أطباء يحددون إرشادات لتجنب الأمراض الموسمية مع بداية الدراسة
يتعرّض أطفال، مع بداية العام الدراسي، لأمراض موسمية، تتسبب في مشكلات صحية قد تؤدي إلى تغيبهم عن المدرسة، لذلك قدّم أطباء إرشادات ونصائح للطلبة وذويهم، وللمجتمع المدرسي، للوقاية من أمراض تظهر بشكل دوري مع بداية العام الدراسي، واقترحوا طرقاً عدة للحد من العدوى، وزيادة مناعة الأطفال.
وتفصيلاً، حدد أطباء وممرضات عيادات مدرسية عدداً من الأمراض شائعة بين طلبة المدارس، وتنتقل أغلبيتها باللمس والاختلاط، تشمل الأمراض الجلدية وأهمها جدري الماء، والأمراض التنفسية مثل السعال ونزلات البرد والزكام، والتهاب الأمعاء والمعدة، وأمراض العيون التي تأتي من طفل مصاب بمرض ينتشر بالعدوى بين الأطفال الموجودين معه على مقاعد الدراسة، والتهاب الحنجرة بسبب عدوى بأحد أنواع الفيروسات أو البكتيريا، والتهاب الأذن الوسطى، إضافة إلى أمراض طفيلية تصيب الطلبة، مثل الجرب والقمل.
وأكدوا وجود أمراض تنتشر بين الطلبة مع بداية العام الدراسي، تتنوع ما بين أمراض فيروسية وطفيلية، مشددين على أن تدريب الأطفال على بعض وسائل الوقاية يعد إحدى أهم وسائل الحماية من الإصابة ببعض تلك الأمراض.
وأكدوا أن الوقاية من هذه الأمراض تبدأ من البيت، إذ يجب تشجيع الأطفال على عادات صحية، مثل غسل اليدين بانتظام، والأكل الصحي، وشرب الماء بانتظام، والنوم الكافي، مع ضرورة التزام الطلبة جدول التطعيمات الموصى به من قبل السلطات الصحية، لما لها من دور مهم في الوقاية من الأمراض المعدية، مشيرين إلى أن المدارس تلعب دوراً في مكافحة العدوى، من خلال تنظيف وتعقيم المساحات المشتركة بانتظام، مثل الألعاب والأثاث ومقاعد الحافلات المدرسية، وتعزيز الوعي الصحي لدى الطلبة والمعلمين.
إجراءات مدرسية
وأكدت ممرضات في عيادات مدرسية، عليا نجيب، وديلا سانتوس، وميلودي أرون، وبونامي أجاي، تطبيق المدارس إجراءات وقائية داخلها بوجه عام، تشمل التهوية الجيدة، والقضاء على ناقلات العدوى، مثل البعوض والذباب، وتفقد المقصف المدرسي، ومراقبة المأكولات التي يتناولها الطلبة في المدرسة، واحتوائها على العناصر الغذائية التي تقوي مناعة الجسم، إلى جانب التثقيف الصحي ورفع الوعي عن أهمية المحافظة على نظافة البيئة واتباع السلوك الصحي الذي يمنع انتشار العدوى.
وأوضحن أن الطلبة يتلقون تدريباً على آداب السعال والعطاس باستخدام المرفق أو المنديل، والحرص على نظافة اليدين باستخدام الكحول المعقم أو الماء والصابون، إضافة إلى تنفيذ إجراءات خاصة لمنع انتشار العدوى، مثل التأكد من حصول الطلبة على التطعيمات التي تحددها الجهات الصحية، إضافة إلى تفقد الحالة العامة لصحة الطلاب في طابور الصباح بشكل يومي، والانتباه إلى بعض الأعراض التي تحدث بين الطلاب (العطس والرشح، والسعال، والطفح جلدي، الحكة، واحمرار العينين).
