أكد أن العالم سيكون مختلفاً خلال 10 سنوات
كلاوس شواب: يجب على قادة العالم إشراك السكان في التحوّل لـ «العصر الذكي»
قال المؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، البروفيسور كلاوس شواب، إنه يتوجب على قادة العالم إشراك السكان في عملية التحول نحو ما وصفه بـ«العصر الذكي»، مشدداً على ضرورة جعل عالمنا أكثر استدامة وإنسانية ومساواة.
وتحدَّث شواب في جلسة مع وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات، محمد بن عبدالله القرقاوي، حملت عنوان «بناء حضارات الغد.. هل هي قابلة للصمود؟»، عن ثلاثة أهداف ينبغي للحكومات العمل على تحقيقها في ما يتعلق بالتحول التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم، أولها يتمثل في ضرورة استخدام التكنولوجيا لجعل عالمنا أكثر استدامة ومرونة وإنسانية ومساواة.
أمّا الهدف الثاني للحكومات، فحدده شواب في ضرورة إشراك السكان في عملية التغيير المستهدفة، لأن البشر يخشون، كما قال، التغييرات السريعة التي يتوجب عليهم التكيف معها في حياتهم اليومية.
وبشأن الهدف الثالث، أكد أننا بحاجة إلى الأطر الأخلاقية اللازمة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، وقال شواب: «إذا ما اطلعنا على القيادة في العصر الجديد، فينبغي للقائد السياسي أن يجمع بين أن يكون مطلعاً على حقيقة ما يحدث وما يمكن حدوثه، وأن يدرك التفاعلات بين التكنولوجيا والحياة اليومية، وقبل كل شيء عليه أن يكون إنساناً».
وبسؤاله عن إمكانية وصول العالم قريباً إلى نموذج اقتصادي مستدام، أجاب شواب: «علينا أن نعود ونستعرض السياسات الاقتصادية التي ننتهجها؛ إذ ينبغي لنا أن نركز على الفرد، فنحن نركز كثيراً في الوقت الراهن على المحافظة على ما لدينا، لكن أيضاً يجب أن نأخذ بعين الاعتبار كُلفة ما نقوم به».
وحول ما يمكن القيام به كي تستطيع الأجيال المقبلة أن تكون أكثر تأثيراً وحضوراً في هذا «العصر الجديد»، قال شواب: «ينبغي أن تكون البنية التحتية ميسورة التكلفة، وأن تكون النظم كافة قابلة للاستخدام، وبالتالي نسمح للجميع بالوصول إلى الخدمات بطريقة مسؤولة، وبتكلفة معقولة».
وفي إجابته عن سؤال «كيف يمكن للتقدم التكنولوجي السريع تشكيل مستقبل المجتمعات؟»، أشار شواب إلى أن «وتيرة التغيير في المستقبل ستكون أبطأ، كما أن العالم سيكون مختلفاً عما نعرفه الآن خلال الـ10 سنوات المقبلة».
وفي معرض حديثه، تطرق شواب إلى دمج البيانات الضخمة والحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي، مضيفاً: «علينا أن نكون جاهزين لعالم ندمج فيه كل ذلك معاً لتحقيق أكبر استفادة ممكنة لخدمة البشرية».
ونوه البروفيسور كلاوس شواب بأننا «نشهد مستقبلاً مدفوعاً بتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، ونرى فجر عهد جديد للحضارة الإنسانية، وهذه الرؤية ستطلق العنان للمجتمعات، حيث إنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد (3D)، والحوسبة الكمية، والذكاء الاصطناعي».
وأشار إلى أن التكنولوجيا في عهد الذكاء الاصطناعي الجديد، لن تكون مجرد أداة أو امتداداً لقدرات البشرية، بل هي شريك في تشكيل العالم.
وقال: «في (العصر الجديد)، ستُمنح الأولوية لرفاهية الإنسان من خلال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وفي جوهر هذا التحول هناك التزام بضمان أن فوائد التطور التكنولوجي ستُقدم بالتساوي لسد الثغرة الرقمية داخل المجتمعات»، مؤكداً أن الإنسان هو جوهر هذه الرؤية للعصر الجديد.
ولفت إلى أن «العصر الذكي» سيسهم في تطوير مجال الرعاية الصحية، وتحسين تكنولوجيا المراقبة الصحية عن بُعد، بحيث يمكن مساعدة من يحتاجون إليها في أقصى العالم.
وأردف: «أنتم كقادة الحكومات من تشكلون صيغة المستقبل؛ لذا نريد أن نمضي إلى عالم إنساني تكنولوجي لاستخدام إمكاناتنا التكنولوجيا كافة».
وأضاف أن «هذه المحاكاة الجديدة هي قريبة منا وليست بالشيء الذي سيحصل مع الجيل القادم، كما أن سرعة هذا التحول كبيرة جداً، وعلينا أن نستعد بكامل قوانا للتعامل مع هذا العصر الجديد».
كلاوس شواب:
• ينبغي أن تكون البنية التحتية ميسورة التكلفة، وأن تكون النظم كافة قابلة للاستخدام.
• «العصر الذكي» سيسهم في تطوير الرعاية الصحية، وتحسين تكنولوجيا المراقبة الصحية عن بُعد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news