«الميتافيرس» يحتاج إلى تشريعات تضمن استخدامه الآمن والأخلاقي

خلصت جلسة «الميتافيرس.. رسم الآفاق المستقبلية لتقديم الحكومات المستقبلية»، إلى أن العالمَين الواقعي والافتراضي سيندمجان كلياً في مرحلة ما، إلا أن ذلك لن يكون قبل 40 أو 50 عاماً، حيث لايزال المشوار طويلاً نحو فهم التقنية، ووضع الإطارات التشريعية والتشغيلية المطلوبة، لضمان استخدامها الآمن والأخلاقي. وأكد المشاركون في الجلسة ضرورة وضع التصميم والتشريع المناسب الذي يحاكي تفاصيل وجزئيات تطبيقات الميتافيرس، وذلك استناداً إلى فهم أعمق وأشمل للتطبيقات الممهدة والمواكبة لتقنية الميتافيرس، والتدرج في تقديمها وتبسيطها، ليتمكن أفراد الجمهور من مستخدمي الخدمات الحكومية من استيعابها والاستفادة منها بالشكل المأمول.

وقال نائب المدير العام لقطاع المعلومات والحكومة الرقمية، المهندس محمد الزرعوني، إن الميتافيرس يحتاج إلى دراسة وتأسيس تشريعات منظمة، مضيفاً أن هذا ما بدأت دولة الإمارات بفعله، تمهيداً لتسخير التقنية في مجالات العلوم والخدمات عبر مراحل استباقية تضمن الاستعداد للمستقبل.

وأضاف أنه يمكن الاستفادة من التشريعات التي أصدرتها الدولة وطبقتها سلفاً في استخدام التطبيقات الأخرى، مشيراً إلى أن ذلك مفيد، لكنه لا يلغي الحاجة إلى وضع نظم تشريعية وقضائية مفصلة وشاملة، تغطي كل جوانب استخدام الميتافيرس في الحياة والأعمال.

وتطرق الزرعوني إلى بعض الاستراتيجيات التي أطلقتها دولة الإمارات للتعامل مع الميتافيرس بمنهجية علمية، مشيراً إلى استراتيجية دبي للميتافيرس، الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي ضمن أفضل 10 مُدن في الاقتصادات الرائدة في مجال الميتافيرس، وجعلها مركزاً رئيساً لمجتمع الميتافيرس العالمي، ومضاعفة عدد شركات «بلوك تشين» خمسة أضعاف قياساً بالعدد الحالي، وتعزيز النجاح الذي حققته دبي باستقطاب 1000 شركة تعمل في مجال «بلوك تشين» وميتافيرس، ودعم 40 ألف وظيفة افتراضية تسهم في الازدهار الاقتصادي في دبي بحلول عام 2030.

ولفت إلى إطلاق هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، المرشد السياحي الذكي (الروبوت)، و«الشارقة على الميتافيرس»، لتسخير التقنية الحديثة وآليات الذكاء الاصطناعي في خدمة القطاع السياحي، وإثراء تجارب زوار الإمارة، حيث يمكن للجمهور العالمي التعرف إلى مقومات الإمارة السياحية من أي مكان في العالم، كما يتيح المشروع للمرشدين السياحيين والجهات المعنية بالقطاع السياحي الاستفادة من الفرص الفريدة التي توفرها الميتافيرس لتنمية الأعمال وتوسيع نطاقها، وتعزيز قطاع السياحة على المستويين المحلي والعالمي.