أولياء أمور يطالبون بإعفاء الابن الثالث من رسوم الحافلات المدرسية
أفاد ذوو طلبة لديهم أكثر من ابن في المدرسة، بأنهم يواجهون صعوبة في الوفاء بالتزاماتهم المالية تجاه مدارس أبنائهم، بسبب ارتفاع كلفة الحافلات المدرسية.
وطالبوا إدارات المدارس بإعادة النظر في الرسوم التي تُطلب من الأب عندما يكون لديه أكثر من ابن أو ابنة داخل الحافلة، حتى لا يضطر للجوء إلى «الرحلات المشتركة»، و«الكارلفت». وقالوا إن إعفاء الأخ الثاني من نصف الرسوم، وإعفاء الأخ الثالث من قيمتها كاملة، سيسهل عليهم أداء التزاماتهم.
ويشهد محيط المدارس زحاماً مع انطلاق العام الدراسي، فيما تتخذ الجهات الشرطية إجراءات مرورية مستمرة في محيط المدارس لمنع التزاحم. وأكد ولي أمر ثلاثة طلاب في صفوف مختلفة، عبدالرحمن السيد، أنه اضطر إلى الاتفاق مع آباء طلبة آخرين على توصيل الأبناء يومياً إلى المدرسة بالتناوب بينهم، بحيث يخفف ذلك من الأعباء المالية عليهم، واقترح عمل خصم للابنين الثاني والثالث.
وقالت ولية أمر طالبين، مروة عمرو، إنها اتفقت مع «كارلفت» لتوصيل ابنيها إلى المدرسة يومياً، بسبب ارتفاع رسوم الحافلات، مشيرة إلى أنها كانت تتمنّى الاشتراك في الحافلة لابنيها، إلا أن الرسوم حالت دون ذلك واضطرت إلى حل بديل، وطالبت بإعفاء الأخ الثاني من نصف قيمة الرسوم.
وأكد ولي أمر ثلاثة طلاب، محمد فهمي، أن رسوم الحافلات ارتفعت بشكل كبير خلال العامين الأخيرين، وهو ما مثّل عبئاً كبيراً عليه، لذلك اتفق مع آباء آخرين على الاشتراك في «كارلفت» لتوصيل أبنائهم من وإلى المدرسة، «لأن الكلفة أقل كثيراً، مقارنة برسوم الحافلات»، داعياً الإدارات المدرسية إلى تقديم تسهيلات أكبر حتى يتمكن ذوو الطلبة من إشراك أبنائهم ضماناً لسلامتهم، كأن يُعطى الابن الثاني خصماً بنصف قيمة الرسوم، ويُعفى الابن الثالث منها كلياً.
وقال مدير مدرسة الشعلة الخاصة، الدكتور محمد القاسم، إن أغلب الحافلات التي تُشغلها المدرسة يتم تأجيرها من شركات، وتلك الشركات ترفع رسوم التأجير والتشغيل بصفة مستمرة، لافتاً إلى أن السبب الرئيس وراء قيام مدارس برفع الرسوم يعتمد على رسوم التشغيل التي تطبقها الشركات المؤجِّرة.
وأضاف: «تختلف رسوم الحافلات من منطقة إلى أخرى ومن إمارة لأخرى، لأن الأصل في تشغيل الحافلات يعتمد على المسافات التي تقطعها، إلا أنه في إمارة الشارقة لا يجوز رفع أي رسوم من جانب المدرسة دون الحصول على موافقة رسمية من هيئة الشارقة للتعليم الخاص».
وتابع: «متطلبات الحافلات المدرسية متعددة، وكلها ترفع قيمة الإيجار، وبالتالي تزداد تلقائياً على ولي الأمر إذا ارتأت المدرسة ضرورة زيادتها، لتعويض أي خسائر قد تتعرض لها من جانب الشركات»، مؤكداً أن الحافلات المدرسية هي الخيار الأكثر أماناً للطلبة للوصول بسهولة إلى المدرسة والعودة منها إلى المنزل، تجنّباً لمخاطر «الكارلفت» وغيرها من الوسائل التي قد يلجأ إليها ذوو الطلبة، هرباً من رسوم الحافلات.
ورأى القاسم أن الحل الحقيقي الذي يجب أن تضعه الإدارات المدرسية يتمثّل في تقسيط رسوم الحافلات لذوي الطلبة، لاسيما في ظل وجود أكثر من طالب للأسرة الواحدة في المدرسة، وهو ما يسهّل عليهم الأمر ويساعدهم في السداد بصورة منتظمة دون التعرض لضغوط مالية حقيقية.
وأوضح أن هيئة الشارقة للتعليم الخاص ألزمت المدارس بالاشتراك في منصة «أولادكم في مأمن» التي توفّر التسهيلات كافة أمام الطلبة وذويهم، من كاميرات مراقبة داخل الحافلات وإجراءات متعددة لحماية الطلبة، ومن ثم يجب أن تتوافر كل تلك المواصفات الآمنة في الحافلات التي يتم استئجارها.
وقال الخبير التربوي، الدكتور سعيد نوري، إن موضوع الحافلات المدرسية أضاف عبئاً مالياً جديداً على ذوي الطلبة الذين لديهم أكثر من ابن في المدرسة.
وقال إن بعض الآباء يتجهون إلى استخدام وسائل قد تكون أرخص من الحافلات، لكنها ليست آمنة وهنا تكمن الخطورة، فيما يعتبر استخدام الحافلة المدرسية آمناً لكنه مكلف.
وقال إن المنتظر من المؤسسات التعليمية أن ترفق بأولياء الأمور، خصوصاً الآباء والأسر التي لديها ثلاثة وأربعة طلاب في المدارس.
بدورها، أكدت هيئة الشارقة للتعليم الخاص لـ«الإمارات اليوم»، أنه حسب السياسات والإجراءات المتبعة في التعامل مع الرسوم الدراسية المطبقة في المدارس الخاصة في الشارقة، وغيرها من الإمارات، يحق للمدارس الخاصة طلب زيادة الرسوم الدراسية مع بيان المبررات والأسباب، فيما تتولى الجهات التعليمية المختصة إصدار القرارات اللازمة لهذه الطلبات بالرفض أو الموافقة، وعليه تزيد المدارس الحاصلة على الموافقة رسومها.
وأوضحت الهيئة أن المدارس تلتزم عند قبول الطلاب الجدد أو إعادة تسجيل الطلاب المستمرين، بتوضيح قيمة رسوم خدمة النقل المدرسي لمن يرغب من ذوي الطلبة في الاستفادة من هذه الخدمة.
• السبب الرئيس لرفع رسوم الحافلات هو رسوم التشغيل التي تطبقها الشركات المؤجِّرة.
• الحافلات المدرسية هي الخيار الأكثر أماناً للطلبة للوصول بسهولة إلى المدرسة والعودة منها.