مسار لإعداد كوادر شبابية تقود العمل التنموي والإنساني
تناولت فعاليات النسخة الثالثة من الاجتماع العربي للقيادات الشابة، الذي ينظمه مركز الشباب العربي، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024 بدبي، نقاشات قدمت نماذج عربية لدور الشباب في تعزيز الارتباط بالهوية واللغة والتمسك بالقيم الإنسانية.
وانطلقت فعاليات النسخة الثالثة من الاجتماع العربي للقيادات الشابة، أمس، تحت رعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مركز الشباب العربي، بحضور 15 من الوزراء الشباب العرب، وأكثر من 20 صانع قرار، ورؤساء المؤسسات الشبابية، وأكثر من 100 شاب من قادة مؤسسات العمل المجتمعي التنموي، وما يزيد على 32 متحدثاً في مختلف التخصصات والميادين.
وشهد الاجتماع الذي عقد تحت شعار: «ماذا يعني أن تكون عربياً؟»، مجموعة من الجلسات والورش والعروض التقديمية المعنية بقطاع تمكين الشباب العربي والاستثمار في طاقاتهم وبناء قدراتهم، وسلطت الضوء على دور الشباب في تعزيز التلاحم المجتمعي على مستوى الأفراد والمجتمعات، لتعزيز تنافسيتهم وتقديم صورة أفضل عن الإنسان العربي إلى العالم، كما استضاف الاجتماع حلقة وزارية رصدت مقترحات وتوصيات كل من صُنّاع القرار والشباب، للبناء على مكتسبات النسخ السابقة من الاجتماع، وتبني البرامج والمبادرات المتخصصة لاستكشاف المواهب واحتضان الطاقات الشابة، ودعم طموحاتهم وفق رؤية عربية مشتركة للاستثمار في الشباب كقوة بناء.
ووجّه سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، مركز الشباب العربي بالعمل على إطلاق مسار خاص لإعداد وبناء قدرات وتأهيل كوادر شبابية قيادية في مجال النفع العام، وفي المنظمات المعنية بالعمل التنموي والإنساني، التي من شأنها أن تسهم في تسريع وتيرة التنمية المجتمعية وفق احتياجات المنطقة وتطلعات أبنائها، وذلك استجابة لتوصيات اللقاءات التمهيدية التي سبقت الاجتماع العربي في ديسمبر الماضي، وعملت على رصد أصوات الشباب من 18 دولة عربية.
وثمّن سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، دعم وزراء الشباب والوزراء العرب الذين شاركوا في الاجتماع، وأسهموا في قصة نجاحه كنقطة تلاق مباشر مع الشباب، مؤكّداً سموّه مواصلة الجهود والمبادرات والعمل مع كل الجهات المعنية بتمكين الشباب على مستوى الوطن العربي.
وأشار سموّه إلى أن القمة العالمية للحكومات نجحت بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة في تعزيز موقع دولة الإمارات عاصمة عالمية لاستشراف المستقبل في العمل الحكومي والتنموي الشامل الذي يشرك الجميع، منوّهاً بالتفاعل النوعي للمشاركين في الاجتماع العربي للقيادات الشابة مع فعاليات القمة العالمية.
رهان على الشباب
وقال الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، نائب رئيس مركز الشباب العربي، إن «وجود الشباب من مختلف المجتمعات العربية تحت سقف واحد، خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات، يعكس أهمية التلاحم العربي»، مؤكّداً أن الرهان على الشباب العربي كبير لاستشراف مستقبل بلادهم. وأضاف الشيخ راشد بن حميد النعيمي، خلال مشاركته في «الاجتماع العربي للقيادات الشابة»، الذي انطلق أمس، ضمن اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات المُقامة في دبي: «لن تتطوّر المجتمعات.. ولن تتحقق النجاحات المرجوة من قِبل صُنّاع القرار والمسؤولين إلا بسواعد الشباب، مع التأكيد على ضرورة التواصل المباشر والعمل الجماعي بين الشباب العربي والمسؤولين الحكوميين، لنقل التجارب الناجحة وخلق الفرص الملهمة للشباب من أجل مستقبل أفضل بإذن الله».
واستعرضت هذه النسخة من الاجتماع العربي للقيادات الشابة، مجموعة من أبرز المبادرات والتجارب والدراسات الشبابية على مستوى الوطن العربي المعنية بالتمكين وبناء القدرات وصقل المهارات، بما يسهم في تعزيز مشاركة الشباب في عملية التنمية المستدامة على مستوى العالم العربي، كما ناقش الاجتماع دور القيم في تعزيز عناصر الهوية الوطنية لدى الشباب.