من جانبه، أكد أخصائي طب الأطفال بمدينة برجيل الطبية، الدكتور هاني الهنداوي، أنه من المعروف انتشار أمراض مع بداية الموسم الدراسي، بسبب اختلاط الأطفال ببعضهم والزحام، والتعرض لفيروسات وبكتيريا مسببة للأمراض، مشيراً إلى تنوع الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والأنف والأذن وأمراض العيون والأمراض الجلدية، كما تتنوع ما بين إصابة بكتيرية وفيروسية وطفيلية.
أمراض شائعة
وقال الهنداوي: «تعدّ نزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي العلوي أكثر الأمراض انتشاراً بين طلاب المدارس، وتظهر الأعراض بصورة ارتفاع بدرجة الحرارة وعطس وزكام وكحة، وتختلف شدة المرض بين الأطفال، وتكمن الوقاية من هذه الأمراض عن طريق التغذية الصحية السليمة، من خلال تناول الخضراوات والفاكهة التي تحتوي على فيتامين c لزيادة مناعة الجسم، والحفاظ على عدم التزاحم والتكدس، وعدم ملامسة الأسطح بلا داعٍ، واتباع أساليب صحية وتعليمات في حالة الكحة أو العطس في حال ظهور أي أعراض المرض على الطالب، ومن الضروري استشارة الطبيب وتقييم الحالة الصحية، والراحة بالمنزل لحين التعافي من المرض».
وأضاف: «يعدّ الجدري المائي الذي يصيب الجلد من أكثر الأمراض انتشاراً، ويتميز بارتفاع درجات الحرارة وظهور طفح جلدي مميز، ويجب في هذه الحالة عزل الطفل المصاب بالمنزل، وعدم حك الجلد، وعدم ملامسة الأسطح، إضافة إلى استخدام أدوات شخصية خاصة به، ومراجعة الطبيب المختص».
وشدد الهنداوي على أن المدرسة ليست مكاناً موبوءاً في ذاته، ولكن تزداد فرص الإصابة بالأمراض نتيجة التكدس والزحام ومخالطة الأطفال المرضى، ولتجنب هذه الأمراض يجب التوعية بتجنب التكدس ومناطق الزحام ومخالطة أي طفل مريض، واستشارة الطبيب فوراً في حالة الإعياء والتعب، مع ضرورة تجنب الحضور إلى المدرسة في حالة ارتفاع بالحرارة أو كحة أو ظهور طفح جلدي واستشارة الطبيب.
وأكد أهمية التركيز على تغذية سليمة وصحية تشمل الفاكهة والخضراوات لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن اللازمة، والنوم لفترات كافية تعطي الجسم الحيوية والنشاط، واتباع تعليمات صحية في حالة العطس أو الكحة، والتوعية بأهمية غسل اليدين باستمرار، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية مثل المناشف والمناديل مع الآخرين.
وأضاف: «تلعب إدارة المدرسة دوراً مهماً في توعية الطلاب، ونشر النصائح الصحية بين الطلاب، فالوقاية خير من ألف علاج».
التغذية والمناعة
أكدت أخصائية التغذية في مدينة برجيل الطبية، الدكتورة سارة الكثيري، أهمية إعداد الصحة البدنية جيداً لتقوية جهاز المناعة لدى طلبة المدارس، ما من شأنه أن يقلل من الإصابة بالأمراض، ويحسن صحة الطلبة وأدائهم البدني والذهني، حيث يقوي الغذاء الصحي الذي يتضمن العناصر الغذائية المتكاملة، الذاكرة، ويحسن مستوى الذكاء ويساعد على زيادة التحصيل الدراسي.
وأكدت أهمية وجبة الإفطار لبناء جسم سليم، خاصة في مراحل العمر المبكرة، التي تتميز بزيادة في النمو البدني والعقلي، حيث تكمن أهميتها في زيادة التركيز والاستيعاب، ومد الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط البدني، والمساعدة على الحفاظ على وزن صحي مثالي، مع ضرورة التركيز على شرب الماء، كونه يدخل في تركيب جميع الخلايا والأنسجة، إضافة إلى أهميته في المحافظة على درجة حرارة الجسم عن طريق التعرق، إضافة إلى أن شرب الماء يساعد على تحسين جهاز المناعة، وتحسين أداء الجهاز الهضمي، والحد من حدوث الإمساك، وتخليص الجسم من السموم، ومنح الجلد النضارة، وتعزيز مستويات الطاقة، ورفع معدل إنتاج خلايا الدم والعضلات.
