وأشار إلى أنه «قبل فترة ظهر ميثاق الذكاء الاصطناعي، الذي أكد التعايش بسلام مع هذه التقنية الحديثة»، موضحاً أن تعليم الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على فهم التقنيات المتقدمة، بل يشمل أيضاً تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليلي، من خلال دراسة كيفية عمل الأنظمة الذكية وتحليل خوارزمياتها، ويطور قدرة الطلبة على حل المشكلات بشكل إبداعي.

وأضاف كشواني أنه «مع تزايد الطلب على المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي، يوفر التعليم المبكر في هذا المجال للطلبة ميزة تنافسية في سوق العمل».

وشرح أنه «من خلال اكتساب المعرفة والخبرة العملية في الذكاء الاصطناعي، يكون الطلبة مجهزين بشكل أفضل للوظائف المستقبلية التي قد تتطلب مهارات متقدمة في هذا المجال».

وأكد أن إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية يشجع الطلبة على استكشاف كيفية استخدام هذه التكنولوجيا لتحسين العالم من حولهم، وذلك من خلال مشاريع وتطبيقات عملية، يمكن للطلبة تطوير أفكار جديدة وحلول مبتكرة تتجاوز حدود المعرفة الحالية، ويرى الطالب الحياة بطريقة أكثر حداثة.

وشدّد على ضرورة أن يكون الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية مناسباً لسياسات الدولة ولسوق العمل وأخلاقيات هذه التقنية الحديثة.

من جانبه، قال الخبير التربوي، المهندس بهاء صالح، إن تقنية الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فهي تنجز المهام بشكل أسرع، ولكنها قد تجعل الطالب يعتمد عليها بشكل كلي، ولا يتعلم المهارات المطلوبة.

وأضاف: «كنا في مسابقة، لتصميم المدن الحديثة، وطرح فريق الطلبة جميع الاقتراحات للتوصل إلى أفضل تصميم. وبعد الانتهاء من المقترحات، أدخل أحد الطلبة شروط التصميم على أحد برامج الذكاء الاصطناعي، فحصل على تصميم ممتاز ومتكامل».

وتابع: «هذا التصميم لا يُعد من إبداع الطلبة، ولا يمكن تقييمهم بناء عليه، لأنهم لم يتدخلوا في تكوينه».

وأشار صالح إلى أن «الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر فائدة عندما يستخدم للتأكد من حل المسائل بعد إنجازها»، لافتاً إلى أن «نسبة كبيرة من الطلبة يستخدمون الذكاء الاصطناعي في كل شيء، ومن ثم يكون التقييم للطلبة واحداً، فالطالب الذي يستطيع الإجابة الصحيحة عن الأسئلة وحل المسائل، والطالب الذي لا يستطيع ذلك».

وقال: «من الأمور التي ينبغي وضعها في الحسبان أيضاً، أن الطالب لن يستطيع إنجاز مهامه الدراسية، في حال تعطلت شبكة الإنترنت، لأن الذكاء الاصطناعي متعطل».

ولفت صالح إلى أن الذكاء الاصطناعي يكون أكثر فائدة لطلبة التعليم الجامعي، لذلك عند تطبيقه في المناهج الدراسية بالمدارس، من الضروري وضع خطة متكاملة تتضمن تطوير المناهج وأساليب التقييم وتدريب المعلمين على تقنية الذكاء الاصطناعي.

واقترح أن تتبنى وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية بالتعليم، خططاً استراتيجية متنوّعة لتحقيق أقصى استفادة من تعليم الذكاء الاصطناعي، تشمل تطوير منهجيات تعليمية متقدمة، بحيث تتضمن المناهج الدراسية برامج تعليمية متكاملة تشمل البرمجة، وتحليل البيانات، وتعلّم الآلة، مع التركيز على التطبيقات العملية.

كما يجب تعزيز تدريب المعلمين وتأهيلهم على أحدث التقنيات وأساليب التدريس في مجال الذكاء الاصطناعي، لضمان تقديم محتوى تعليمي ذي جودة عالية، إضافة إلى توفير موارد ومعدات ملائمة، بحيث تجهز المدارس بالأدوات والمعدات اللازمة لتعليم الذكاء الاصطناعي، مثل أجهزة الكمبيوتر الحديثة، والبرمجيات التعليمية المتخصصة.

وأضاف أن «تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس ليس مجرد إضافة إلى المنهج الدراسي، بل هو استثمار في مستقبل الطلاب وتزويدهم بالمهارات التي ستحدد مسيرتهم المهنية وتسهم في تقدم المجتمع، لافتاً إلى أنه مع تطور التكنولوجيا بوتيرة سريعة، تأتي أهمية تأهيل الأجيال الجديدة لمواجهة التحديات والفرص التي يحملها هذا العصر الرقمي. ومن هنا، تبرز الحاجة إلى العمل الجاد والمستدام لتوفير تعليم شامل وفعال في هذا المجال الحيوي».

وقالت الخبيرة التربوية، هند عبدالله، إن الذكاء الاصطناعي تدخل في العديد من المجالات، ومنها مجال التعليم، ولذلك أصبحنا نسمع عما يعرف بالمدرسة الذكية ونظام التعليم الذكي، وهي مدارس متطورة تكنولوجياً وتسهم في مساعدة الطلبة والمعلمين على إنجاز مهامهم.

وذكرت أن الذكاء الاصطناعي يساعد المعلمين على تحليل بيانات الطلبة، سواء في الواجبات المنزلية أو الامتحانات أو العلامات أو النتائج النهائية، ويساعد الطلبة على اكتساب مزيد من المهارات والقدرات على مستوى الفهم والاستيعاب.

واقترحت عبدالله عدداً من الاعتبارات التي يجب مراعاتها لتطبيق الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية لطلبة المدارس، أولها تدريب المعلم بشكل جيد على برامج الذكاء الاصطناعي، بحيث يستطيع التعامل بشكل جيد مع الطلبة في هذا الشأن. وثانيها أن تكون خطة إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج متدرجة، بحيث لا تلغي المهارات التي يجب أن يكتسبها الطالب من العملية التعليمية. وثالث هذه الاعتبارات أن تعطى مساحة كبيرة لإنجاز الطلبة مهام دراسية بعيداً عن التقنية، وأخيراً لابد من متابعة أولياء أمور الطلبة أبناءهم بشكل جيد عند استخدام هذه التقنيات.

• تعليم الذكاء الاصطناعي يشمل تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليلي، من خلال دراسة كيفية عمل الأنظمة الذكية وتحليل خوارزمياتها.

• التعليم المبكر في مجال الذكاء الاصطناعي يوفّر للطلبة ميزة تنافسية في سوق العمل.

تويتر