من جانبه، أكد وزير الشباب والرياضة المصري رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب في جامعة الدول العربية، الدكتور أشرف صبحي، أن مشاركات الوزراء العرب في الاجتماع العربي للقيادات الشابة استهدفت في المقام الأول مشاركة الشباب العربي، والاستماع لهم ودعم المبادرات الشبابية، مشيراً إلى أن الاجتماع أبرز معاني اللُحمة والتكامل العربي، وتعزيز دور اللغة العربية في الهوية الوطنية.
وأعرب الدكتور أشرف صبحي، عن فخره بالمشاركة في القمة العالمية للحكومات، ضمن مجلس وزراء الشباب العرب، معرباً عن دعمه الدائم لجميع الأنشطة والفعاليات في البلدان العربية، ومنها «الاجتماع العربي للقيادات الشابة».
وشدد الوزير المصري، على أهمية اللغة العربية التي تربط البلدان العربية ببعضها بعضاً، والتأكيد على الدور الكبير لمركز الشباب العربي، ودعم مبادراته من جانب الوزراء الشباب العرب، مؤكّداً أهمية تلك النقاشات العربية، من أجل وضع الرؤى والحلول للتحديات التي تواجه الشباب العربي.
منصّة مثالية للتواصل
واعتبر وزير الشباب الأردني، محمد النابلسي، أن القمة العالمية للحكومات منصّة مثالية للتواصل بين المسؤولين الحكوميين وبين الشباب العربي وإبراز أفكارهم ومواهبهم، وأبرز التحديات التي يواجهونها، من أجل محاولة إيجاد الحلول التنفيذية ووضع الاستراتيجيات والخطط المناسبة، التي تنبع من أفكار الشباب العربي.
وأكّد خلال مشاركته في جلسات «الاجتماع العربي للقيادات الشابة» أن القمة العالمية للحكومات فرصة مثالية لتسليط الضوء على طموح الشباب، وأهمية التكامل العربي بينهم بمختلف اتجاهاتهم، فضلاً عن استشراف المستقبل العربي في كل القطاعات.
وأثنى وزير الشباب الأردني، على الأجندة التي تضمنتها القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دورياً دولة الإمارات، خصوصاً أنها بدأت بفعاليات «الاجتماع العربي للقيادات الشابة»، التي ضمت العديد من الجلسات وورش العمل التي سلطت الضوء على «أن تكون عربياً»، من خلال إبراز الهوية العربية، والتركيز على اللغة العربية ومكونات المجتمع العربي.
بدوره، قال وزير الشباب والرياضة في تونس، كمال دقيش، إن «الاجتماع العربي للقيادات الشابة، ضمن اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات، ناقش قضية (الهوية العربية)، ودور القيم في تعزيز عناصر الهوية الوطنية لدى الشباب العربي».
ولفت خلال مشاركته في «الاجتماع العربي للقيادات الشابة»، إلى أن الشباب التونسي الذي يدرس في الجامعات الأميركية والفرنسية لديهم انتماء عربي كبير وشعور بالتلاحم العربي، ويبرز ذلك من خلال القضايا العربية المشتركة.
وأوضح الوزير التونسي، أن «الاجتماع العربي للقيادات الشابة سلط الضوء على قيم التلاحم المجتمعي، الذي يُعدّ ركيزة أساسية لبناء مجتمعات قوية، من خلال إشراك الشباب في الجهود الرامية إلى تعزيز القواسم المشتركة بين مكونات المجتمع، المرتبطة بالهوية واللغة والتراث الثقافي»، مثنياً على جلسات وورش العمل التي أبرزت دور التواصل المباشر بين الشباب والمسؤولين الحكوميين.
من جهته، أكّد وزير الشباب والرياضة في لبنان، الدكتور جورج كلاس، أن القمة العالمية للحكومات، التي يشارك فيها للسنة الثالثة على التوالي، من المظاهر الحضارية المهمة التي أطلقتها دولة الإمارات، وتجمع ممثلي حكومات عدد من دول العالم.
وقال خلال مشاركته في «الاجتماع العربي للقيادات الشابة»، ضمن اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات في دبي، إن «اللُحمة الاجتماعية بين الشباب العربي لا تكتمل إلا حينما يتعرف الشباب العربي إلى بعضهم بعضاً، وكسر أي حواجز بينهم، وهو ما دعت إليه جلسات (الاجتماع العربي للقيادات الشابة)»، منوّهاً إلى ضرورة التكامل والاندماج العربي بين الشباب في بلدانهم العربية.
وأكد وزير الشباب اللبناني، على ثلاثة عناصر مهمة من أجل التلاحم العربي: أولها اللغة العربية وإبراز الهوية الوطنية العربية، وثانيها دراسة تاريخ العرب، إضافة إلى تدريب الشباب العربي على بناء الجسور بين بعضهم، مشيراً إلى أن الشباب اللبناني ضمن الشباب العربي، رغم خصوصيته وتنوّعه.