وشددت الكثيري على ضرورة الابتعاد عن المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وعدم تناولها في المدرسة أو المنزل، لما تسببه من تآكل حمضي للأسنان، والصداع النصفي الذي يضعف تركيز الطالب، وعلى المدى البعيد يسبب تقرحات والتهابات في جدار المعدة والمريء والاثنى عشر وهشاشة العظام والسمنة، مرض السكري (النوع الثاني)، وارتفاع الكوليسترول، والتوتر والقلق وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم.
أمراض العيون
وحذر أخصائي العيون، الدكتور طارق مشرقي، من انتشار أمراض خاصة بالعيون بين أطفال المدارس، والتي تأتي من طفل مصاب يتسبب في نشر العدوى بين الأطفال الموجودين معه في الصف، مشيراً إلى أن أهم أمراض العيون التي تحدث في المدارس التهاب الملتحمة الوبائي، وقد يكون فيروسي أو بكتيري، ويتميز باحمرار العين وانتفاخ الجفون وحكة العينين، والانزعاج من الضوء وأشعة الشمس، إضافة إلى إفرازات العين، وتنتج الإصابة عن طريق التعرض لشخص آخر مريض أو ملامسة إفرازات العين باليد، ويجب وقتها مراجعة طبيب العيون للفحص والتشخيص والعلاج.
الفحص المدرسي
يحفز مركز أبوظبي للصحة العامة، أولياء الأمور والعائلات والمدارس والمجتمع بشكل عام، على الالتزام بإجراء فحوص طلاب المدارس عن طريق برنامج الفحوص المدرسية، من أجل تمتع طلابنا بصحة جيدة، وبالتالي خلق مجتمعات صحية، مشيراً إلى أن برنامج الفحص المدرسي عبارة عن فحوص طبية يتم إجراؤها للكشف المبكر عن الأمراض والمشكلات الصحية بين طلاب المدارس في إمارة أبوظبي ويبدأ من الصف الأول إلى الصف الـ12.
وأكد المركز أن الاكتشاف المبكر يسهم في الحد من مضاعفات الأمراض السائدة لدى فئة طلاب المدارس حسب المرحلة العمرية، أو تجنب أو تأخير حدوث مشكلات صحية خطرة، ما يسمح باتخاذ الإجراءات الوقائية في الوقت المناسب، لافتاً إلى أن البرنامج يتكون من نوعين، الأول الفحص السنوي، ويتم إجراؤه لجميع الصفوف من الأول إلى الـ12 كل عام، ويختص بفحوص قياس الوزن، والطول (مؤشر كتلة الجسم)، والعلامات الحيوية، وفحص النظر. وأشار إلى أن النوع الثاني من فحوص البرنامج هو الفحص الشامل، ويتم للصفوف الأول والخامس والتاسع، ويحتوي على اختبار التاريخ الطبي، والفحص البدني، وفحص النظر (عمى الألوان)، وفحص السمع، والجنف (انحناء العمود الفقري)، وفحص الدم، وفحص لصحة الأسنان.
أمراض طفيلية
أشارت أخصائية الجلدية رشا حسيب، إلى أن بعض الأطفال يتعرضون للإصابة بأمراض طفيلية، منها الجرب والقمل، لكنها غير مقلقة، ويمكن علاجها سريعاً، مؤكدة أهمية عزل الطفل المصاب من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع حتى يتم شفاؤه.
وأضافت: «يتعرض بعض الأطفال أيضاً إلى أمراض فطرية مثل (التينيا) التي تصيب الجلد والشعر، وتتميز بطفح جلدي مميز وحكة، وتجب عندها مراجعة الطبيب المختص، وعزل الطفل المريض، وعدم الاختلاط، لتجنب انتشار المرض بين أقرانه».